أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

التظاهرات الليلية " براءة الإختراع " سوريـــــة

البعض سماها مملكة الصمت , ومن عاش فيها يعرف بأنها مملكة الخوف بلا منازع , سوريا التي تحولت بقدرة قادر الى بركان يغلي ودماء تسيل لايؤنس وحدتها الا مقاطع النشطاء على فيس بوك وتيوب وبضعة تقارير تعرضها الفضاءات العربية وهي تتلعثم في اسماء مناطقها وشوارعها .


فمن درعا الى حمص الى كناكر وجبل الزاوية , جسر الشغور , ادلب , دمشق , دير الزور ... إنخل , داعل , تتسارع الخطى ويلهث القلب وتنتشر الاحتجاجات كبركان ومن محافظاتها الكبيرة لمناطقها الصغيرة , باب السباع والخالدية والبياضة , الحجر الأسود , الميدان , الشيخ محي الدين , القابون ... يتعالى الهتاف حريــــــة ... حريـــــــة .


حرية لم يجربها السوريين ولم تختبر حناجرهم تبعاتها . حرية واجهتها آلة القمع ومجنزرات الجيش وبطش أجهزة أمنية لم يعتد وحشيتها الشارع .
مظاهرات نهارية قوبلت ببطش ورصاص واعتقالات بالجملة كان السفير فيها الدم والغاز المسيل للدموع سرعان ما تكيف الشارع ليصوغها مظاهرات اسبوعية تحمل مسميات لم تعتدها السلطة ولم يتوقع الشارع يوما ان ينادي بها .


استطاع الشارع السوري ان يتخذ من الثورة السورية خطا خالف تاريخ الثورات العربية او ماسمي بالربيع العربي , فأنتقل من "نهاريات" الاحتجاج والتظاهر للتحركات الليلية التي اججت واستطاعت تكمل المسيرة ما بين الجمعة والجمعة .
التظاهرات الليلية اختراع سوري صرف , فعمر الثورة التونسية وظروفها وما حصل من اعتصام في ساحة التحرير بمصر لم يحلم السوريين به , حتى الثورة اليمنية رغم اكتظاظ الشوارع بالمحتجين ليل نهار لم تستطع ان تغير استراتيجية التظاهر كما غيرها السوريين .


فالسوريين وبعد اعتصام ساحة الحرية في حمص والذي ضم تقريبا وعلى مدى 15 ساعة حوالي 120 الف شخص وفرق بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لم يستطع احد معرفة عدد المفقودين فيه او المعتقلين فروايات تقول ان الجثث حملت بالرافعات ورميت في برادات المشافي , و روايات تؤكد ان رجال الامن تخلصوا منهم في مقابر جماعية او عبر رميهم في مناطق تجمع النفايات . ولم نرى من نهاية الاعتصام الا الافلام التي بثها ناشطون لإطلاق نار كثيف او تلك التي بثها الشبيحة عبر تيوب يغنون ويرقصون ويهتفون ... وبعدها لم يتسنى لهم الاعتصام او التجمع في اي ساحة من ساحات المدينة .


شدة القمع وما واجهه السوريين من رجال الجيش والأمن دفعهم لابتكار الحلول فالتظاهرات النهارية تتم في اماكن وساحات داخل الاحياء تحرس مداخلها العيون والنواطير , اما التظاهرات الليلية فتجوب الشوارع بلا كلل ولا ملل لثقة المتظاهرين بأن رجال الأمن لا يجرؤون على دخول الحارات الضيقة والتي لا يعرف مساربها الا ساكنيها .


لايغيب صوت القاشوش عن تظاهرات حمص او ريف دمشق او دير الزور وبعض المناطق , مسجلات ومكبرات صوت يحملها المتظاهرون "يلعلع" من خلالها القاشوش الشهيد الحي مؤكدا دائما ..  ( يلا إرحل يا بشار ) .
  

زمان الوصل
(107)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي