اقتربوا
واحداً فواحداً
أو اقتربوا دفعة واحدة ، فلن يكون هناك فرق ...
هناك فائض كبير من اللعنات سيكفينا جميعا ..
قفوا هنا بكل ما أوتيتم من فوضى
بكل اما اوتيتم من أحلام تافهة
من مشاريع صغيرة
من تعصب اعمى
من صمت مربك
من قلب اصم
فالأمر جدّي لا يحتمل مزيداً من النظام ...
وأي نظام ..
اصبحت هذه الكلمة تحمل تأويلات كثيرة .. انا اليوم ولغاية في نفسي لا احب الحديث عنها
.
.
.
.
ثم ماذا بعد ..وإلى أين يمكن أن نصل ؟ هل وقفت مرة شاردا تفكر بهذه الجملة
" إلى أين يمكن أن نصل "
حاول يا أنت أن تفكر فيها جيدا ... تناسى لوهلة انك كائن حي ... إلى أين يمكن ان تصل
لن أخبرك ... تابع كلماتي اليوم ربما لن تصل إلى طريق مسدود
يا أنت ..
نعم أنت الواقف هناك تتأمل المساء ..
تتدثر في حزن مغشوش ..
وتتصنع البكاء ..
منذ دهر وأنت تبكي بعينين مستعارتين ..
ودموع بلا ملح ..
.
.
.
وأنت هناك ..
نعم أنت الواقف بغباء فطري ..
مالذي أتى بك ؟ هل سلكت نفس الطريق ؟
هذا طريق لا يعرفه الساسة ، ولا الحكام ولا الأصدقاء ولا حتى الأعداء ..
هذا طريق لا يعرفه أحد ..!!
ولا يعرف أحد ..
بمعنى اصح ... طريق عذراء ... كمن انجبت عيسى المسيح .
طريق لم تعرفه أقدام المارّة
ولم تدنّسه من قبل عجلات سيارة فاخرة
تملاء خزان وقودها من عرقي ، وعرق الأغبياء
أقول أغبياء ... نعم . ألا تعرف لماذا ... حاول ان تركب افكاري المعلنة ذات مرة .
حاول ان تغمض عينيك و تعرف . هل هذا مستحيل ؟!
لا ... لا أظن ذلك ... لأنك حين تنام تغمض عينيك ... هل تعلم ايضا لماذا ؟
تخلص من افكارك و انزع رداء خوفك من مجهول محتم ... فأنت مازلت تنتمي لجماعة الثديات .
الأغبياء الذين يقفون في طابور طويل ..
يريدون خبزاً قبل أن ترتفع أسعار الشعير ..!
.
.
.
وأنت أيضا ..
لماذا أنت مرتبك ؟!
نعم أعنيك أنت .. تشرب الشاي على طرف القهوة وتمتص شيشتك و تنفث دخانها الذي يشبه حياتك في الهواء .
أيها الخائف من لاشيء .. صدقني لن تعش عمرك إلا مرة واحدة .
أخرج بأفكارك ... قناعاتك ... ما تظنه ... ما تعتقد ... أو ما تؤمن به .
وحين تؤمن ارجوك لا تدخلني في متاهات الرسل و الأنبياء .
دعنا صديقي أو عدوي او اي شيء ... نؤمن بأشياء أصغر قيمة او اشيء يمكن ان ندركها بعقلنا البسيط
فلنؤمن مثلا بمبدئ معين .
الحياة اصدقائي قد تستحق وجودنا .. رغم غباء بعضنا .
هل تقلقك أسعار النفط ..؟!
هل تخاف أن يصبح البرميل أرخص منك ؟!
لا تخف .. ثق أنهم لن يفعلوا !
النفط صنيعة البكتيريا في عظام الأجداد ، يلهو بها حفنة من الأحفاد ..و أي حفنة !؟
أحدههم تحللت جثته قبل آلاف السنين .. وتحولت نفطاً تكفي قيمته لشراء زجاجتي ويسكي ... !
وحين نشرب الوسكيييييي نقول اننا نتوسك او نستوسك ... حمدا لـــ الله اننا لا نشرب الكونياك .
إن كنت ولابد خائف ..وأظنك كذلك .
فيجب أن تموت رعباً من أنك حين تتحول إلى نفط .. ستكون أجرة عاهرة تلهو في قصر أحد انصاف الرجال من حكامنا الاشاوس!
.
.
.
.
وأنت
نعم أنت ، أعنيك يا صديقي ..
الشارد تفكر في من سيأتي ..
لأحدثك عن المستقبل ..
سينضب النفط ..
لأنه لن يموت أحد ..
ولأن البكتريا ستصبح أكثر عفة .. من عهر حياتنا و أحلامنا و أهدافنا
ستترفع عن تحليل جثث أولئك الذين "" يجرؤون "" على الموت دون إذن حكومي !
فهل تجرؤ انت ...
لكنهم " هم " سيبقون هم ..
ستتغير وجوههم ، لكنهم سيأتون من جديد ..
ويصّدرون عرقاً ودموعاً ..
سيصبح للدموع بورصة ..
ولعرق الكادحين السّذج سوق ..
وسيقفون على بحيرة هائلة من الدموع وعرق الأغبياء ..
تماما كما يفعلون الآن .. وهم يسبحون فوق بحيرة من جثث الحمقى الذين أصبحوا نفطاً !
وسيرتفع سعر الدموع ويهبط ..
سيصبح للدموع معنى وهي تباع بالدولار ..
لكنك ستبقى أنت
كما أنت ..
أرخص من أي برميل .. !
.
.
وأنت هناك ..
تمارس الحلم علانية ..
ستستيقظ يوماً مذعورا ..
وتهزأ بك الشياطين !
وسيأتي أحدهم ، ويهدىء من روعك ويسألك مالذي أفزعك ؟!
وستجيبه وأنت ترتجف ..
وشفتاك يابستان ..
ستلتفت يميناً ويساراً وأنت تجيب بصوت خافت خائف : حلمت أنني .. إنسان !
.
.
وأنت يا أنت
يا سارق ياء النداء من حروفي ..
أنت وحدك ..
ذلك الذي لم يأت ..
" لا توقظني .. دعني أحلم فهو طريقي في الوصول إليك "
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية