أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الفضائيات تستخفّ بالشريط السوري ؟

بغضّ النظر عن الوقع السياسي للشريط الذي عرضه التلفزيون السوري أمس وتداعياته، فإن الإعلام المرئي العربي والغربي قلّل من أهميته ونفّس حجم الصخب الذي كانت تتوقع إحداثه السلطات السورية بعد عرضه.

 فعدا التلفزيون السوري، لم يتصدّر خبر الشريط الذي يتضمّن «اعترافات خليّة إرهابية بتلقّي الدعم الخارجي للمساس بالأمن السوري» أغلب نشرات الفضائيات العربية: أحداث لقاء مجموعة الاتصال حول ليبيا، وخبر توقيف الرئيس المصري ونجليه على ذمّة التحقيق، ومتابعة الأوضاع في اليمن، تقدّمت على الخبر السوري في النشرات الإخبارية في قناتي «الجزيرة» و«العربية» مثلاً. وقد اختلفت القناتان في معالجة الخبر السوري نفسه. ففيما ركّزت «الجزيرة» على اتهام سوريا جماعة الإخوان المسلمين بالمشاركة في المؤامرة التي تحدّث عنها الشريط، بدت «العربية» كالناطق باسم تيار «المستقبل» اللبناني.

ففي إحدى نشراتها الأساسية، استضافت «الجزيرة» ضيفاً من دمشق ـــــ لتقديم وجهة نظر النظام السوري ـــــ وضيفاً آخر من لندن وهو الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين. ومن دون الوقوع في مطبّ تكذيب الشريط مباشرة والتشكيك في مضمونه، أُتقنت الأسئلة الموجهة إلى ضيف استوديو دمشق: «يفترض أن المؤامرة قد انكشفت الآن، إلى أي مدى ستقنع هذه الرواية الرأي العام السوري؟» سأل مقدّم «الجزيرة» ضيفه في دمشق. وللردّ «على الاتهامات السورية» أعطت «الجزيرة» الهواء لكل من ممثّل الإخوان المسلمين وللنائب اللبناني جمال الجرّاح في اتصال هاتفي. ويلاحظ أن القناة القطرية كانت المحطة الوحيدة التي موّهت وجه أنس كنج، إحدى الشخصيات التي تكلمت في الشريط، عند عرض لقطات منه.


«العربية» من جهتها تناولت خبر الشريط السوري من باب عرض نفي الجرّاح، والاتصال به هاتفياً، وتلاوة بيان «المستقبل» فقط، من دون تحليل مضمونه أو نقاش تداعياته.
المفاجأة جاءت من بعض الفضائيات الغربية «المولعة» عادة بأخبار «الخلايا الإرهابية» وأفلام الاعترافات... لكن أمس، في ما خصّ الشريط السوري، كان التجاهل سيّد الموقف. «سي إن إن» الأميركية و«بي بي سي» البريطانية عرضتا من سوريا أخباراً عن تظاهرات طالبية في حلب ودمشق، ونقلتا اعتصام النساء في محيط بانياس، وحمّلتا أفلاماً من «يوتيوب» لمواكب تشييع ضحايا اشتباكات بانياس الأخيرة وبعض التظاهرات على موقعيهما... لكن من دون أي إشارة إلى شريط «الخلية الإرهابية» ولا حتى نقلاً عن وكالات الأنباء (إلى حين كتابة هذه السطور).

وفي خضم متابعة الأحداث في مصر وليبيا واليمن وساحل العاج، غاب الخبر السوري بمجمله عن النشرة المسائية الأساسية على شاشة «بي بي سي»، ليحلّ محلّه تقرير خاص عن ملابس خطيبة الأمير ويليام وأزيائها واستعدادات الزواج الملكي المرتقب بعد أسابيع!

الاخبار
(104)    هل أعجبتك المقالة (119)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي