أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دمشق تتعامل ببرود مع واشنطن

في دمشق، وعلى الرغم من أنه لم يصدر حتى الآن أي رد فعل رسمي على العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي جورج بوش على شخصيات سورية رفيعة المستوى، إلا أن أجواء دمشق تشير إلى ما يشبه الدهشة من مستوى هذه العقوبات والغاية منها، لأنه لا يمكن تفسيرها بأي حال من الأحوال.

وقالت مصادر سورية، طلبت عدم ايراد اسمها، إن فرض حظر السفر على مسؤولين سوريين إلى الولايات المتحدة غير مفهوم هنا في دمشق، إلا إذا اعتبرت مجرد رسالة سياسية لا مفعول حقيقي لها على أرض الواقع. واضافت المصادر أن الأسماء السورية الواردة هي شخصيات بمعظمها أمنية، ومن النادر أن تسافر إلى الولايات المتحدة. ولذلك فإن مفعول القرار الأميركي يشبه تحريم الطبيب السكر على مريض السكري بحكم كونه لا يتناوله اصلاً .

وترى المصادر أن دمشق لا يمكن أن ترد على العقوبات الأميركية بطرد دبلوماسيين اميركيين، لأنها قررت التعاطي ببرودة مع الولايات المتحدة الاميركية، وهي واثقة من أن الاميركيين سيعودون إلى صوابهم في وقت ليس ببعيد، خصوصًا أن جزءًا كبيرًا من الإدارة الأميركية مقتنع منذ أشهر بأن الحل في العراق ولبنان له محطة إجبارية تمر من دمشق .

ولم تستبعد المصادر بأن تكون الوجوه المتشددة في الإدارة الاميركية هي التي ضغطت من اجل توجيه هذه الرسالة الرمزية، بهدف تهديد السوريين وحلفائهم اللبنانيين وتحذيرهم من تشكيل حكومة ثانية منافسة لحكومة السنيورة، وهو أمر بكل حال ربما بات اليوم أقرب من أي وقت مضى، حيث تشير كل المؤشرات الى ان الرئيس اللبناني اميل لحود قد يحل حكومة السنيورة في وقت ليس ببعيد ليشكل حكومة انتقالية من اوسع اطياف المعارضة اللبنانية ومن يقبل الدخول من السلطة الحالية .

وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد وقع الجمعة، على قرار يحظر دخول مسؤولين سوريين ولبنانيين، تتهمهم واشنطن بتقويض الحكومة اللبنانية، إلى الولايات المتحدة. ولم يحدد القرار الذي وقعه الرئيس الأميركي أسماء الشخصيات المعنية بالحظر، إلا أن البيت الأبيض أفرج عن أسماء شخصيات "مشتبهة بإثارة قلاقل في لبنان"، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وتتضمن لائحة البيت الأبيض هشام اختيار، مستشار الرئيس بشار الأسد ومسؤولين بارزين في الاستخبارات السورية من بينهم جامع جامع، وآصف شوكت، مدير الاستخبارات العسكرية وصهر الأسد، ورستم غزالي. ومن بين الشخصيات اللبنانية: وزيرا العمل السابقين: أسعد حردان وعصام قانصو، إلى جانب وزير الدفاع السابق عبدالرحمن مراد، وميشال سماحة وزير الإعلام السابق، وناصر قنديل عضو سابق في البرلمان، ووئام وهاب، وزير البيئة السابق.

وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، غوردون جوندرو، "هذه وسيلة على الولايات المتحدة استخدامها للإعراب عن رغبتنا لسوريا في أن توقف تدخلها في لبنان وعدم زعزعة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا هناك، وسنواصل الضغوط حتى وقفها تلك الأنشطة" نقلاً عن الأسوشيتد برس. ويأتي التحرك الأميركي بعد دعوات متكررة وجهتها واشنطن إلى دمشق، من أجل وقف إثارة القلاقل في لبنان، وسعى بوش لعزل سوريا دبلوماسيًا.

وكانت الإدارة الأميركية قد جمدت أرصدة الاختيار وجامعًا في الولايات المتحدة العام الماضي، قائلة إنهما شكلا دورًا رئيسًا في ما وصفته بسياسات دمشق لدعم الإرهاب وزعزعة استقرار لبنان. وأيدت الولايات المتحدة قرارًا أصدره مجلس الأمن الدولي مؤخرًا، يقضي بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة المشتبه فيهم في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري الذي قتل في شباط/فبراير 2005. وتتهم الإدارة الأميركية سوريا بالضلوع في عملية الاغتيال وهو ما تنفيه دمشق.

وفي موضوع ذي صلة، استغربت المصادر السورية الحديث عن أن إيران تريد نشر منظومات صواريخ متوسطة المدى على الاراضي السورية، واعتبرت ان مثل هذه التسريبات هي تسريبات كاذبة هدفها التمهيد لتوجيه ضربة لدمشق إذا ما قررت واشنطن ايضًا ضرب إيران .

وقالت المصادر إن سوريا ليست بحاجة إلى الصواريخ الايرانية، وهي لديها قدرات الردع والدفاع عن نفسها والتعاون القائم بينها وبين إيران، بعيدًا كل البعد عن اقامة قواعد ايرانية في سوريا مذكرة بأن سوريا حتى اثناء حلفها مع الإتحاد السوفياتي لم يسمح بإقامة مثل هذا القواعد. وحذرت المصادر من أن شأن هذه التسريبات أن تزيد التوتر، في منطقة تقترب من الفوضى الشاملة، بفضل الجهود الاميركية التي ربما ترغب في جعل سعر برميل النفط مئتي دولار .


وكالات
(205)    هل أعجبتك المقالة (203)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي