تحدث مجند في الجيش صراحة عن إطلاقه النار على متظاهرين تنفيذًا لأوامر عسكرية، وأشار إلى تفكيره بالانتحار على خلفية ما اقترفت يداه، وأكد أنه لا يعرف من جرح أو قتل جراء إطلاقه النار، وطلب المجند من الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي المشورة، عبر سؤال نشر على موقع البوطي "نسيم الشام".
نورد السؤال والجواب كاملين:
السلام عليكم فضيلة الشيخ الحبيب أنا مجند في الجيش السوري أطلقت النار على بعض المتظاهرين، بعد صدور الأوامر، فلا أدري من قتل ومن جرح، غير أني منذ ذلك الحين في عذاب وضيق صدر لا يعلمه إلا الله، حتى تأتي أفكار ولم أعلم بفتواكم في حكم الجندي الملجأ إلى القتل إلا مؤخراً. سؤالي: تطاردني الكوابيس المفزعة ليل نهار، وتفكر النفس كثيرا بالانتحار، هل يجب أن أقدم نفسي للقصاص، أم يجب علي الدية مع العلم أني لا أعلم من قتلت أو جرحت، أم ماذا أفعل؟
أجاب عنه: أ.د.محمد سعيد رمضان البوطي
هوّن الأمر على نفسك، فإن ربك عز وجل أرحم مما تتصور. تقول: إنك لا تعلم من قتل أو جرح من جراء إطلاقك النار، فإذا كنت تقصد أنك لا تعلم هل كان ما أقدمت عليه سبباً لجروح أم سبباً لقتل، ولم تتأكد أن في الناس من قد قتل بسببك، إذن فالشرع لا يجرمك ولا يحملك جريرة القتل، لأن الأصل براءة الذمة. وفي هذه الحال يكفي أن تتوب صادقاً إلى الله تعالى، وأن تدعوا الله لمن تسببت لهم بالجروح أن يصفحوا عنك.
أما إن تأكدت أن في المصابين من قدقتل، فالمطلوب أولاً إعطاء الدية لأولياء المقتول، ونظراً إلى أنك لا تعرفهم، فالمطلوب منك أن تعاهد الله إذا ظهر الشخص الذي قتلته وعرفته فستعطي ورثته الدية التي يطلبونها، ثم يطلب منك بالإضافة إلى هذا أن تصوم شهرين متتابعين، فإذا علمت أنك لا تطيق ذلك، فينبغي أن تخرج عن صيام كل يوم قيمة وجبة طعام لفقير من أوسط الوجبات التي تتناولها في بيتك. وكن على يقين بعد هذا بأن الله قد عفا
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية