أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عبد العظيم: بقاء سورية كحالة قمعية واستبدادية استثنائية أمر مستحيل

القيادة السورية لم تأخذ بكل نصائح حلفائها العرب والأتراك والأوربيين، وأصّر على أن يستمر باحتكار السلطة والدولة ويمارس القمع ليبقى تحت حكمه، وشدد على أن بقاء سورية في حالة استثنائية أمر مستحيل وأنه لا يمكن أن يبقى النظام السوري هو النظام الاستثنائي كنظام أمني واستبدادي في المنطقة

وأوضح عبد العظيم لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "عندما قامت الجامعة العربية لأول مرة بزيارة الرئاسة السورية، قيل لها أن هناك عصابات مسلحة وسلفية وهناك مؤامرة خارجية، وأن ما يجري في سورية ليس كما جرى في مصر وتونس، وكان موقف الجامعة العربية متراخياً ومتخاذلاً"، وتابع "في المرة الثانية عندما درست الجامعة العربية الموقف من كل جوانبه، جاء نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بمبادرة تقول للنظام أن عليه أن يسحب الجيش وأن يسحب الأمن ويسمح بالتظاهر السلمي، وأن يُطلق سراح المعتقلين ثم يدخل في الحوار مع المعارضة الوطنية بهدف الانتقال بالنظام لنظام ودولة وطنية ديمقراطية" حسب قوله

وأضاف عبد العظيم "هذه المبادرة، وإن كانت في نظرنا غير كافية وتحتاج إلى سقف أعلى، قوبلت مع الأسف الشديد برفض من السلطات السورية، وضربت بها السلطة عرض الحائط مع أنها مبادرة عربية وليست مؤامرة أجنبية، وهي من الأشقاء العرب، فالقيادة السورية لم تأخذ بكل نصائح حلفائها العرب والأتراك والأوربيين وغيرهم، على الرغم من أن بعضهم كان حليفاً استراتيجياً لها، فهي لم تأخذ بنصائح لا الأشقاء ولا الأصدقاء ولا الحلفاء ولا حتى الخصوم إن كان هناك خصوم" وفق قوله

وكان العربي قد حمل في زيارته للعاصمة السورية الشهر الماضي مبادرة لتسوية الأزمة السورية اتفق عليها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ بالقاهرة في 28 آب/أغسطس، وأحيطت مهمته بالشكوك وخاصة لجهة إمكانية نجاحها في ظل استمرار الحملات الأمنية والعسكرية ضد المحتجين السوريين، وتباعد المواقف بين النظام السوري والمعارضة

وأضاف "هناك إصرار من قبل السلطة على إبقاء سورية في حالة استثنائية على نهج ما قبل الثورة، وبالتالي هناك إصرار من النظام لأن يستمر باحتكار السلطة والدولة ويمارس القمع، ويقمع شعبه ليبقى تحت حكمه، وهذا الأمر من المستحيل أن يحصل، فحلقات الاستبداد كُسرت في تونس ومصر وليبيا، وتُكسر في اليمن والبحرين، وبالتالي لا يمكن أن يبقى النظام السوري هو النظام الاستثنائي، كنظام أمني واستبدادي، ولابد أن تنتصر الثورة، وأن يكون هناك نظام بديل وطني وديمقراطي يمثّل كل قوى الشعب الفاعلة، ويكون الشعب فيه مصدر السلطة ومصدر السيادة" على حد تعبيره

ويشار إلى أن المبادرة التي وضعها العرب لا تخرج عن مطالب المجتمع الدولي كثيراً، وتتضمن 13 بنداً، أهمها: الوقف الفوري للعنف، إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتعويض المتضررين، وتشكيل حكومة وحدة وطنية ترأسها شخصية مقبولة من المعارضة، وإجراء انتخابات رئاسية تعددية عام 2014، وهو العام الذي من المقرر أن تنتهي فيه الولاية الحالية للرئيس بشار الأسد

قال بعض المراقبين إن مبادرة الجامعة العربية تفتقر للمنطقية، وأنها ابتعدت عن الخارطة الزمنية للأحداث في سورية، فزمن الإصلاح مر، وكان يمكن أن تكون إيجابية لو أتت في الشهر الأول أو الثاني من بدء الانتفاضة، أما أن تأتي بعد ستة أشهر وبدون أي ضامن لها أو طرف يتولى مسؤولية تنفيذها سوى النظام السوري نفسه، فهو أمر غير مفهوم وغير مقبول، وتوقعوا فشلاً ذريعاً لها كالفشل الذي منيت به المبادرة التركية التي لا تختلف كثيراً عن المبادرة العربية في شكلها العام والتي رفضتها سورية وقطعت العلاقات الاستراتيجية على إثرها مع تركيا


 

آكي
(91)    هل أعجبتك المقالة (96)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي