بدأ الجيش السوري نشر قواته على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب (شمال غرب) استمرارا لحملته العسكرية والامنية في ريف ادلب فيما تتجاهل السلطات السورية الدعوات الدولية التي تطالبها بتحقيقات مستقلة حول قمع المتظاهرين.
ياتي ذلك فيما جدد ناشطون الدعوة الى التظاهر غدا الجمعة في يوم "جمعة الشيخ صالح العلي" الذي قاد الثورة السورية الاولى.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الخميس انه "انتشرت عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود وحافلات تقل جنودا وعناصر من مكافحة الارهاب على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب (شمال غرب) والقريبة من حماة (وسط)".
واضاف رئيس المرصد انه "تم انزال عدد كبير من الجنود الذين ما لبثوا ان دخلوا المدينة"، مشيرا الى ان "ذلك ياتي في اطار استمرار الحملة الامنية والعسكرية التي بدات في ريف ادلب".
ولفت عبد الرحمن الى ان "الجيش طوق المدينة من ثلاثة محور في الشرق والجنوب والشمال".
وذكر "ان عملية نزوح الاهالي بدات من المدينة باتجاه الغرب نحو سهل الغاب".
ويشن الجيش منذ الجمعة عملية واسعة النطاق في محافظة ادلب على مقربة من الحدود التركية. وقد سيطر الاحد على جسر الشغور التي تضم خمسين الف نسمة بهدف وقف حركة الاحتجاج غير المسبوقة ضد النظام السوري برئاسة بشار الاسد.
ولفت عبد الرحمن الى ان "القوات السورية قامت بقطع الطريق الدولي المؤدي من حلب (شمال) الى دمشق وذلك بدءا من مدينة سراقب (ريف ادلب)".
وذكر ناشط معارض طلب عدم الكشف عن اسمه ان "اهالي مدينة خان شيخون احرقوا في الخامس من حزيران/يونيو مدرعتين تابعتين للجيش السوري".
وكان مصدر رسمي سوري اكد في السادس من حزيران/يونيو مقتل 120 عنصرا في صفوف عناصر الشرطة السورية بيد "تنظيمات مسلحة" في مدينة جسر الشغور في محافظة ادلب.
وتوعد وزير الداخلية السوري محمد ابراهيم الشعار على اثر ذلك بان "تتعامل الدولة مع هذه المجموعات بحزم وقوة".
ونفى اتحاد تنسيقيات الثورة السورية الخميس الرواية الرسمية.
وقال في بيان ان "جثث هذه المقابر تعود إلى جنود سوريين وعناصر تم قتلهم على أيدي عناصر الأمن السوري في مدينة درعا وغيرها من مناطق الاحتجاجات السورية بعدما رفضوا اوامر اطلاق النار على شعبهم المتظاهر سلميا".
وشدد البيان على سلمية الثورة رغم "محاولات النظام الفاشلة لحرف الثورة السورية عن سلميتها".
ودعا الاتحاد الى "قيام لجنة شرعية وطبية حقيقية محايدة، يشهد لها المجتمع الدولي بصدقيتها للتحقيق في مقابر جسر الشغور ودرعا وغيرها من المقابر (...)لتحديد التفاصيل المتعلقة بتلك المقابر وغيرها من المجازر التي ارتكبها النظام السوري ضد المواطنين السوريين".
وعمدت السلطات السورية الاربعاء الى تنظيم تظاهرة كبيرة مؤيدة للنظام في دمشق حيث احتشد الالاف المتظاهرين حول "اكبر علم سوري" وضع على الارض ويبلغ طوله 2300 متر.
ورفع عدد كبير من المتظاهرين اعلاما ولوحوا بصور للرئيس، في اجواء احتفالية وعلى خلفية اناشيد وطنية كما يتبين من الصور التي بثها التلفزيون.
كما نظمت السلطات رحلة صحافية الى مدينة جسر الشغور التي هجرها سكانها البالغ عددهم 50 الفا واستعادها الجيش الاحد بعد هجوم شنه قبل ثلاثة ايام لمشاهدة "مقبرة جماعية ثانية".
وقال عبد الرحمن ان "عدة مدن سورية شهدت مساء امس (الاربعاء) تظاهرات ليلية ابرزها في حماة حيث تظاهر عشرات الالاف".
واشار الى ان "نحو 150 شخصا تظاهروا في حي الشيخ سعد في المزة وسط دمشق".
واضاف ان تظاهرات جرت "في حرستا والزبداني وجسرين وسقبا (ريف دمشق) وفي حمص (وسط) وفي ادلب وكفر نبل (ريف ادلب) وفي اللاذقية (غرب) وفي دير الزور (شرق) والميادين (ريف دير الزور) وفي الحراك والصنمين (ريف درعا)".
ودانت الولايات المتحدة الخميس "اللجوء الفاضح الى العنف" من جانب السلطات السورية في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية، مطالبة بوضع حد فوري له.
كما بدأ الاتحاد الاوروبي الخميس التحضير لتشديد عقوباته على سوريا التي قد تستهدف هذه المرة شركات مرتبطة بنظام بشار الاسد واشخاص جدد من محيطه، بحسب ما افادت مصادر دبلوماسية.
ويرى محللون ان دور شقيق الرئيس السوري ماهر الاسد (43 عاما)، وهو ضابط في الجيش برتبة عقيد، احد اركان النظام وقائد الحرس الجمهوري، اضافة الى الفرقة الرابعة العالية التدريب والتجهيز يزداد تعاظما منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية بعد الدور الذي اضطلعت بع قواته في قمع التظاهرات.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتهم ماهر الاسد في مقابلة تلفزيونية بمعاملة المحتجين بطريقة "غير انسانية".
واعلنت موسكو وبكين معارضتهما لاي تدخل اجنبي في الاضطرابات الجارية في الدول العربية، بينما يسعى الغربيون للحصول على دعم البلدين لتشديد الضغوط على سوريا، في بيان صدر الخميس خلال زيارة للرئيس الصيني هو جينتاو لروسيا.
واسفرت عملية قمع المتظاهرين ضد النظام السوري عن مقتل 1200 شخص واعتقال حوالى عشرة الاف اخرين منذ منتصف اذار/مارس، حسب منظمات غير حكومية والامم المتحدة.
كما ادت الى فرار اكثر من 8500 سوري الى تركيا وخمسة الاف اخرين الى لبنان .
وقد اعلن وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو الخميس ان بلاده قررت تقديم مساعدة انسانية لالاف السوريين المحتشدين على خط الحدود السورية التركية.
الجيش ينتشر في خان شيخون ودعوة إلى جمعة "صالح العلي"
الفرنسية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية