رجّحت مصادر سورية مطلعة أن يُعقد مطلع الشهر المقبل المؤتمر الحادي عشر لحزب البعث السوري الحاكم، ويقوم بدراسة التوصيات التي توصلت إليها هيئة الحوار الوطنية التي شكلتها السلطة السورية وعلى رأسها قانون الأحزاب والإعلام والانتخابات، واستبعدت المصادر أن يكون هناك نيّة لتعديل الدستور أو إلغاء المادة الثامنة منه والتي تتوج حزب البعث الحاكم قائداً للدولة والمجتمع
ورجّحت المصادر في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن يرفع المؤتمر القطري توصياته إلى مجلس الشعب في اجتماعه المقبل ليقوم بإصدار قانون الأحزاب وقانون المطبوعات وقانون الانتخابات
وتطالب بعض قوى المعارضة السورية والشخصيات المستقلة المعارضة والمحتجين بإصلاح أو تعديل الدستور السوري، وإلغاء عدة مواد منه على رأسها المادة الثامنة، والمواد المتعلقة بصلاحيات الرئيس، كما يطالبون بإطلاق الحريات السياسية من خلال إصدار قانون للأحزاب، وضمان الحريات الإعلامية والصحفية من خلال قانون جديد للإعلام، ووضع صيغ فعالة وعاجلة لمكافحة الفساد ومحاسبة المتورطين به، والتأكيد على فصل السلطات، وتعديل صلاحيات السلطة التشريعية والتنفيذية وغيرها من الإصلاحات المقترحة، فيما يطالب المتظاهرون وبعض أطراف المعارضة بإسقاط النظام كلياً ووضع دستور جديد لسورية يؤسس لدولة المواطنة والديمقراطية والحرية والتعددية وتداول السلطة
ويشار إلى أن حزب البعث تولى السلطة في سورية في 8 آذار/مارس 1963، وانقسم أكثر من مرة، وحصل أكثر من انقلاب داخله، إلى أن تولى الرئيس الراحل حافظ الأسد السلطة عام 1970 باسم الحزب أيضاً، وتنص المادة الثامنة من الدستور السوري أن "حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة ويقود جبهة وطنية تقدمية تعمل على توحيد طاقات جماهير الشعب ووضعها في خدمة أهداف الأمة" حسب النص
وتقول مصادر سورية إن نحو 10% من الشعب السوري ينتمي إلى حزب البعث، أي ما يقارب مليوني مواطن، فيما يعزو البعض ارتفاع العدد إلى الفوائد والاستثناءات التي يمكن أن يحصل عليها الحزبي من جراء انتماءه للبعث، بدءاً من الدرجات الإضافية التي تمنح له لدخول الجامعة، وصولاً إلى أفضليته في العديد من الوظائف، واقتصار بعض المناصب على الحزبيين فقط
ومن الجدير بالذكر أن حزب البعث لعب خلال النصف الثاني من القرن العشرين دوراً كبيراً في تطور سورية، إلا أن عمومية مبادئه، والظروف الدولية والإقليمية، وطبيعة الأنظمة الديكتاتورية التي أقامها، أفقدت الحزب فعاليته وتحول إلى حزب يسعى إلى الاحتفاظ بالسلطة، وانفض من حوله مناصروه في البلدان العربية كما فقد مصداقيته، وهيمنت عليه البيروقراطية والفساد، وضعف نفوذه في البلاد التي يحكمها لصالح أجهزة الأمن، ولم يعد يمتلك الحيوية والقدرة على المبادرة والتطور ولم يبق منه إلا شعاراته
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية