أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شباب سوريون يبتكرون طريقة جديدة للتظاهر تغيظ قوات الأمن

قامت مجموعة من الشباب بابتكار طريقة جديدة للتظاهر والاعتصام تغيظ قوات الأمن ولا تعطيهم مبررا لاعتقالهم أو تفريقهم، وذلك من خلال التجمع في مكان عام يتفق عليه سابقا ويرتدون ملابس بلون واحد، ولا يقفون في المكان بل يتحركون بشكل عشوائي، ويتحدثون مع بعضهم وكأنهم يتوقفون في المكان بشكل عادي، ومساء أول من أمس، نفذوا التجمع الثاني لهم ضمن حملة «أسبوع المعتقلين - أحرار وراء القضبان»، وكتب أحد المنظمين على صفحة خاصة بالحملة:
«وصلنا إلى حديقة السبكي عند الساعة الـ7 مساء، وكنا بمزاج سيئ بسبب الأحداث المحزنة في حماه ودير الزور وباقي الأماكن، ولكن ما إن بدأ الشباب بالقدوم تدريجيا حتى شعرنا بالأمل، وخلال ربع ساعة امتلأ الشارع بالشباب وبعض العائلات، وقد حضر معظمهم مرتديا ثيابا باللون الأبيض». وعبر الناشط المنظم عن ذهوله من حجم الاستجابة للدعوة، وقال «لم نتخيل أن تكون الأعداد المشاركة جيدة، وخصوصا بعد الأحداث الدامية»، مشيرا إلى تأثير اللون الأبيض الذي كان لون ملابس المجتمعين «لقد كانت تلك الملابس البيضاء أشد قوة على رجال الأمن من أي كلمات أو أي هتافات».
ووصف المشهد بأن «بعض المجتمعين كانوا يتحركون جيئة وذهابا في الشارع، والبعض الآخر توقف عند باب الحديقة، أما رجال الأمن فقد كان الغضب والانزعاج واضحين في عيونهم، لأنهم لم يعلموا ماذا يجب أن يفعلوا»، ويتابع «توجه أحد رجال الأمن وبدأ يصرخ بصوت عال (عملتوا عجقة بعدوا من هون)، ولكن لم يهتم له أحد، بل على العكس التزم الشباب بالوقوف وعدم الرحيل، وأصبحوا يتهامسون بين بعضهم (البلد بلدنا والواحد فيه يوقف وين ما بده)، وقد حاول بعض العناصر إثارة الخوف من خلال إيهام الواقفين باعتقال رفاقهم، لكن أحدا لم يتأثر، وخرج أصحاب المحلات ليتفرجوا على الشباب المتجمعين بكثافة بقمصان بيضاء، وأحد المارة راح يستجدي الشباب (شو في فهمونا منشان الله)». وأطرف شيء حدث حسب الصفحة «عندما أتى 4 من عناصر الشرطة باللباس الأبيض، فقالت إحدى الفتيات المشاركات لرفيقتها (عمو الشرطي مشارك معنا)، وانفجر الشباب بالضحك مما أحرج رجال الشرطة». استمر النشاط لنحو ساعة، ثم انصرف الجميع وسط ذهول الناس والأمن والشرطة.
والمجموعة التي تشكلت على موقع «فيس بوك» مؤخرا تحت اسم «الأسبوع السوري» تعرف نفسها على أنها «مشروع لإنضاج الحركة الاحتجاجية في سوريا وبناء خريطة عمل يتم تنفيذها على أرض الواقع»، فهو «فكرة ولدت من رحم انتفاضة الشعب السوري ضد النظام القمعي الفاسد، حاملة معها ملامح الحراك الشعبي، التي تمثلت من خلال نضال أسبوعي ضد قوة القمع والفساد في سوريا»، وتقول المجموعة في توصيف نفسها «حيث إن الحل الأمني أصبح في الآونة الأخيرة هو المشهد الطاغي على الأحداث الذي انعكس سلبا على الحراك في الشارع السوري وزيادة الرقعة الاحتجاجية من حيث الكم والنوع.. أصبحت هناك تساؤلات عن وجود بدائل للمواجهة تكون رديفا قويا للانتفاضة تعمل جنبا إلى جنب مع المظاهرات المنطلقة في مختلف المناطق»، وأنه «من هنا رأينا أن المرحلة المقبلة يجب أن تتسم بالتخطيط ووضع آليات عمل واقعية مدروسة، حيث إن الشارع السوري يفتقر لوجود آليات عمل واضحة تساعد على رفع وتيرة المشاركة في الشارع»، و«لم يكن هناك خطة عمل موحدة بين كل المناطق وكان التنسيق يتمحور في معظم الأحيان حول الحراك يوم الجمعة وتسميته وتبقى بقية أحداث الأسبوع رهينة بتطورات الوضع لكل منطقة تبعا لحركة الشارع أو التخطيط التابع لتلك المنطقة الذي في معظم الأحيان لا يصل لشريحة كبيرة من سكان المنطقة»، لذا قامت مجموعة من الشباب بإطلاق مبادرة سميت «الأسبوع السوري» تهدف لوضع آليات عمل وأفكار منهجية مساندة للحراك اليومي للشارع السوري، حيث «يتم طرح تلك الآليات عبر خطة عمل أسبوعية تسمح للشارع السوري بالتحرك والمشاركة بكافة فئاته، مراعين خصوصية كل منطقة وكل شريحة مشاركة وقدرتها على المشاركة».

الشرق الأوسط
(81)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي