كاتب أثار جدلا واسعا في أوساط الدراما السورية , , هادئ متزن وشفاف ... باختصار فنان.
حمل حلمه الإبداعي بين المسرح والتلفزيون كممثل في المسرح القومي أولا ,ثم ككاتب لنصوص مسرحية أغنت التجربة المسرحية , وأخيرا وليس آخرا ككاتب لسيناريوهات درامية نجاحها كان السمة الأبرز فيها .
كمال مرة اسم لا يحتاج إلى التقديم فهو مرتبط بأعمال يعرفها الجميع فمن منا لم يتابع (كوم الحجر) و(باب الحارة )؟!! .
زمان الوصل التقى الكاتب كمال مرة وأجرى معه حوارا تناول تجربة باب الحارة بشكل خاص والدراما السورية بشكل عام .
*هل تحدثنا عن فكرة باب الحارة الأولى ؟
** مسلسل باب الحارة بدأ كفكرة تناولتها أنا والمخرج بسام الملا ثم قمنا بتطويرها , وهي كانت نتاجا لمجموعة قراءات اطلعت عليها .... لم تأتي كنتيجة لاحتكاكي بشخصيات مماثلة للتي طرحها المسلسل كما يشاع , سأقول لك شيئا :
إن بداياتي في المسرح وعملي المسرحي بالكامل هو الذي أهلني لصناعة الدراما , وصناعة الدراما ليست سهلة فهي بحاجة إلى العديد من المقومات والعوامل التي يجب أن تتوفر لتنهض بالعمل الدرامي ابتداءً من النص والمخرج والكادر الفني مرورا بشركة الانتاج وانتهاء بمدى قدرتها على الإنفاق على العمل , باب الحارة هو حكاية الإدعشري تلك الشخصية التي قمت برسمها ثم رأيتها على الشاشة كما كانت على الورق تماما وبالتأكيد كان تجسيد الفنان بسام كوسا للشخصية هو أمر أضاف الكثير وحقق ما أردته بالضبط .
*والجزء الثاني من المسلسل كيف بدأت فكرته وهل حقق نجاح الجزء الأول برأيك ؟
** طرح النص في البداية تحت اسم عودة سعاد وقد قام السيد مروان بكتابة أول حلقتين منه , ثم قدمت لي لمعالجتها , ولكن حقيقة كان النص سيء جدا , وبناء على معالجتي للشخصيات اختار السيد قاووق كتابة المسلسل تحت اسم باب الحارة الجزء الثاني .
العمل نجح كله سواء جزئه الأول أم الثاني ونجاح الجزء الثاني جاء استثمارا للجزء الاول , ولكن غياب بعض الشخصيات عن العمل كان له أثرا كارثيا .
*باب الحارة كان عبارة عن منمنمة تطرح حكايات عديدة , هل هذه الحكايات واقعية ؟
**نمطية الأشخاص هي أحد أهم أسباب نجاح المسلسل , منطقيا لا يوجد حكاية حقيقية ولكن الشخصيات كانت حقيقية 100% وقد لاحظ الجميع هذا فحين كان يعرض المسلسل كانت تكثر المقاربات كمن يقول : انظر إلى فريال ألا تشبه جارتنا , أو انظر إلى إبي غالب إليس مثل قريبنا فلان , واقعية هذه الشخصيات كان لها الدور الأكبر في نجاح الممثل , إذا عدت إلى الدراما القديمة مثلا تجد أن هنالك شخصيات سلبية حققت نجاحا غير مسبوق كشخصية (غوار الطوشة ) فهو لص و ليس له تاريخ ولكن شعبيته الجارفة تمتد حتى الان نظرا لواقعيتها , شخصية أبو غالب في باب الحارة هي شخصية واقعية أيضا وهذا ما جعل الجمهور يحبها.
*تعرض المسلسل لانتقادات عديدة , فالبعض وصفه بالسطحي واخرون قالوا بأنه تجاهل الأحداث السياسية في تلك الفترة , فهل تعمدت تجاهل هذه الأحداث بسبب خصوصية هذا الطرح في سوريا ؟
** إن مهمة الدراما ليست تقديم بانوراما عن دمشق او سوريا والأحداث السياسية التي دارت فيها , وهنالك أمثلة واضحة فمسلسل حمام القيشاني كان مغرقا بالسياسة وهذا أحد أسباب فشله برأيي.
نحن نقدم دراما اجتماعية فلكلورية ربما تمر على السياسة أو على خلفية سياسية لكن لا تقدمها بشكل مباشر لأن ذلك يضر بالعمل الدرامي
ويجب ان نبحث دائما عما يلامس المشاهد , والحكاية دائما هي الأقرب له .
*هل هنالك من يعمل على تحييد السياسة في النصوص الدرامية السورية ؟
** هذا سؤال مهم ... بالنسبة لي لا أتحدث عن السياسة لأنها لا تنفعني وأنا بحق لا أعلم إن كان زملائي يتعرضون لمضايقات حين يطرحون المشكلات السياسية في أعمالهم .
*لنلقي الضوء قليلا على مسلسل (كوم الحجر) أنت تقول أن لكل عمل فني مقولة , وهذه المقولة تختصر بأربع كلمات , ما هي المقولة التي يطرحها مسلسل (كوم الحجر)؟
** كوم حجر قرية مفترضة شمالي حلب المسلسل قدم الحياة بين عامي 1931 و 1936 ، هذه الفترة الخاملة دراميا حيث تم انتخاب أول رئيس للجمهورية وهو محمد العابد بعد الإضراب الخمسيني الذي أدى إلى معاهدة الاستقلال.
مقولة المسلسل يمكن أن تقسم إلى قسمين , الأول : يطرح علاقة الريف مع الإقطاع أما القسم الثاني فهو يتناول مدينة حلب .
وقد شهد المسلسل أول خروج لشخصية من مجتمعنا عن تقاليدها ومعاييرها ودفعت ثمن خروجها ثم جاءت النهاية المأسوية للشخصية , النهاية التي لم أكن أتمناها .
*هل تم التقيد بالحوار امكتوب على النص , أي هل وجدت الحوار كما كتبته انت ؟
** دائما هنالك رؤية للمخرج .. وجدت الحوار كما كتبته مع بعض التعديلات التي رآها المخرج , كتعديل في مشهد أو الإضافة لآخر ولكن لم يكن هنالك حذف .
*هذا يطرح سؤالا اخر وهو: هل يقدم العمل الدرامي رؤية الكاتب ام المخرج ؟
**بعد تفكير ... المسألة مسألة تكامل وتوافق , المؤلف يقدم النص والمخرج يقدم رؤية النص ويبقى الجانب البصري للممثل.
*أنت تركز في أعمالك على تقديم الدراما النمطية القديمة , هل تفكر في تقديم أعمال واقعية معاصرة ؟
**أنا شخص يحب ركوب الموجة الصعبة فأنا أعتبر أن كتابة عمل نمطي معاصر يتناول أحداث النصف الأول من القرن العشرين أصعب من تناول أعمال تتناول المرحلة الراهنة , ناهيك عن ان هذه الأعمال محببة للجمهور وعمرها طويل . العمل المعاصر لا يحتاج إلى كم كبير من المراجع والبحث عن الخلفيات الثقافية والاجتماعية , ، ربما هي الصدفة جعلتني انساق وراء العمل التاريخي إلى أن اثبت وجودي فيه.
*هل ترى بان شهر رمضان تظاهرة فنية تساهم برفع الدراما أم بخفضها ؟
** على الصعيد الفني أرى بأن شهر رمضان ظاهرة سلبية جدا وهي حالة مرضية ومضرة بالدراما لكننا مجبرين عليها لأنها سوق كبير يقدم فيه الرديء والجيد
*من وجهة نظرك هل زمن الدراما السورية بدأ بالأفول ؟
أبدا ... الدراما السورية في أزهى أوقاتها بدليل تنوع الأعمال والكتاب مثل هاني السعدي وحسن م يوسف وريم حنا , كما أننا نرى مخرجين شباب بإمكانيات عالية , الدراما السورية بخير ولا خوف عليها
*ما هو دور الكاتب أثناء إنجاز العمل ؟
**للأسف دور الكاتب ينتهي حين تسليم النص , ويفترض بمخرجينا أن يأخذوا رأي الكاتب أثناء تصوير العمل كما يحدث في مصر , حيث يبقى السيناريست مرافقا للعمل حتى تصوير اخر مشهد فيه ولكن هذا لا يحدث في سوريا .
*سؤال أخير : ما هي اعمالك المستقبلية ؟
** اخر عمل مسلسل الحوت وهو يتناول الفترة ما بين الاحتلالين العثماني والفرنسي .
حقائق وذكريات عن مسلسل (باب الحارة) ... كمال مره
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية