أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أجبروا على قمع التظاهرات..موظفون: آراؤنا السياسية تعرضنا للتضييق والطرد التعسفي

يتعرض الموظفون الحكوميون والعاملون بالقطاع العام في سوريا للتضييق والطرد التعسفي نتيجة لآرائهم السياسية، فيما يُجبر آخرون على المشاركة في قمع المتظاهرين منذ بداية الاحتجاجات في سوريا، كما قال بعض الموظفين لـ"العربية.نت".
وتصرح إحدى الموظفات التي تعمل في القطاع الحكومي، أنه منذ بداية الأحداث، والحوارات والنقاشات التي تجري في أروقة الدوائر الحكومية بين المؤيدين للنظام السوري والمؤيدين للاحتجاجات تتطور لتصل إلى مشادات وشتائم وحتى إلى عراك في بعض الأحيان، وأصاب العلاقات بين الموظفين توتر شديد بسبب الوشايات وكتابة التقارير التي يقوم بها الموظفون المؤيدون للنظام بزملائهم، ما أدى إلى اعتقال عدد كبير من الموظفين من أماكن عملهم حسب تعبيرها.

وتضيف الموظفة وهي مهندسة مدنية متخصصة في مجال الهندسة والإعمار بمؤسسة حكومية تابعة لوزارة الإسكان والتعمير: "إن هذه الأجواء المشحونة بين الموظفين دفعت المسؤولين في النهاية إلى إصدار أوامر بعدم النقاش في القضايا السياسية بين الموظفين".
تهديد بالطرد

وثيقة تشير لطرد الموظفين المشاركين بالمظاهرات
وتتحدث الموظفة عن إخطارهم بشكل شفوي في العمل، أن كل من يُعتقل على خلفية مشاركته في المظاهرات، أو على خلفية آرائه السياسية سيواجه "كف اليد" وهو ما يقصد به الطرد التعسفي من العمل في القطاع العمومي، الذي يعتبر بمثابة حلم للشباب السوريين الذين يواجهون نسبة بطالة بلغت 27% عام 2010.

وتشير إحدى الوثائق الصادرة عن محافظ الرقة، والتي نشرت على مواقع إنترنت معارضة قبل أيام، إلى اتخاذ خطوات رسمية بطرد كل الموظفين الحكوميين الذين يتم اعتقالهم.

ورغم توجيه إدارة المؤسسات الحكومية لضرورة عدم المشاركة بأي عمل سياسي تقول المهندسة لينا: إلا أن هذه الإدارات لاتمانع مشاركة موظفيها بالمسيرات المؤيدة، بل على العكس يتم إجبار الموظفين على المشاركة في المسيرات المؤيدة للنظام، ويتم التحفظ ووضع إشارة استفهام على كل موظف لا يشارك في هذه المسيرات.
المشاركة في قمع التظاهرات
وتؤكد لينا، التي تعتبر أن الأمر بات معروفا حسب تعبيرها، أن الضغط الأكبر الذي يتعرض له الموظفون وخصوصاً العاملين في الإنشاءات العسكرية والمحافظة ومؤسسة الإسكان العسكري وغيرها، يتجلى في إجبارهم على الخروج لقمع المظاهرات المناوئة للنظام.

كما أكد أحد العاملين في شركة الإنشاءات العسكرية الأمر أيضا، وتحدث عن إجبارهم على الخروج كل يوم جمعة، وجمعهم في ملعب العباسيين "في حال حدوث أية مظاهرة يتم نقلنا بسرعة لمكان المظاهرة، ويتم إعطاؤنا عصي، ويطلب منا ضرب المتظاهرين، ومن ثم الخروج بمسيرة تأييد بعد المظاهرة" يقول موظف في مؤسسة الإنشاءات العسكرية.

وتحدث آخر متخصص في الكهرباء ومتعاقد للعمل في مؤسسة الإنشاءات العسكرية عما حدث في بداية الأحداث في سقبا بالقول: "كنا موجودين في ملعب العباسيين بدمشق، عندما اتصلو بنا للقدوم لسقبا بسبب وجود مظاهرة مناوئة للنظام هناك. حيث وجدنا أنفسنا في مواجهة متظاهرين عزل. بدأنا بترديد الهتاف الله سوريا بشار وبس، والمتظاهرين يرددون علينا الله سوريا حرية وبس. حصل تشابك مع المتظاهرين فهربنا. ثم استطاعوا في مرحلة معينة حصارنا في أحد الساحات ومنعونا من الخروج دون الاعتداء علينا، ولم نستطع الخروج حتى جاءت تعزيزات من الجيش وأطلقت النار على المتظاهرين لإخراجنا من المنطقة.

موظف آخر يتحدث كيف تحول حلم حياته بالحصول على وظيفة إلى كابوس مع اضطراره للخروج كل يوم جمعة وضرب إخوته السوريين الآخرين.

ويقول الشاب ذو الـ29 سنة الذي يعمل في إحدى مؤسسات وزارة الصناعة: يتم التأكيد علينا للحضور يوم الجمعة للمشاركة في قمع التظاهرات مقابل 500 ليرة (حوالي عشرة دولارات)، مبرزاً ورقة كتب عليها "أمر مهمة، يطلب منكم التواجد في مقر اتحاد نقابات عمال دمشق اعتباراً من الساعة الثامنة صباحاً لصالح العمل النقابي"

مع ذكر التاريخ الذي يصادف يوم جمعة، بتوقيع وختم قائد شرطة محافظة دمشق، كما تبين الوثيقة التي بحوزته، مؤكداً إمكانية التهرب من هذه المهمة التي تجعل منه "شبيحا" للنظام، دون أن يعفيه التهرب من أن توضع علامة استفهام عليه ودون أن تكون هناك مخاطرة بإخبار السلطات عنه على أنه معارض للنظام حسب قوله.

العربية.نت
(120)    هل أعجبتك المقالة (131)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي