ألقى الباحث فراس السواح محاضرة حول نشيد الإنشاد النص التوراتي المنسوب لسليمان وعلاقته بنصوص سوريا القديمة.
وقال السواح في محاضرته التي أقامها بدار لأوبرا السورية ضمن مهرجان مساحات شرقية مساء الأثنين30/5/2011 أن وجود هذا النشيد في الكتاب المقدس يصرف الأذهان عن كونه مجرد قصيدة حب دنيوية "لا ندري كيف اتخذت هذا الموقع المميز بين أسفار الشريعة وبقية أسفار العهد القديم".
ويضيف السواح قائلاً: "الفرضية التي أغامر بطرحها وأحاول البرهنة عليها هي أن هذا النشيد بقية من طقس ديني قديم سابق على ظهور الدين التوراتي، أنه بقية من طقس خصب ربيعي يهدف إلى لاستنهاض قوة الطبيعة التي كانت نائمة خلال فصل الشتاء".
وبين الأستاذ "سواح" من خلال براهين تتعلق الإيديولوجيا الملوكية في مملكتي إسرائيل ويهوذا، وأصولها في ثقافة كنعان ووادي الرافدين، شارحا بعض أوجه التشابه لنصوص بداخل هاتين الثقافتين ونشد الإنشاد.
"ولعل أكثر ما يلفت نظرنا هو ذلك التوكيد الذي وجدناه في نشيد الأنشاد على ما يحدث في عالم الطبيعة من ازدهار يترافق مع اللقاء الجسدي بين الحبيبين"، ويرى الباحث السوري أن هذا يقود إلى طرح نظرية مفادها أن الغنائيات السومرية ونشيد الإنشاد ينتميان إلى إرث مشترك بين ثقافة وادي الرافدين وثقافة كنعان التي تنتمي إليها مملكة يهوذا، وأن النشيد كان في أصله غنائية طقسية تؤدى في هيكل أورشليم في عيد الفصح الربيعي بمناسبة زواج طقسي ملوكي يعكس في الزمن الدنيوي زواجاً يتم على المستوى الميتافيزيقي بين يهوه كبير آلهة يهوذا والأم الكنعانية الكبرى عشيرة.
ويختم حديثه قائلاً: "على الرغم من أن المحررين التوراتيين قد تجاهلوا كل ما يمت إلى هذا الطقس بصلة مع ما تجاهلوه من مظاهر عبادة يهوه الوثنية، إلا أن جمال نشيد الأنشاد قد أعطاه بطاقة مرور إلى الكتاب المقدس، واعتُبر أثراً يمكن الحفاظ عليه بعد تجريده من روابطه القديمة".
وردا على سؤال حول التنقيبات الأثرية الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى قال السواح: "إن هيكل سليمان غير موجود لكن مدينة أورشليم في القرن الثامن قبل الميلاد أصبحت عاصمة أقليمية مهمة جداً وكبيرة بقيت كذلك حتى ميلاد المسيح، ثم دمرت فيما بعد، وبما أنه لا يمكن أن تكون مدينة كبيرة بدون معبد بني فيها معبد ديني أنا أدعوه هيكل أورشليم وليس هيكل سليمان،
الإسرائيليون يقولون أن الهيكل المزعوم من المفروض أنه بني في القرن العاشر قبل الميلاد لكن في هذا القرن لا يوجد لدينا أي أثر للحياة في أورشليم ومحيطها ليس هناك سكان بالتالي ليس هناك مملكة ولا معبد ولا قصر وأنا أقول أن سليمان وداود تاريخياً شخصيات خرافية".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية