بعد نصف قرن من الإعلام الموجه والرقابة الصارمة وأسر الحريات، غرست دماء السوريين بذور الإبداع وسقتها ليبدأ الإنتاج الإعلامي بالرغم من تواضع الإمكانيات بصورة تعجز عنه الآلة الإعلامية المؤيدة لنظام الأسد وداعميه عن إنتاج ما يقنع الرأي العام المحلي أو العالمي بل كانت ردة الفعل عكس ما توقع اعلام النظام السوري المتمسك ولازال برواية المندسين والسلفيين والعصابات المسلحة .
تمسك النظام بتلك الروايات ودعمه لما يسمى بالاعلام المضاد والذي استهدف عدة فضائيات عربية زاد الهوة بين الاعلام السوري والمتلقي الحيادي , فأمام فبركات الاعلام السوري تقف الافلام والارقام والوقائع الموثقة التي تنشرها الفضائيات لتسحق ما تبقى من ماء وجه الاعلام الممانع .
مسلسلات كرتونية وبرامج توعية وصفحات ومواقع إخبارية ، قناة إذاعية وقنوات لبث الفيديو، والأدهى والأمر صفحات الفيسبوك التي تتعدد إبداعاتها والهدف واحد "إسقاط النظام"، صفحات الفيس بوك التي ظن النظام ومؤيديه انه يستطيع السيطرة عليها واخراجها كما يعد ويخرج المسيرات المليونية انفجرت في وجهه لتسقط آخر إدعاء له بحرية الرأي والتعبير .
فيس بوك الذي تحول " يقدرة قادر " وبعد شهر من بدأ الثورة السورية لقنبلة موقوته بين يدي مؤيدي النظام ومعارضيه , فمؤيدي النظام كشفتهم صفحات الفيس بوك عبر تعليقاتهم وطرحهم لقضايا لا ترقى لمستوى الدم المسفوك , فبين فبركة الاخبار و " تحاميل المعنويات " ضاع المؤيدين في حيص بيص التلفيقات وادعاءات ابواق النظام .
الصحف الرسمية والتي تبنت روايات السلطة عبر الاخبار والتحليلات واعمدة الراي التي صمتت ولطوال 50 سنة ماضية عن تحليل او الاشارة لاي حراك سياسي يجري داخل البلاد , واستطاعت بعض الصحف والمواقع الالكترونية القريبة من السلطة - والتي تدار اصلا عبر فرع المعلومات وهو جهاز مخابراتي انشئ عام 2005 لمراقبة كل ما ينشر عبر الصحف والمواقع الالكترونية – فبركة التصريحات والاخبار لتناسب اعلام " التحميلة " ولترفع معنويات النظام ومؤيديه كتأويل مقالات ميشيل كيلو وإثارة الاشاعات حول برهان غليون وفايز سارة ومن الضروري الاشارة ان تلك التلفيقات تصدر احيانا عن كتاب وصحفيين اعتبرهم السوريين ولفترة طويلة من معارضي الداخل , كما استطاعت بعض الصحف الخاصة نسب اخبار لوكالة الانباء الرسمية " سانا " لم تنشرها الوكالة او تشر اليها اصلا وهو ما اعتبره محللون اتفاق ضمني لتشويه كل ما يتعلق بالحراك السلمي السوري حتى وان خالف معظم قواعد الموضوعية ودقة المصدر .
اسلحة واعترافات :
تتعاظم مطالب الشارع السوري ويصرخ المحتجون فمن الشعب يريد اسقاط النظام لـ الشعب يريد اعدام الرئيس لـ نريد حماية دولية ... او واحد واحد واحد الشعب السوري واحد الا ان لافته واحدة لم تتغير وهي " الاعلام السوري كاذب " لازال المتظاهرين يحملونها في كافة المدن السورية احتجا على فبركات الاعلام السوري من اعترافات لمسلحين وارهابيين وسلفيين يعرفهم المتظاهرين جيدا فهم من اصدقاءهم او ابناء عمومتهم او اخوتهم , فهي اعترافات مأخوذة تحت التعذيب والضرب والتهديد وكان ابلغها اعترافات الهرموش التي تهز صورته بعد الاعترافات الشارع السوري بل اعتبره بطلا ورفع لافتات لدعمه وفضح تضليل القنوات السورية .
فمن اعترافات الشيخ الصياصنة لاعترافات الهرموش يقف الشارع السوري متحديا كل الروايات التي يقول انها رواية وحيدة عن الحرية سيكتبها الاف الشهداء ضد نظام بشار الأسد .
ابواق النظام :
كلمة ابتكرها الثوار منذ اول ظهور لمحللين لم يعتد احد ظهورهم في احلك الازمات التي مرت على سوريا فلم يسجل ظهور لشريف شحادة او خالد العبود او طالب ابراهيم عندما قصف الطيران الاسرائيلي وفي العمق السوري منشأة قال انها مفاعل نووي او عندما استطاعت الموساد قتل عماد مغنية او عندما حلق الطيران الاسرائيلي فوق القصور الرآسية ؟
ابواق لم تظهر الا عندما ارتفعت الحناجر مطالبة بالحرية والعدالة وتداول السلطة , اصوات نافية خروج المدن وتوزع الدبابات وتمركز القناصة , متحدية كل الارقام التي تتكلم عن شهداء وجرحى ومعتقلين متناسية وكما قال مقربون منهم لعق احذية من يدافعون عنهم الان وطردهم من على ابواب المسؤولين السوريين حين تخرجهم من الجامعات .
فيما يلي رصد مقتضب لأهم الإصدارات الدورية المقروءة للثورة السورية.
1.مجلة الثورة السورية، إسلامية سياسية، العدد الرابع، 40 متوسط عدد الصفحات، نصف شهرية، أول عدد في 26 تموز
تؤكد على طائفية النظام الحاكم وتركز على المظاهر الإسلامية المعتدلة في المظاهرات وأنها طابع المجتمع السوري ، تهاجم رموز دعاة العلمانية الذين يصرحون ويضمرون بذلك , ولكنها في نفس الوقت تركز أن الثورة هي ضد الطغيان والظلم والاستبداد وليست ثورة طائفية.
نشرت تقرير مفصل من جزئين عن مجزرة سجن صيدنايا بالأسماء وذلك يوحي بأن لها تماس مع مصادر من الداخل .
2. جريدة أخبار المندس، إسبوعية، العدد الخامس، 5 متوسط عدد الصفحات، أول عدد في 12 آب، بقياسين لتسهيل عملية الطباعة والتوزيع.
تعرف الجريدة نفسها بأنها تصدر عن مجموعة من الشباب السوري المستقل بالتعاون مع حركة شباب 17 نيسان للتغيير الديمقراطي التي يعتبر هيثم مناع الأب الروحي لها، تصف الجريدة نفسها بأنها أول جريدة من رحم الثورة السورية وتأكد على الطابع السلمي للثورة وتؤكد على مفهوم الديمقراطية.
تنشر العديد من المعلومات والتسريبات والتحركات الداخلية
على غير عادة الجرائد والصحف تذيل الجريدة صفحتها الأخير بعبارة المقالات والمواد الواردة في كل الصفحات تعبر بالضرورة آراء الجريدة وفريق عملها. تعمل على الانتشار بشكل مطبوع لتصل لأكبر شريحة ممكنة.
3. جريدة حريات، إسبوعية، العدد الرابع، 8 متوسط عدد الصفحات، أول عدد في 23 آب، يميزها الطابع النخبوي والاحترافي في التنظيم والإخراج تعرف نفسها جريدة أسبوعية سياسية "مستقلة" تُعنى بالثورة السورية، تتميز مقالاتها بالطابع التحليلي والفكري. لديها موادها الخاصة بالإضافة لأنها تختار عدة مقالات مما نشر رموز المعارضة السورية في الصحافة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية