تضاربت الانباء حول إقالة مدير الامن في مدينة بانياس التابعة لمحافظة طرطوس على الساحل السوري أمجد عباس بسبب الفيديو الشهير الذي صور في قرية البيضا قرب بانياس ويظهر مشاهد بشعة للإذلال الذي مارسته قوات الامن بحق معتقلين مخالفة بذلك أبسط قواعد الانسانية.
وفيما ذكرت البي بي سي أنه تم اعتقاله؛ بعد أن نقلت قبل ذلك عن منظمة حقوقية أنه تمت إقالته؛ فإن ناشطون من بانياس على الفيس بوك شككوا بالرواية جملة وتفصيلا وقالوا إنه تم نقله إلى طرطوس.
وقد اجتهد الاعلام الرسمي في حينها واصفا الشريط بالبشع والاجرامي مؤكدا انه لا يمكن أن يحدث في سوريا؛ ناسبا الحادثة الى قوات البشمركة مرة؛ ومرة أخرى الى فدائيي صدام في التسعينات. وقد وجاء تلفزيون الدنيا التابع للسلطة بشخص " لم تعرف قرعة أبوه" أكد أنه شاهد الفيديو عند تصويره في العراق لينسب إلى قوات الامن السورية.
لكن سوريون قامو لاحقا بتصوير أكثر من شريط فيديو من أماكن التصوير نفسها التي تظهر في ساحة البيضا فيما بدا أنه أعادة تمثيل للمشهد نفسه في الموقع نفسه ومن الزوايا نفسها.
كما تحدث بعض الذين تعرضوا للاهانة في الفيديو نفسه ورفع هويته السورية في نفس المكان المصور فيه الشريط السابق الذي يظهر فيه قوات امن تهين بشكل وحشي معتقلين عزل.
وكتب الكاتب حكم البابا على مجموعة "المندسين" في الفيس بوك " تفسير واحد لاقالة رئيس قسم الأمن السياسي في بانياس هو أن إهانة وإذلال ودعس وضرب مواطني قرية البيضا حدث في قرية البيضا وليس في العراق، وهذا اعتراف واضح وصريح ومباشر بأن العصابة المسلحة الوحيدة التي تروع وتعتدي على المواطنين في سورية هي أجهزة الأمن!!"
وعلق آدم على الاقالة بأن "هذا اعتراف من الحكومة انو اللي صار صار أكيد ببانياس و ليس بهونولولو" بينما علق آخر باسم مستعار " انا اتوقع ان يتم تصفية المقال او تسفيره من اجل اخفاء الحقيقة لانه الوحيد الذي تم التعرف عليه في الفيديو."
وكان وسيم إبراهيم قد كتب في جريدة السفير تعليقا على " همروجة" الاعلام السوري في حديثه عن بشاعة الحادثة مع نفي حدوثها في سوريا "ما حصل كان كوميديا سوداء أبطالها الشاشات السورية، لكنها لا يمكن ان تُضحك أيّ سوري بقدر ما تؤلمه. تتحدث مذيعة «الإخبارية السورية» عن عمليات «تزوير» تقوم بها قبيلة فضائيات أخرى، تعددها جميعا. يُعرض تقرير منقول عن «بي بي سي» العربية، باعتباره «ممسكا» على «التزوير»، وهو عن عمليات إهانة وإذلال جماعي، مارستها مجموعة مسلّحة بحق مواطن...ين عزّل، تم تكبيلهم، ورميهم، ثم داس عليهم مسلحون أفذاذ. شيء مقرف تماما.
القصة أن «الاخبارية» تندد بما سمته «تزويرا». أغضبها أن القنوات الأخرى قامت بنسب الحادثة إلى قوات أمن سورية. تبنّت رواية أن الحادثة تجري في دولة أخرى، وتحدثت عن شهود عراقيين قالوا إن المسلحين من قوات «البشمركة»."
وأضاف وسيم "الافتراض أن فيديو «المذلّة» صحيح، يجعلنا نتساءل عن المخارج التي يمكن لشاشات سورية أن تسلكها. لقد فظّعت في وصف بشاعة المشهد المصوّر، وهذا مستحقّ، ولكن على أساس أنه ليس في بلدنا. لو ثبتت صحّة الفيديو، هل سنرى مذيعة الاخبارية تعتذر، وتستضيف ضابطا كبيرا في الشرطة، كي لا نقول الأمن، ليشرح للناس، وليعد بمعاقبة المسؤولين؟"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية