استشهد 13 شخصا في "جمعة لن نركع" في العديد من المدن السورية برصاص قوات الامن خلال تظاهرات شارك فيها الالاف ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، في حين دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون دول العالم الى عدم التعامل تجاريا مع النظام السوري.
ففي ريف دمشق، ذكر ناشط حقوقي في دوما ان خمسة مواطنين استشهدوا وسقط عشرات الجرحى في المدينة لدى قيام قوات الامن باطلاق النار لتفريق "تظاهرة حاشدة خرجت في المدينة".
وقال ان "اكثر من عشرة آلاف شخص شاركوا في هذه التظاهرة" التي استمرت لمدة نصف ساعة قبل قيام قوات الامن باطلاق النار لتفريقها.
من جهته، قال التلفزيون الرسمي السوري ان رجلين "من عناصر قوات حفظ النظام" استشهدا "برصاص مسلحين" في دوما.
وفي مدينة حلب افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط ثلاثة شهداء في الصاخور "لدى تفريق قوات الامن السورية للمتظاهرين بالقوة" وعن وجود جريح في "حالة حرجة".
وقال ناشط من حماة عبر الهاتف لوكالة فرانس برس ان قوات الامن قامت باطلاق النار على متظاهرين حاولوا الخروج من عدة مساجد بعد صلاة الجمعة واشار الى "وقوع شهيد وثلاثة جرحى على الاقل" بالقرب من مسجد التوحيد الواقع على الطريق المؤدية الى مدينة حلب.
وفي مدينة حمص استشهد مواطن "قرب مسجد العدوية برصاص قناصة" بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
كما سقط شهيد في الـ33 من العمر واصيب العشرات بجروح بنيران قوات الامن في دير الزور شرق البلاد، بحسب ناشط في المدينة. واكد الناشط ان قوات الامن قامت ايضا باعتقال "عشرات الشبان".
واستشهد شخص صباح الجمعة في مدينة سقبا بريف دمشق كما استشهدت امراة في بلدة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب شمال غرب البلاد، بحسب ناشطين.
وكان ناشطون حقوقيون تحدثوا عن تظاهرات جرت في عدد من المدن السورية خصوصا في حمص وحماة واللاذقية وريف دمشق.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان "تظاهرات خرجت في حماة من مساجد الصحابة وعثمان بن عفان وحمزة في منطقة طريق حلب واتجهت إلى شارع مدرسة عثمان الجوراني وتعرضت لاطلاق رصاص كثيف من قبل عناصر الامن المتمركزين في المدرسة".
واضاف المرصد ان "تظاهرة ضمت حوالى ثمانية آلاف شخص جرت في حي الرمل الجنوبي في اللاذقية هتفوا للمدن المحاصرة". واضاف ان بين الهتافات "هي ياالله.. ما بنركع الا لله".
كما تحدث عن تظاهرة في الزبداني (ريف دمشق). وقال ان "اعدادا كبيرة من الجيش والامن حاصروا الطرق المؤدية الى مسجد الجسر الكبير فخرجت تظاهرة من باب الجامع تهتف لاسقاط النظام ونصرة المدن المحاصرة".
واضاف ان التظاهرة "لم تستطع السير ابعد من ساحة الجسر عند باب الجامع بسبب تقدم قوات الجيش باتجاههم بكثافة مما ادى الى فض التظاهرة". واشار الى "انباء عن حدوث اعتقالات" في المدينة نفسها.
وقامت قوات الامن السورية باعتقال الكاتب والشاعر عبد الرحمن عمار (68 عاما) في بلدة القصير في منطقة حمص للضغط على ابنه الناشط المعروف لتسليم نفسه.
وفي الوقت نفسه تواصلت الضغوط على النظام السوري لوقف قمع المحتجين.
فقد حثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون دول العالم الى وقف علاقاتها التجارية مع سوريا، وذلك في اطار تصعيد واشنطن الضغط على الرئيس السوري بشار الاسد لانهاء حملة القمع التي يشنها ضد المتظاهرين.
وصرحت للصحافيين "ندعو الدول التي لا تزال تشتري النفط والغاز السوري والدول التي لا تزال ترسل الاسلحة الى الاسد، والدول التي يوفر دعمها السياسي والاقتصادي للاسد الراحة لارتكاب اعماله الوحشية، الى اتخاذ القرارات التي ستدخلها التاريخ من الباب الصحيح".
وصرحت كلينتون في مؤتمر صحافي مع نظيرها النروجي يوناس غار ستوري الجمعة ان "الرئيس الاسد فقد شرعيته لقيادة (البلاد)، ومن الواضح ان سوريا ستكون افضل بدونه".
الا ان كلينتون لم تدع الاسد صراحة الى التنحي.
كما ذكرت وكالة انباء الاناضول التركية ان الرئيس التركي عبد الله غول دعا نظيره السوري الى عدم التأخر في الاصلاحات الديموقراطية حتى فوات الاوان، وذلك في رسالة نقلها الثلاثاء وزير الخارجية احمد داود اوغلو.
وقالت وكالة الاناضول ان غول قال في رسالته "لا اريد ان يأتي يوم تشعرون فيه بالاسف وانتم تنظرون وراءكم لانكم تأخرتم كثيرا في التحرك او لان تحرككم كان قليلا جدا".
واضاف الرئيس التركي ان "توليكم قيادة التغيير سيجعلكم في موقع تاريخي بدلا من ان تجرفكم رياح التغيير".
وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو صرح بعد عودته الى انقرة الثلاثاء انه سلم الاسد رسالة من غول وناقش معه خلال لقاء مطول في دمشق سبل وقف اراقة الدماء في سوريا وتطبيق الاصلاحات الديموقراطية.
من جهتها، طالبت فرنسا السلطات السورية بالافراج فورا عن رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم الريحاوي الذي اعتقل الخميس في دمشق، مؤكدة ان "القمع العنيف والاعتقالات السياسية يجب ان تتوقف في سوريا".
كما وجه في الاطار نفسه وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني الجمعة "نداء قويا الى السلطات السورية للافراج فورا" عن ريحاوي.
كما اعرب الوزير الايطالي عن الامل بان يقوم مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة ب"اسماع صوته لدى سلطات دمشق لاطلاق سراح عبد الكريم ريحاوي عبر الانضمام الى النداءات التي سبق وصدرت عن قادة غربيين آخرين".
كما طالب فراتيني "بحزم نظام الرئيس بشار الاسد بوضع حد للعنف ولاعمال الترهيب ضد مواطنيه انفسهم".
وفي القاهرة، اكد اتحاد الكتاب المصريين انه يتابع "بغضب وقلق" قمع الاحتجاجات في سوريا داعيا الحكومة المصرية الى دور فاعل لتكتمل "ثورة 25 يناير بثورات سوريا وليبيا واليمن".
تفاصيل مظاهرات الجمعة.. 13 شهيد وعشرات الجرحى

الفرنسية - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية