ولووه .... هلّق هيك العمر بدّو يمضى... امجد درويش

- ولووه معقول...هلق هيك العمر بدو يمضى.... ما في شي بنوب ... ولك ما منستحي نحنا ... ما عشنا شي ... ما عشنا غير أيام الطفولة ...
- إي ... ليش بالله ؟!!!
- لأنو ما كنا دريانين بالطبخة ...
- وبعدين شو صار ؟
- والله مش .... كانت الدنيا صيفية.... والسنة الجاي بصير صف سابع .... رجعت عالبيت معصب .... فتت ما قلت مرحبا لأبي وأمي ... كشّيت بوجهن ... وبوشّي عالغرفة ... نمت بكير وقتها .... وقبل ما نام ,قلت لحالي : هلق هيك بيجي الولد ؟!!!!!!
- إي ومع الأيام شو صار ؟
- مش........ اقتنعت , مو بس اقتنعت , لاااء ... انبسطت – بيني وبينك – وصرت من أنا وعمري 12 سنة فكر وخطط شو بدي أعمل بليلة عرسي ... غير إني جيب مطرب شعبي كره ... يعني كره لدرجة أنو معظم شعبي بيكرهو...
- طيييب!! شو مشان جارتكن ؟؟
- يا أخي مرى ... مراااه ....كانت كبيري ... وكل قياساتها كبيري ....أضف إلى ذلك إني كنت حس زوجها غشيم .
- غشيم !!! ليش بالله ؟!!!
- يا أخي بيضلّ نايم .... وهيّ عم تشطف ... وتطلع بهالرّوب الخفيف .. على الرصيف مشان تكبّ شوية ميّ .... وهالشمس تضرب بهالرّوب !!!!
- إي و إذا عم تضرب ... دخلك شو استفدت ؟!!!
- قال شو استفدت قال ؟!!! يا سيدي الكريم كانت أحلى صورة شعاعية بشوفها بحياتي ... وبعدها بتجي بالمرتبة التانية صورة الحصى الكلوية ....
- طيب بالمرحلة الإعدادية شو صار معك ؟
- مش ...والله مش ...كانت صوات كل الطلاب اللي معنا كرهة ... كأنو عم يضربوا فريمات عند الكوع ....
- إي !!!
- و بذكر أنو كنا كلنا بشعين ... يعني عبارة عن رووس ... وأدنين كبيري ... و حبوب ... وريحة كرهة ما غابت ولا نهار واللي بيشهد عهالشي دفتر التفقد ... مثلا :
- اسماعيل
- حاضر
- أحمد
- حاضر
- آصف
- غايب
- ريحة
- حاضرة
- كنتو مختلط بالمدرسة؟
- آه... إي ... طوال ...قصار ...سمان ...نحاف ...مخلّط يعني .
- قصدي كان فيه بنات بالشعبة ؟
- ما بظن .... بس لما كنا نحلّ .. كنّا نشوف شي شعره طويل .. و مخصْور ... فما كان منا إلا أن بلغنا وزارة التربية أنّو : فيه مخلوقات فضائية عم تهبط على الكرة الأرضية ما بين الساعة 12,00 وال 1,00 ظهرا...
- وحلّولكن هالمشكلة ؟
- إي ... مبلى ... يا سيدي .. سارعوا إلى تبديل كتاب اللغة الإنكليزية بكتاب يوجد به رسمات و ملونة ... أكثر من الكتاب القديم ... مشان ينسّونا شو شفنا ...
- يعني ما عملتو شي أبدا ..
- لاااء ... مو لهالدرجة ... الفضول اللي كنا منمتلكو... ساعدنا باكتشاف الطوائف والمذاهب وتفرعاتها .. والخلافات التي حدثت منذ آلاف السنين ... وبالنهاية كل واحد أدرك حقيقة أنو طائفته هيّ .. الصح المطلق ... و زعل شوي على رفقاتو اللي كان يحبهم بس اضطر أنو يكرهن بسبب حظن السيء ... يا حرام رح يموتوا وهنن مو عرفانين شي ....
- يعني ما انبسطت بالإعدادي ؟
- ليش الكذب ... انبسطت بشغلتين : أول شغلة أنو طلعلي عامة ... وتاني شغلة أني كنت ألبس بدلة عسكرية ... مو لونها أزرق متل هلق بيطلعوا الطلاب من المدرسة بتفكرهن جرار غاز !!!!!!!
- يعني ماني عرفان شو كان ناقصك بمراهقتك ؟
- كان ناقصني توّج هالمرحلة بالغباء ...
- بالغباء ؟
- إي شو مانك حضران فيلم "مالينا " ... ما لاحظت أنو هالولد ما كان عم يقرّر مصيرو إذا بدّو يروح عامة أو صناعة, بس كان عم يعيش غباؤه ... ولأنو عاش هالمرحلة على طبيعتها , صارت حياتو فيلم ... وصار في شي بحياتو دافي و حميمي إسمو ( ذكريات ) ...
- يعني بدّك تقنعني أنو ما عندك ذكريات ...
- شو مجنون إنتي ... طبعا عندي ذكريات ...
- لهلق بذكر كيف كنا نعيّط بتحية الصباح ...والمدير يقول : "بسّ يا حيوانات ....بسّ ..." يا الله قديش كان هالموقف حميمي ... قديش كان فيه زخم بالمشاعر المتضاربة... وقتها كانت بدايات معرفتي بنظرية التطور ...
- طيّب ... وبالمرحلة الثانوية ما تقلّي ... كان فيه شي عندكن اسمه معسكر العاشر ...
- إي والله هلق ماعاد إلي حجة ... حصرتني بخانة اليكّ ... يا بنج يكّ ( 5-1 باللغة الفارسية المحكية أثناء لعبة الطاولة) .
- هات لشوف شو عملتو ....
- مش ...والله العظيم مش.... كان المعسكر 21 يوم .... تعرفنا فيهن على المواصفات العامة للجنس الآخر ... يعني شايف شي مرّة فيلم خيال علمي ...
- إي ... كتير ...
- شفت كيف لمّا بينزل من المركبة الفضائية مخلوقات لطيفة من كوكب B- 612 تبع الرحالة الصغير ... وبيكونوا طارقين مشوار شي مليون سنة ضوئية مشان بس يوصلوا لعنّا يستغربوا... ويتصفّنوا بهالبشر والبشر كمان مستغربين ... والرئيس الأمريكي مستغرب ... ولك حتى المصور والمخرج مستغرب ... وكل واحد عم يردد بضميره جملة مفادها : ( هلّق هيك شكلكن ؟!!! ... ليش صواتكن هيك ... ياخ ليك شعر هديك ... ليكي هادا طالعلو شعر فوق تمّو ... ولك وااااووو عنجد كتير واووو أنتو ...
- و بعد هالتعارف شو عملتو ؟
- أنا شخصيا ... كنت بسرية المهرجان يا معلم ... و بذكر أنو عملنا .. وصممنا .. رقصة ما في أجمل منها ... على أغنية أحلى وأحلى و أحلى .... يعني لهلق بذكر أنو الرقصة كانت بتخجّل ... وبتضيع معها هيبة أيّ واحد مفكر حالو صار زلمي ... و كمان بتضيّع أنوثة أفروديت بحدّ ذاتها ....حتى بالعلامة لمّا كنّا نتدرب عهالتلبيط ... كان يطلع عالإذاعة تحذير : ( أنّو اللي معو مرض سكري أو ضغط أو بيرعف على أهون سبب أو اللي حابّي تحتفظ بجنينها لحتى يستوي ... ينصح بعدم متابعة هذه الكوميديا الإلهيّة ... لما فيها من مشاهد يطأطئ لها التاريخ رأسه خجلا .... )
- و ضلّيتوا تدرّبوا ...؟
- إي نعم لآخر يوم .... إجا بالأخير رفيق صفّق بحراره .... وابتسم بمراره ... وبعينيه شراره ... و بفمه سيجاره ...و يلبس نظاره ...ففك أزراره .... وقال بأسراره .... والله استحت الكراره ....
- يعني كان عندك رفيق ...
- ولك لااااااء ... هادا رفيق الكلّ يا زلمي ....
- طيّب و بدورات البكالوريا ...شو صار معك ؟
- مش....... والله العظيم مش....
- يعني مغامرة ما مغامرة ... خليني بلّ ريقي يا أخي ...
- إي شراب متّه ...
- قصدي بلّ ريقي بشي مغامرة ....
- ولك مجنون إنتي يعني ... خالص ... خلص وقت الطيش ...نحنا هلّق على مفترق طرق ... خلص وقت الجنااان والغباااء والطيييش .... خلص .
- أيّ طيش عم تحطي عنّو ؟
- مو هادا اللي مجنّني .... تاري هاللعب بالشدة وحطّ الجلّ وبناطلين الجينز الضيقة ... طلع هادا كلّو عبارة عن تعريف الطيش والحياة المنطلقة وأنا ماني دريان ....
- و بلا هالمفترق الطرق ... شو صار معك بالصاعقة ...
- نفس معسكر العاشر بس عملو 40 يوم ... ولا تزعل يا سيدي ... صفق إلنا نفس الرفيق ... بس وقتها كنت سرية قتال قريب ...لذلك دير بالك منيح ....
- نفس الرفيق ؟ ليش ما تغيّر؟!!!!!!
- ولك شبك يازلمي ولك هادا رفيق العمر؟!!!!
- طيّب والجامعة؟
- الجامعة ؟! شو مفكرها أوكسفورد أو كاليفورنيا أو كامبريدج ... شكلك متأثر بأفلام الفطيرة الأميركية كتير ...إي فيق حبيبي ...فيق ...
عم نفكر هلّق بالوظيفة و بالعسكرية وبالبيت و بالجازة .... وبالخمسين علامة ليش صارت ستين ... ولك صرنا زلم ومنقعد بالندوة ... ومنفتحلك هالبلوتوث يا زلمي ... مانّا خيفانين من حدا ... ومنعمل زحمة عالسرافيس متل البغال الفرنسية ... وما منسترجي نتحلفص قدام الدكاترة ... ومشان الله لا تسألني عن شي بقا ... يعني بالمختصر حياتنا فاضيّة وبتغمّي من الضحك ... ومن هلّق بخبرك لا تعتمد علينا بشي ... اللي فينا بكفينا ... يا حرام ما أبشع هالعيشة ... يا حرام ...
- طيّب ...آخر سؤال ..بحياة الله ؟
- تفضّل .
- شو الشغلات اللي بتتمنّا أنو ما تكون شفتها بحياتك ؟
- غير الضّو ..؟
- إي ...شي أكيد...
- واحد كان عم ياكل قتلة بنبريج (خرطوم) عند زاوية مدرسة البنات .. كان مبدأ هالشخص : " دعاني الشوق " ....
وولد أكل كفّ متل فراق الوالدين من جماعة( شغلتهن الأخلاق وعلم الاجتماع )لأنو كان معو C.D لما فوق 18 وكان مبدأ هالولد حسب ما بذكر "مشتاق أضمك" ....
- أنا رايح هلّق خيّو .. وانشالله بشوفك بكرة بالندوة ...
- ولووووه هلّق هيك العمر بدو يمضى ؟؟؟؟؟؟؟