تحديث: ارتفع عدد شهداء جمعة "بشائر النصر" إلى 23 بحسب لجان التنسيق المحلية.
اعلن ناشطون حقوقيون ان 19 مدنيا بينهم طفل استشهدوا الجمعة وجرح اخرون برصاص الامن فيما انطلقت تظاهرات في عدة مدن سورية تلبية لدعوة ناشطين في يوم "جمعة بشائر النصر". وفي الوقت نفسه اكد الناطق باسم الخارجية الروسية تعارض تنحي الرئيس بشار الاسد الذي طالب به الرئيس الاميركي باراك اوباما وحلفاؤه الغربيين، بعد خمسة اشهر من حملة القمع الدموي للحركة الاحتجاجية.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان "احد عشر شخصا استشهدوا في ريف درعا بينهم خمسة احدهم طفل في مدينة غباغب واربعة اشخاص في الحراك وشخص في انخل وآخر في نوى عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق مظاهرات جرت في هذه المدن". واشار المرصد الى "جرحى حالة اكثرهم حرجة في الحراك التي تشهد اطلاق نار كثيفا وفي انخل".
وكانت محافظة درعا مهد الاحتجاجات التي انطلقت منتصف اذار/مارس ضد النظام السوري.
واضاف المرصد ان "شخصا استشهد في حرستا (ريف دمشق) عندما اطلقت قوات الامن الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين".
وقال ناشط اخر من مدينة حمص (وسط) ان "ثلاثة اشخاص استشهدوا في حمص بينهم شخص في حي القرابيص واخر في حي بابا عمرو وثالث في حي جوبر".
وفي ريف درعا ايضا، قال المرصد ان "قوات الامن اطلقت النار على متظاهرين في بلدة غباغب ما ادى الى جرح ثلاثة منهم"، مشيرا الى ان الاجهزة الامنية "اعتقلتهم فورا وهناك حالة توتر شديد في البلدة".
من جهتها، اعلنت وكالة الانباء الرسمية (سانا) استشهاد شرطي ومدني وجرح اثنين من عناصر مخفر غباغب (ريف درعا) "بنيران مسلحين هاجموا المخفر" بالاضافة الى مقتل عنصر من قوات حفظ النظام واصابة اربعة اخرين "برصاص مسلحين يطلقون النار عشوائيا في شوارع حرستا".
واضافت ان "اربعة من عناصر قوات حفظ النظام اصيبوا برصاص مسلحين وقنابل القيت عليهم من منزل مهجور في انخل".
واضاف المرصد ان "تظاهرات خرجت في معظم احياء مدينة حمص (وسط) للمطالبة باسقاط النظام اضخمها كانت في حي الخالدية ضمت نحو عشرين الف متظاهر".
واشار الى "اطلاق نار كثيف في حيي باب الدريب والميدان واحياء اخرى لم يمكن تحديدها" لافتا الى "حملة مداهمات للمنازل واعتقال متظاهرين في حي الميدان وكرم الشامي".
وكان المرصد اشار في وقت سابق الى سماع صوت اطلاق رصاص في حي باب عمرو صباح الجمعة استمر لدقائق كما شوهدت 3 ناقلات جند مدرعة عند دوار دير المخلص وناقلة جند اخرى عند مدخل حي باب السباع.
وغربا على الساحل السوري، ذكر المرصد ان "المصلين خرجوا من جامع الفتاحي في اللاذقية في تظاهرة انقضت عليها مجموعات الشبيحة بسرعة لتفريقها بينما خرجت تظاهرة في حي الميدان في بانياس تطالب باسقاط النظام رغم التواجد الامني الكثيف". وتحدث عن "انتشار امني كثيف" في دير الزور (شرق) التي اعلن الجيش السوري خروجه منها.
وقال ان "انتشارا امنيا كثيفا سجل امام مساجد يمنع خروج المصلين في تظاهرات بينما شهد شارع التكايا تظاهرة فرقتها اجهزة الامن باطلاق الرصاص ولم تسجل اي اصابات".
وفي دمشق، قال المرصد ان "رجال الامن اطلقوا النار بكثافة على تظاهرة خرجت في حي القدم" مشيرا الى "سقوط جرحى" دون ان يتمكن من تحديد عددهم.
واشار الى ان "وحدات من الجيش والامن دخلت حي القابون وانتشرت بشكل كثيف امام المساجد وتقوم الان سيارات الامن بعناصرها المسلحة بالعتاد الكامل بدوريات في الحي لمنع خروج التظاهرات".
كما "خرجت تظاهرة في حي الحجر الاسود تهتف يا حماة حنا معاكي للموت ويا دير الزور حنا معاكي للموت والشعب يريد اسقاط الرئيس"، بحسب المرصد.
وفي ريف دمشق "اطلقت اجهزة الامن الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق مظاهرة خرجت بعد صلاة الجمعة في داريا والكسوة كما خرجت مظاهرات في بلدات التل وحرستا وقدسيا تهتف لحماة واللاذقية وتطالب باسقاط النظام".
وفي شمال شرق البلاد، ذكر الناشط الحقوق حسن برو لوكالة فرانس برس ان"خمسة الاف متظاهر خرجوا في مدينة القامشلي واربعة الاف في مدينة عامودا للمطالبة باسقاط النظام".
واشار الناشط الى ان "التظاهرات تمت ضمن وجود امني كثيف"، بدون ان يشير الى تدخل امني او اعتقال.
وكشف برو ان "اتحاد التنسيقيات الكردية اعلن عدم الاحتفال بعيد الفطر في جميع المنطق الكردية ونالت هذه المبادرة تاييد الاحزاب الكردية".
كما عرضت اشرطة فيديو بثت على عدة مواقع الكترونية عددا من التظاهرات في مدن سورية اخرى في ريف دمشق وريف حماة (وسط) وريف ادلب (شمال غرب).
ودعا الناشطون على صفحة "الثورة السورية" في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الى التظاهر في ما اطلقوا عليه اسم "جمعة بشائر النصر".
وقالوا انه "من قلب الحصار تلوح بشائر الانتصار" في اشارة الى المدن التي تمت محاصرتها من قبل الجيش لقمع التظاهرات الاحتجاجية.
وفي الوقت نفسه، عمد الناشطون الى رص صفوفهم باعلانهم تأسيس "الهيئة العامة للثورة السورية" لضم كل تجمعات المحتجين داخل سوريا والمعارضين في الخارج.
وقال بيان "تأسيس الهيئة العامة للثورة السورية" الذي وصلت نسخة منه الى وكالة فرانس برس ان هذه الهيئة اسست "التزاما بضرورة العمل المشترك والحاجة الملحة لتوحيد الجهود الميدانية والاعلامية والسياسية".
وشدد على "ضرورة الانصهار ببوتقة عمل واحدة توحد الرؤى لدى الثوار بمختلف الائتلافات والتنسيقيات التي تتمثل بداية باسقاط نظام بشار الاسد ومؤسساته القمعية والنفعية".
وتاتي هذه التطورات بعيد دعوة وجهها الرئيس الاميركي وحلفاؤه الغربيون الخميس للمرة الاولى الى "تنحي" بشار الاسد وعززوا العقوبات على نظامه.
الا ان الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش اكد الجمعة ان روسيا تعارض تنحي الرئيس السوري بشار الاسد الذي طالب به الغربيون وستواصل الدفاع عن "موقفها المبدئي" بشأن سوريا.
كما اعلن مسؤولون اتراك ان تركيا غير مستعدة حتى الان للدعوة الى تنحي الرئيس السوري بشار الاسد لكنها تطالب مجددا بوقف القمع الدامي "فورا" في سوريا.
واعتبرت صحيفة تشرين الحكومية الجمعة انه "لم يكن متوقعا ان تبدي واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون اي ارتياح لنجاح سوريا في استعادة الامن والاستقرار في بعض المناطق التي عاثت فيها المجموعات والتنظيمات المسلحة خرابا وتقتيلا".
واضافت "اذا كان الرئيس باراك اوباما الذي تعيش ادارته حالة من الافلاس السياسي والعسكري في كل من العراق وافغانستان وانهيارا اقتصاديا داخليا يسعى إلى تصعيد الضغوط على سوريا من خلال انتهاك سيادة الدول وخيارات شعوبها فان سلفه جورج بوش الابن سلك الطريق ذاته، لكن بعبارات مختلفة".
وتساءلت الصحيفة "هل الادارة الأميركية اصبحت مصدر الشرعية في سوريا حتى تتحدث باسم الشعب السوري وتتدخل في خياراته الوطنية وشؤونه الداخلية؟" مشيرة الى ان "هذه الادارة تفتقد اليوم وفق استطلاعات الرأي للشرعية الشعبية في بلادها". وكانت بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال اعلنت الخميس انها ستسعى لاستصدار قرار في الامم المتحدة يفرض عقوبات على النظام السوري.
من جهتها، دعت اسبانيا الى تبني قرار دولي "اكثر حزما" ضد دمشق، منددة ب"القمع العنيف" الذي تتعرض له الحركة الاحتجاجية في سوريا.
ومن المقرر ان تزور بعثة انسانية سوريا خلال نهاية هذا الاسبوع للوقوف على نتائج عملية قمع الاحتجاجات، حسبما اعلنت الخميس مديرة مكتب تنسيق الشؤون الانسانية لدى الامم المتحدة فاليري اموس.
واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة ان باريس تؤيد اقتراح ابلاغ المحكمة الجنائية الدولية بالوضع في سوريا الذي ورد في تقرير قدمته المفوضية العليا لحقوق الانسان الى مجلس الامن الدولي.
ومن المقرر ان يعقد مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة اجتماعا خاصا الاثنين حول الوضع في سوريا بطلب من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والدول العربية، كما اعلن متحدث باسم الامم المتحدة.
وتشهد سوريا منذ منتصف آذار/مارس حركة احتجاجية غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الاسد الذي يواصل قمعها بشدة ما اسفر عن مقتل اكثر من الفي شخص بحسب الامم المتحدة، في حين يؤكد النظام السوري انه يتصدى "لعصابات ارهابية مسلحة".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية