أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نفوق الحيتان والدلافين ظاهرة مقلقة على الشواطئ السورية

يثير تعدد حالات جنوح الحيتان والدلافين ونفوقها على الشواطئ السورية قلقا لدى السلطات المحلية في بلد عضو بالاتفاقية الدولية لحماية الحوتيات في البحر المتوسط والبحر الأسود والمناطق المتاخمة من المحيط الأطلسي.

ويشير البعض إلى ضرورة وجود فرق مراقبة ودراسة في سياق مشاريع عمل ميدانية لحمايتها للمحافظة على دورها الهام التي تؤديه في توازن النظم البيئية البحرية.

وكشفت سلطات الموانئ وخفر السواحل في مدينة اللاذقية السورية مؤخرا عن جنوح دلفين ضخم على شاطئ "مسبح الشعب" جنوب المدينة وهو في مراحل حياته الأخيرة.

وقال المهندس محمد الجوني (باحث في التنوع البيولوجي والأنواع المهددة) "تم إبلاغ الهيئة العامة للثروة السمكية بالإضافة للمعهد العالي للبحوث البحرية عن وجود دلفين جانح على خط الأمواج في منطقة مسبح الشعب جنوب مدينة اللاذقية، وعلى الفور توجه الى الموقع المهندس محمد زين الدين المدير العام للهيئة العامة للثروة السمكية في اللاذقية مع فريق من الفنيين، إضافة لفريق من فنيي المعهد العالي للبحوث البحرية يرأسه الدكتور أمير ابراهيم عضو اللجنة العلمية الدولية المنبثقة عن اتفاقية الآكوبامس لحماية الحوتيات في البحر المتوسط".

وأضاف الجوني في تقرير أعده عن الحادث "بعد فحص ومعاينة الدلفين الجانح وإعداد تقرير المشاهدات وكافة القياسات والوقائع التي بينت أن جنس الدلفين أنثى من نوع الدلفين الكبير أو 'دلفين انف الزجاجة' (لتشابه مقدمة فكيه مع عنق الزجاجة) ويبلغ طوله 425 سم ووزنه أكثر من 1200 كلغ".

وعند فحصه الخارجي لتحديد سبب الجنوح والنفوق لم تتم ملاحظة أية كدمات أو جروح "تنجم عادة عن الاصطدام بالمراكب والسفن أو الاصطدام بالشواطئ، ولكن يبدو أنه كان في مرحلة إصابة متقدمة بالديدان والطفيليات الخارجية مما أفقده قدرته على مصارعة التيارات والأمواج التي قذفت به الى الشاطئ".

وبعد معاينة الدلفين تم الاتفاق على ترحيله الى كلية الطب البيطري بمدينة حماه لتشريحه ومعرفة الأسباب الدقيقة للنفوق "إضافة لإمكانية الاستفادة منه في اطلاع طلاب الكلية على نموذج حقيقي للدلافين وتدريبهم على تشريحه وعلى اسس التعامل مع مثل هذه الكائنات الضخمة والإفادة من ذلك في المستقبل".

وأفاد الدكتور امير ابراهيم أنه يوجد نموذج كامل من هذا النوع من الدلافين محفوظ في المعهد العالي للبحوث البحرية في سوريا، وأوضح أن المعلومات حول نمط توزع وانتشار أنواع الحوتيات في سوريا تقتصر على تقارير المشاهدة فقط بالرغم من أن هناك مناطق عديدة في الساحل السوري عرفت باحتوائها على الدلافين.

وأشار إلى أن المقابلات مع الصيادين المحليين من مناطق مختلفة في الساحل السوري أظهرت أن رؤية الدلافين تعتبر حالة مألوفة لهم.

يشار الى ان الدلفين الكبير يعتبر من أشهر أنواع الدلافين المعروفة في العالم كما يعرف عنه محبته للعيش بالقرب من الشواطئ وللبشر علاقة قوية بهذه المخلوقات الجميلة التي تظهر هي الأخرى إعجاباً واضحاً بالإنسان حيث يرافق هذا النوع من الدلافين السفن ومراكب الصيد على شكل مجموعات وتسبح بمحاذاتها وقد ترافقها لعدة أيام أحياناً كما تعد من أشهر نجوم الألعاب البهلوانية في حدائق الحيوان في العالم.

(123)    هل أعجبتك المقالة (117)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي