أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السعودية تمسك بزمام القيادة

وعدت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس نظيرها السعودي سعود الفيصل، بان يطرح الجولان علي جدول أعمال المؤتمر ـ وهذا كان كافيا بالنسبة كي يحسم في صالح المشاركة فيه. ولا يدور الحديث فقط عن اعطاء شرعية للمؤتمر،
بل عن قرار استراتيجي للدول العربية في عدم ترك المفاوضات السياسية لاسرائيل والولايات المتحدة وحدهما. وقد أقنع ادراج الجولان في جدول الاعمال الفيصل كي يعلن المشاركة في المؤتمر ويزيل بالتالي التخوف الكبير من نزع الشرعية العربية عنه. اما سورية، فكانت حتي ساعات مساء امس تواصل لعبة البوكر، ووزير خارجيتها وليد المعلم أوضح بانه لن يعطي جوابا نهائيا الا بعد أن يري جدول اعمال المؤتمر، الا أن هذا بات غير مهم. حتي لو أعلنت سورية في اللحظة الاخيرة بانها لن تشارك، سيكون في ذلك رفضا ضد الاجماع العربي، ولا سيما ضد السعودية التي شقت بيديها الطريق لعودة الجولان الي طاولة مباحثات الشرق الاوسط. الموافقة العربية علي ارسال وفد علي مستوي وزراء الخارجية هو نجاح امريكي أول حيال موجة الانتقاد علي انعقاد المؤتمر، وعلي خلفية انعدام اتفاق عميق بين اسرائيل والفلسطينيين. غير أن الحديث لا يدور فقط عن بادرة عربية طيبة تجاه الرئيس الامريكي جورج بوش، بل عن استراتيجية مضاعفة الحجوم. مصر، السعودية والاردن تعارض تقسيم الشرق الاوسط الي دول معتدلة ودول غير كذلك، كما أنها غير مستعدة بعد اليوم لان تترك ساحة النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني بيد القدس وواشنطن ليكونوا ظلا لقراراتهما.
المسألة التي علي جدول اعمال لقاء وزراء خارجية الجامعة العربية كانت بالتالي الربح والخسارة المتوقعين من ارسال وفد علي مستوي عالٍ الي انابوليس. فالي جانب الخسارة يعد الاحتمال في أن تمنح الدول العربية الشرعية والدعم العربي بغطاء عال لمؤتمر فاشل، لاخراج مسرحي كما يسمي المؤتمر في بعض وسائل الاعلام، وهكذا تمنح خاتمها للموافقة علي شق الفلسطينيين بين غزة والضفة، بين حماس وفتح.
في جانب الربح، عرض مؤيدو المشاركة وعلي رأسهم مصر والاردن الحاجة الي مرافقة النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني علي أساس القرارات التي اتخذت في مؤتمر القمة العربية في بيروت من العام 2002 والتي تسمي المبادرة العربية . وتندرج المبادرة في خطاب بوش في تموز (يوليو) من هذا العام حين أعلن عن انعقاد المؤتمر وعليه كما يدعي المؤيدون لا مجال للاستخفاف فيه إذ أنه يري في الدول العربية جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة. والاهم من ذلك، الاحتمال في ادراج سورية في المؤتمر ضروري للدول العربية، ولا سيما السعودية، علي خلفية دورها في الازمة في لبنان والجهود لانتزاع موافقة منها للتأثير علي حل وسط بين حزب الله والحكومة اللبنانية. ادراج سورية يشوش ايضا التقسيم الامريكي الي معتدلين وغير معتدلين وحسب وزراء الخارجية العرب سيخلق ربطا بين المسار الفلسطيني والمسار السوري.
بوش ورايس يمكنهما ان يكونا راضيين عن قرار وزراء الخارجية، والسؤال سيكون الان اذا كان هذا الرضي سيترجم ايضا الي فعل سياسي بعد المؤتمر. اذا كانت هذه ستكون النتيجة فان الادارة الامريكية ستجد صعوبة في ان تربط الموافقة العربية في صالح مصالحها، ليس بالذات في المناطق بل في الاقاليم الاكثر عنفا مثل العراق، او الازمة في لبنان.

وكالات - زمان الوصل
(125)    هل أعجبتك المقالة (128)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي