أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سورية: تسهيلات لجذب الطلبة الأجانب لتعلم العربية

باتت العاصمة السورية، دمشق، منذ زمن طويل مقصدا رئيسيا بالنسبة للطلبة الأجانب الذين يرغبون في تعلم اللغة العربية. وساعدت على ذلك طرق تعليم العربية واللهجة السهلة ورخص المصاريف التعليمية المدعومة من قبل الحكومة والإقبال على مناظر المدينة القديمة مما ساعد على انخراط الآلاف من الطلاب الاجانب في معاهد اللغة هنا كل عام. وبعض الطلاب الذين يدرسون العربية ليسوا مسلمين؛ والبعض الآخر من الاسلاميين وهم اكثر ايمانا واعتناقا للدين الحنيف، وبعضهم يريد تعميق العقيدة الاسلامية خلال سنة او اثنتين في دمشق. ويتداخل الطلبة في العلمانية العربية بمعهد تعليم اللغة العربية لغير المتكلمين بها، وراء صف من السفارات في منطقة المزه. وهناك طالبات منقبات تظهر عيونهن فقط من تحت النقاب، يختلطن خلال الفصول الدراسية بطالبات اوروبيات يرتدين التنورات القصيرة والبلوزات. وحتى الطلبة المتدينيون الذين يدرسون مثلا في جامع ابو النور المعروف بصرامة مناهجه التعليمية يتلقون بعض فصولهم الدراسية في معهد علماني. وفي مجتمع محافظ، لا ترغب الحكومة في كثير من الزوار الأجانب، تعتبر لغة الدراسة هي الاستثناء الملحوظ، ورسميا، الحكومة تعيش حالة من توتر العلاقات مع اميركا، ولكن أيضا منذ فترة طويلة معادية للاسلاميين، والطلاب الاجانب يتعايشون بين الحالتين. ويقول احمد حاجي صفر، مدير معهد تعليم العربية لغير المتحدثين بها: «نحن نوع من السفراء»، واضاف: «الطلاب الذين يأتون الى هنا يحملون معهم صورة مختلفة عن سورية غير التي يرونها في وسائل الاعلام». ويرتدي حاجي، 40 عاما، بدلة متناسقة بيضاء وتحتها قميص أسود. ويبدو صفر كما لو انه مرتاح تماما وكما لو يجلس في مقهى بفرنسا التي عاش فيها من قبل 12 عاماً. ويلتقي الطلاب من خلف مكتبه وفي يده سلطانية بها قطع من الحلوى. وجلب مدير المعهد التعليمي معه من فرنسا افكارا عن تطور المناهج التعليمية. وقال انه توصل بحماس الى مشروع مع وزير التعليم لإصلاح وتحديث التعليم العالي فى سورية. ويتكون المعهد من فصول دراسية، وفي البهو الرئيسي صورة كبيرة للرئيس بشار الاسد الذي تولى الحكم عام 2000. ويشرف المدير صفر على اجراء عملية تجديد لنقل المعهد الى العصر الحديث مثل ربط فصوله الدراسية بالانترنت، وانشاء مختبرات للغة مع احدث اجهزة الكومبيوتر وعقد المؤتمرات بواسطة الفيديو ومعدات مصحوبة بمجموعة من الأقراص المدمجة والانترنت حتى يستطيع الطلاب مواصلة التعلم بالعربية بعد مغادرتهم. ولا يزال 300 طالب يعانون البيروقراطية حيث تطلب السلطات منهم قبل التسجيل الدراسي اجراء اختبارات الايدز، وفحص طبي شامل والتسجيل في البنك. ويقول يانا بريسكا، 27 عاما، وهو طالب من الجمهورية التشيكية، «إننا اشبه بأننا نعيش تحت ظل نظام شمولي». واضافت صديقته، اسما، 23 عاما، من بولندا «نقضي وقتا طويلا في الطوابير». أثناء فترات الراحة يميل الطلاب كل الى مجموعته او جنسيته. وهناك القليل من الاختلاط بين الجنسيات؛ الاميركيون والاوروبيون يدخنون في واجهة المدرسة. ويدردش الطلاب الكوريون واليابانيون والصينيون في شكل دائرة بالبهو الرئيسي. وهناك محجبات من ولاية كاليفورنيا الاميركية يسرن بخطوات سريعة وسط الفناء. ويعتقد صفر ان المزج بين الطلاب المتدينين وغير المتدينين هو إحد اقوى النقاط التي تحسب لصالح المدرسة. ويضيف «الطلاب المتدينيون الذين يأتون الى هنا جاءوا لتحسين لغتهم العربية، ليس لدراسة الدين»، مضيفا «اللغة هنا، ليست اداة للدين او للائمة». وكثير من الطلاب يحصلون على منح دراسية. ووفقا لمدير المعهد، فإن الاغلبية من الطلبة يحصلون على تنازلات او منح دراسية من الحكومة السورية ومصاريف التعليم هي فقط 200 دولار لدورة في ثلاثة اشهر. وهناك من الطلبة مارينا اناتوفا، 19 عاما، وهي من جمهورية تترستان الروسية، ترتدي الحجاب، وهي طالبة متدينة تدرس اللغة العربية في مدرسة «ابو النور» الملحقة بالجامع.


الشرق الأوسط
(155)    هل أعجبتك المقالة (144)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي