قد أتفهم أن يدافع المنافقون وهتيفة الأنظمة الدكتاتورية- من أمثال بعض كتبة روزا اليوسف وأشباهها فى كل نظام سياسى غاشم مستبد- عن النظام الحاكم فأمثال هؤلاء يعيشون على النفاق ويدورون حيث تكون مصلحتهم، يجعلون من أنفسهم خدما لحكام بلهاء، يشتهون الدنيا على حساب الكرامة والخلق الرفيع، يؤيدون بلا عقل بصير الحكام وأعوانهم حيث إن الجو العام يسايرهم،إنه حزب الحكومة إنه أكبر، يزدادون رفعة فى الدنيا وضعة عند الفاقهين...ما زال بعضهم يلهو ويلعب واني أو إياهم لعلى موعد مع القدر، نرقبه سويا هم يرقبون علوهم، وأنا أرقب ضعتهم، وكل ينتظر،والأيام بيننا والقدر سيقول كلمته غدا.
لكن! ما بال الذين لا يتكسبون من النظام الحاكم شيئا لا يميزون بين نقد مسالك الحكام وبين تشويه البلاد، ولا يميزون بين صلاح حاكم وبين فساده، يدفعون عن هؤلاء الحكام البلهاء دون وعى بصير ترى كثيرا منهم يقولون هذا الحاكم أولى من غيره فقد سرق وشبع!! ألا ليت شعرى ما هذا العته؟ يقبلون بالسارقين حكاما ولا يقبلون بنقدهم؟ يقبلون باللصوص حكاما وهو واقع يعيشونه هم وآباؤهم ولا يرضون باحتمال أن يكون غيرهم أفضل منهم!
ما بال هؤلاء الطفيليين؟! كيف يحكمون؟! ما بالهم وقد غيبوا عقولهم؟! ما بالهم وقد أضاعوا دينهم بالدفاع عن الظالمين من أجل لا شيء ... ترى ماذا يكسب المرء حين يخسر نفسه؟ أو حين يخسر احترام الفاقهين له؟ أو حين يبيع دينه وشرفه من أجل لقمة أو جاه لا يؤبه له به؟!
فى المجتمعات التى يشيع فيها النفاق تسود فيها قيم الفهلوة والخداع والرياء...وهذه مجتمعات لا يمكن أن يعلو فيها إلا أهل العوج...ولا عجب أن نجد فيها العالم مهانا و( العالمة) نجمة وإحدى كواكب المجتمع ونجومه...ولا عجب فتلك البيئة لا يستقيم فيها إلا أهل العوج الذين يحاربون بضراوة شديدة أهل الطهارة ويستنكرون عليهم طهارتهم ويسخرون منهم قائلين(إنهم أناس يتطهرون)! إنهم- لفرط غبائهم- لا يميزون بين نقد الأخطاء التى تطفح بها مجتمعاتنا لا سيما السياسية والاجتماعية، وبين شتم الأنظمة الحاكمة والتي لها أحوال فرط تهدد أمن البلاد، وبين تشويه صورة بلادنا وإبرازها فى صورة قميئة!
والحق أن التمييز بين الثلاثة سهل ميسور إلا على الذين فى عقولهم شيء أو فى قلوبهم عمى، ولقد استبان لى أن الصنف الأول فاهم عاقل نرجو له الاستمرار، وأن الصنف الثانى متسرع نخشى له التحول للصنف الثالث، وأما الصنف الثالث فهو نموذج بشرى قميء بالفعل.
وتبقى كلمة
* إذا المرء لم يفرق بين حق وباطل فما انتفاعه بعقله يومئذ؟! وإذا دافع الطفيليون عن الحكام البلهاء بلا عقل بصير وشوهوا الذين يألمون لمصاب أوطانهم فما قيمة كلمة الحق عند السلطان الجائر ساعتئذ؟! وإذا لم يدرك هؤلاء التعساء مآل أوطاننا فما قيمة العلم حينئذ؟!
إن تكلفة الفساد في مصر- على سبيل المثال- بلغت 50 مليار جنيه سنويا وتقارير هيئة النيابة الإدارية تقول إن هناك قضية فساد كل 90 ثانية وهو معدل عالمي... وأشباه ذلك الفساد فى كل نظام دكتاتورى ... فماذا يقول هؤلاء التعساء الذين يدافعون عن حكام ظالمين دون مقابل؟! بم يدافع هؤلاء المنافقون بالتبعية عما أشار إليه تقرير التنمية البشرية للأمم المتحدة من أن 10.7 مليون مصري لا يستطيعون الحصول علي احتياجاتهم من الغذاء، وأن مستوي الفقر في مجتمعنا وصل إلي 17%، ومن أن شركات القطاع العام التي تمت خصخصتها كانت قيمتها الأصلية 100 مليار جنيه وتم بيعها بـ 16 مليارا فقط، وأنه قد ضاع من قوت الشعب 150 مليار جنيه سرقها أباطرة قروض البنوك ووصل حجم الديون الداخلية إلي 674 مليار جنيه بما يقرب من 98% من حجم الناتج القومي...؟! بم يدافعون عن هؤلاء الحكام البلهاء؟
** الحق أن دفاع المراهقين عنهم يذكرنا بقصة أصحاب السبت حين صارت منهم فئة جعلت همها لا أن تقول للظالم اسمع كلام الناصح الأمين ولكن حين وجهت جهدها للذين ينصحون أمتهم ويعظونهم قائلين (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً) الأعراف164 ولقد نالوا جزاء غباءهم إهمالا وازدراء.
*** لن يعلو شأن أشباه هؤلاء المنافقين الطفيليين فلا هم منافقون- خُلّص- اكتسبوا دنيا ولا هم مجاهدون بكلمة حق عند سلطان جائر ولا هم ممن يؤبه لمنطقهم...والحكمة تقتضى ازدراء هؤلاء بإهمالهم ذلك حين لا ينفع مع بعضهم النصح والإرشاد.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية