منذ أن ارتحلت نفسك، وعلا بصَرك لمُعانقة القمر دون رجعة عمَّا تريد، اهتزَّ القلب، ارتجفَت الأركان، العَرق تصبَّب على جَنَباتي، كأن القلب نُزِع من أحشائي، بل قُتِل الربيع قبل أن يرى نُضْجَ وروده، قبل أن يفرحَ الطير بنَسَماته، الفراشات هاربة، لا تجد ملاذًا، لا تعرف للجمال مكانًا، الغدير يأبى المسير مُعْلنًا الحزنَ والمواساة لقلبي يا صديقي.
منذ أن ارتقيتُ؛ أفكاري، كلماتي، أنفاسي، كل مَلكاتي تتصارَع، فها هو حِبْرُ قلمي التهبَ، أحرَق أصابعي، شلَّ أركاني، مزَّق أوراقي، ودموعي تتقاطر كشلاَّلات هديرُها أذْهَب معنى الجمال، الصمت سِمة المكان، لا كلام، ترى الأحزان هي العنوان.
أنت جرح مستمر، كلَّ يوم تزوره الشمس؛ لعلَّه يلتَئِم ويُشْفَى، يُطِلُّ القمر في المساء يؤازرها؛ لعلَّه مع أنوار الصباح يرحم قلبي أنا.
آهٍ، أصابعي أتعبتْ جَبْهتي المتألِّمة من حُزن نظرتي التي تُخاطب حبَّات الرِّمال.
يا ألله، يا مَن أخذتَ صديقي الشهيد، أنا لك على درْب الحبيب، على أثر الصحابة - بإذنك عنه لن أحيدَ.
يا ألله، خفِّف حُرقة قلبي، اجعلْ لي نورًا به أهْتدي.
مولاي، ارحمْ واغفرْ لكلِّ مسلم ومسلمة، ومؤمن ومؤمنة، والصلاة والسلام على نور الهدى محمد - صلى الله عليه وسلم.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية