أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عرفوا بمعارك "التندر" بينهم... الحميون والحماصنة يحاربون النظام بـ"النكات"

أحيت الثورة السورية السلمية، التنافس القديم الجديد بين الحماصنة والحموية، في مجال النكتة والتندر، ولكن هذه المرة ليس على بعضهم البعض، بل على النظام وأجهزته الأمنية، حيث عرفت حمص منذ اندلاع الثورة بنكتها التي بات يتداولها الجميع، رغم الأوضاع الأمنية الصعبة التي تعيشها المدينة وجارتها حماة .

ومنذ بداية الاحتجاجات، ألف الحماصنة الكثير من النكات للتندر على النظام وأجهزته الأمنية، جاعلين من روايات النظام عن مندسين وعصابات مسلحة سخرية للعالم أجمع، الأمر الذي استفز الأجهزة الأمنية والشبيحة وجعلها مثار سخرية بين المتظاهرين.

ليس آخر نكات الحماصنة عن النظام قول أحدهم "أوقف حاجز مخابرات حمصيًا شك أنه يشارك بالمظاهرات ويهتف لإسقاط النظام، فقال له المساعد أول سمعنا صوتك الحنون، بدنا نعرف إذا مبحوح من الهتاف أو لا، فقال الحمصي (يادرعا حمص معاك للموت يادرعا)"، وبنكته أخرى"قرر الحماصنة التظاهر بثياب البحر –المايوه- لدرء تهمة السلفيين عنهم، إذ لا يغطي المايو العورة الشرعية من الصرة إلى الركبة".

فيما راحت نكت أخرى تسخر من الدبابات التي باتت جزءا من الحياة اليومية للأهالي في حمص : " عنـــدك دبابــي ..ياريـــس.. حلوة وحبابـي ياريس ...اهديهــا لخيـي ياريس... ماتكون تقوص ياريـس".

حرب النكات بين الحماصنة والحموية لم تقتصر على النكات الشفوية، وتجسدت أكثر في سباق تسلح حمصي حموي، دفع بالحماصنة إلى اختراع أسلحة بلاستيكية تسخر من ادعاءات النظام حول وجود عصابات مسلحة، مثل "قاذف آ ربي جي مصنوع من البلاستيك والبصل"، فضلا عن رشاش مصنوع من "الخشب وثمار البامية التي تشبه طلقات الرشاش الحربي".

أما في حماة  - تبعد عن حمص 50 كم – التي تعرف بأنها على "عداء تاريخي بالنكات" مع حمص، وتتشارك معها في مياه نهر العاصي الذي يمر بالمدينتين، فقد اخترع الحموية مدفعا ضخما متحركا ونصبوه في أحيائهم، مصنوع من "بوري صوبيا، ملفوف بقماش يحاكي لون المدافع الحربية الحقيقية"، إضافة إلى "مقلاع مطاطي"، وضعوه في علبة كرتونية كتب عليها "هدية السفير الأمريكي إلى حماة"، ردا على روايات الإعلام السوري الذي اتهم المتظاهرين في حماة بأنهم يعملون "بتحريض من السفير الأمريكي"، الذي زار المدينة في وقت سابق.

ومن "نهفات" الحموية الأخرى، اختراع  رادار حربي، مكون من "غسالة، ثبت عليها صحن ديجيتال، وقد راح يتحرك بسرعة".

ولم تقتصر حرب النكات هذه على اختراع الأسلحة والنكات، إذ تعدتها إلى صفحات الفيس بوك، حيث أنشأ الحماصنة والحموية عدد من الصفحات الخاصة بالنكات مثل: "مغسل ومشحم حمص الدولي للدبابات، وجراثيم مندسة وغيرها".

حرب النكات بين حمص وحماة، ليست وليدة اليوم، إذ لها جذور بعيدة، يحدثنا عنها أحمد وصفي زكريا في كتابه (جولة أثرية في بعض البلاد الشامية) : " كان الحماصنة والحمويون في السهرات المشتركة، يتناجزون فيما بينهم، فأهل حماة يعتبرون أنفسهم سادة الفرسان ورؤوس الحرب والفتح والطعان، ويتصف الحمويون أن طبعهم ناري، وصوتهم عال، وأهل حمص يعتبرون أنفسهم بالمقابل أهل الفصاحة والسماحة والعلم والتفكير والرزانة والطبع الهادئ والصوت الخافت، وربما كان، في بعض الأحيان، وقع نكات الحمويين على الحماصنة كلسعة سوط، يقابلها العكس وقع نكات أهل حمص على الحموية كلسعة نحل العسل، وفي النتيجة يضحك الاثنان".

و يذكر التاريخ العديد من القصص في هذا المجال، وربما أشهرها المعارضات بين الشاعر الحموي  الشيخ محمد الهلالي (1820-1893)، والشاعر الحمصي الشيخ مصطفى زين الدين (1832-1901)، حيث كان الهلالي يمتدح الأمراء والأعيان، بينما يمتدح زين الدين المشهور بأنه "أكول نهم" الطعام وأنواع اللحوم، الأمر الذي كان يغيض الشاعر الهلالي، ويثير نوبات من الضحك في تلك المجالس، ومن هذه المعارضات:

يقول الهلالي:

نبه الندمان صاحي إن داعي الأنس صاحي‏       حيث من أيدي الملاح لاح نجم الكاس لاح‏

ويعارضه الزيني بقوله:‏

قدم الخرفان ناحي إن داعي البطن ناح‏   حيث من لحم الأضاحي راح هم الجوع راح‏

كما يقول الهلالي:

عني لووا، قلبي طووا، عزاً حووا                   وعلى العرش من الحسن استووا

فيرد الشيخ الحمصي:

لحماً شووا، خبزاً طووا، بيضاً قلوا                  وعلى السمن القبوات استووا

وكان الحضور يغشى عليهم من الضحك، خاصة أن الحمصي يغلب عليه برودة القلب وطول البال، فيما كان الهلالي شديد الغيظ والغضب.

 

فيديو لأسلحة الحماصنة

 

فيديو لأسلحة الحموية

 

 

زمان الوصل
(139)    هل أعجبتك المقالة (153)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي