أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من حمزة الخطيب الى معين شريف ... فارس عوض

الشهادة هي الطريف إلى جنة عدن التي يطمح اليها كل مؤمن ويحث عليها كل شيخ باسم الدين وكل سياسي باسم الوطن ,أنا الشهيد حمزة الخطيب الذي غادرت الدنيا باكرا ولم أسمع باسم الكثير من الفنانين ولم أشاهدهم من قبل وصولي إلى جنة الخلد في الساحات العمومية السورية (ساحة السبيل ,ساحة الأمويين ساحة العاصي )حيث احيوا الحفلات عن روحي ومن معي .


اكتب لك ولجميع الفنانين الذين اشتركوا في المهرجانات , وأنا أراقبكم واسمع صوتك يصدح بأغاني المطرب وديع الصافي ( بلدي .ويا بيت صامد بالجنوب , ويأبني بلادك دمك أعطيها , والله يرضى عليك با أبني .


صديقي الذي لم أصادقك إلا بعد أن مت وأسمع صوتك يشق عنان السماء في حفلات تأييد العلم الوطني الذي أنا قضيت من أجل حبه والحفاظ عليه رفرافا عاليا وحزنت كثيرا لأنك لم تذكر اسمي .


أقف اليوم في الجنة التي فيها ما طاب وغاب عني في الحياة الدنبا , وما تعيشه أنت اليوم , فجنتك كاملة الجسد والأحاسيس والمشاعر , تمارس ما أقره شرع الله بين البشر , حتى في جنتي لم تكتمل حياتي الإنسانية فانا لست مثلك , أنا مواطن من درجات متأخرة في السلم الاجتماعي الذي أنت تمدح بعض فئاته , فلذلك جنتك على الأرض مكتملة , وجنتي حتى في السماء ناقصة, بفعل الأوغاد الذين قطعوا لي عضوي الذكري , وأنا أقف اليوم حزينا كئيبا ,أمام الحوريات اللواتي وصفهن الشيخ البوطي في أحاديثهم الدينية على شاشات التلفزيون السوري , وللشهداء فيهن نصيب .


صديقي المطرب أشاهد أمامي كل الذين قال عنهم المشايخ أن لهم نار جهنم تصليهم في الآخرة , يسرحون ويمرحون في جنة عدن كما كانوا على الأرض وأكثر , وربما اشتروا الملائكة وأفسدوهم , لذلك آخرتك مضمونة كما حياتك عندما تؤدي رقصات الموت على أرواح أمثالي المساكين الذين انخدعنا مرتين .
تمنيت منك وأمثالك أن تحضروا أربعين وفاتي وتتغنون على بقايا دمي , وان فاتكم الزمن هناك الذكرى النصف سنوية , أرجو أن لاتنسى الفقراء والمطالبين بالحرية الذين سقطوا مضرجين بدمائهم من أجل أن تقيم المهرجانات في الساحات العامة .


صدقني اكتشفت كذب الكثير مما يدعون أنفسهم علماء دين , ورجال سياسة ويريدون نصرة الحق , لأني شاهدتهم في نار جهنم تصليهم , فهم كان همهم في الحياة الدنيا إرضاء أسيادهم الذين يمنحونهم العطايا مقابل الترويج لمبادئهم باسم الدين والله .


اعذرني لأني سأنهي رسالتي الأولى إليك , وسأذهب للتنزه على شواطئ أنهار الوهم في الجنة التي وعدونا بها , فالسياسيون في بلاد العرب ليس بأفضل من خطباء المساجد الى أي فريق انتموا, كلام الجميع عندكم هو تبرير فعل السياسي الذي يمنح البركة ويزيد المنحة , وأقول لك بكل صراحة الدين هو سياسة والسياسة هي دين في بلادنا العربية .


فاتني أن أقول لك اليوم دخل أكثر من ماية رجل الى الجنة قادمين من سورية واغلبهم من حماة وعرفت بعض الدرعاويين وسألتهم عن أهلي وأترابي .

2\8\2011

(103)    هل أعجبتك المقالة (101)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي