ودعت الأوساط الفنية والثقافية صباح اليوم الفنان الكبير فؤاد غازي الذي وافته المنية مساء أمس عن عمر ناهز 56 عاما بعد صراع طويل مع المرض وقد شيع جثمانه الطاهر من مشفى الكندي بدمشق إلى قريته فقرو في منطقة الغاب حيث ووري الثرى في المكان الذي صعد منه نجما غنائيا متميزا قبل أكثر من أربعين عاما.
وكان فؤاد غازي من أهم الأصوات الفنية في سوريا على صعيد الغناء الشعبي والجبلي حيث كرس حياته لهذا المجال منتقيا أجمل ما كتب من الشعر الشعبي ليقدمه على شكل أغان حفظتها الأجيال ورددتها من بعده الكثير من الأصوات في سورية ولبنان ولعل أغنيات "لزرعلك بستان ورود" و"تعب المشوار" خير مثال على ذلك.
ولد الراحل في قرية المسحل فقرو في محافظة حماة عام 1955 واشتهر في بداية مشواره الفني بإسم فؤاد فقرو إلا أن اسمه الحقيقي فؤاد غازي عاد إلى الشهرة مع أهم الأغاني التي قدمها عبر التلفزيون السوري والتي كانت من أهم الأغاني السورية التي قدمت في السبعينيات والثمانينيات.
ذاع صيت غازي في الثمانينيات كثيرا حيث جذب صوته أهم الشعراء والموسيقيين لتقديم منجزاتهم من خلال أغانيه ليكون في مرحلة من المراحل أشهر الأسماء في مجال الغناء بسورية وكان لقاؤه مع الموسيقار الراحل عبد الفتاح سكر من خلال أغنية: لزرعلك بستان ورود من أهم مراحل حياته حيث لاقت الأغنية شهرة كبيرة ثم تبعتها مجموعة من الأغاني الخالدة مع موسيقيين كبار أمثال سعيد قطب وسهيل عرفة وغيرهم.
وقال الملحن سهيل عرفة إن الفنان الراحل علم من أعلام الأغنية السورية وفقدانه خسارة كبيرة لسوريا والوطن العربي مشيراً إلى إنه ترك إرثاً فنياً هاماً للمكتبة العربية من الأغاني الشعبية التي تميز بها عبر مسيرته الفنية.
وأضاف عرفة إن الراحل تميز بتقديم مواويل العتابا بإمكانيات صوتية لحنجرة فريدة من نوعها مبيناً إنه كان تلميذاً مميزاً في مدرسة وديع الصافي كما مروان محفوض وسمير يزبك.
وأشار إلى إنه لحن للراحل عشرين أغنية منها أغنية في بدايته الفنية بالسبعينيات بعنوان "لالا" و"صبر أيوب" و"ويا أم النظرات الحلوة" إضافة إلى أغان وطنية منها أغنية يا سوريا أنت الأغلى.
وبعيداً عن الأغاني الشهيرة التي لم يكد يخلو يوم من تقديمها على الإذاعات المحلية في فترة سابقة فقد قدم الراحل مجموعة من حوارات العتابا والتي من الصعب الحصول عليها حاليا حيث سجلت له في جلسات مع أصدقائه وتظهر من خلال هذه الحوارات إمكانيات صوتية مذهلة.
تميز فؤاد غازي بتنوع أغانيه حيث غنى في الحب والعاطفة وغنى للوطن وتناول الفلاحين والعمال وكل إنسان بسيط في أغانيه ما جعله مثالا يحتذى للأجيال التي عايشته وأعقبته.
ربطت الراحل علاقات قوية بالكثير من الفنانين من سوريا والوطن العربي وخاصة ممن احترفوا الغناء الجبلي مثل الفنان الكبير وديع الصافي الذي وصف الراحل بأنه من صنف العمالقة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية