شهدت المظاهرات السورية مؤخرا، ظاهرة "قاتل الجراثيم"، وهي فكرة تقوم على استخدام آلة رش، هي نفسها التي تستخدم في رشد المبيدات الحشرية، لكنها مملوءة بالمياه، يحملها أحد المتظاهرين على ظهره، ويستخدمها في رش المياه على المتظاهرين لتخفيف حرارة الطقس. بينما يقوم آخر بتزويده بالمياه عبر عبوات بلاستيكية، بين الفينة والأخرى.
وظهر أكثر من فيديو على الانترنت، تلقت "زمان الوصل" نسخة منه، يبين أحد المتظاهرين في "جديدة عرطوز"وهو يحمل آلة على ظهره، يرش من خلالها المتظاهرين بالمياه، وقد بدا المتظاهرون سعداء بهذه الفكرة.
و قال أحد أصحاب الفكرة لـ "زمان الوصل" إن فكرتهم جاءت، بعد اتهام تلفزيون الدنيا المتظاهرين، برش المياه التي تحتوي المواد المخدرة على المظاهرات السلمية، كي "تتحول إلى مظاهرات لاسلمية تستخدم العنف والتخريب". مؤكدا أن "المظاهرات سلمية وستبقى سلمية، لذلك اخترعنا هذه الفكرة للسخرية من اتهامات السلطة وإعلامها الكاذب، إضافة إلى التخفيف من حرارة الجو، خاصة للمظاهرات التي تخرج في النهار".
وكان تلفزيون الدنيا خصص أكثر من حلقة، واستضاف فيها متخصصين بأنواع المواد المخدرة، تحدثوا فيها عن متظاهرين، يرشون الناس بهذه المواد، لإثارتهم، وتحويل المظاهرات إلى أعمال شغب وتخريب.
كما عرض تلفزيون الدنيا، صورا، قال إنها لمتظاهرين يحملون عبوات بلاستيكية، مملوءة بالمواد المخدرة، يتم استخدامها لرش الناس و"تهييجهم"، رغم أن الصور توضح أن هؤلاء يرشون المياه الطبيعية لتخفيف حرارة الجو عن المتظاهرين. الأمر الذي أثار سخرية المحتجين والأقلام الصحفية أيضا.
لكن الفكرة الأساسية لـ "قاتل الجراثيم"، استوحيت، كما أكد أحد المتظاهرين، من خطاب الرئيس بشار الأسد الأخير بتاريخ 20 حزيران/يونيو، والذي تحدث فيه عن الجراثيم، في إشارة إلى المتظاهرين في الشارع، حينها قوبل الخطاب بالسخرية والنكتة من المحتجين على الأرض، الذين رفعوا لافتات حملت عبارات تقول: "أنا جرثومة، أنا مندس".
كما خصص ناشطون على الانترنت الكثير من الصفحات التي تسخر من اتهام المتظاهرين "بالجراثيم"، ومن هذه الصفحات: (جراثيم مندسة، ائتلاف جراثيم الثورة السورية، ديتول قاتل الجراثيم يتخلى عن مهمته ويقف معنا) وغيرها.
وتأتي ظاهرة "قاتل الجراثيم، بعد ظاهرة "الرجل البخاخ"، التي انتشرت بكثرة في معظم المحافظات السورية، حيث يقوم أحد الأشخاص بكتابة عبارات ضد النظام في الشوارع والطرقات العامة من خلال استخدام "بخاخ دهان"، الأمر الذي قض مضاجع أجهزة الأمن، التي شنت حملة كبيرة لمعرفة من يقوم بهذه العملية، ما أدى إلى استشهاد أحد هؤلاء، وهو محمد راتب النجار من حمص، واعتقال آخر في حي باب توما بدمشق وهو المهندس أحمد الخانجي. الذي خصص له ناشطون على الانترنت صفحة تضامنية، تطالب أجهزة الأمن بالإفراج الفوري عنه وعن كافة المعتقلين الآخرين، وهو مايحصل الآن مع "قاتلي الجراثيم".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية