اصدرت محكمة امن الدولة العليا بدمشق الاثنين حكما بالسجن لمدة خمس سنوات بحق الناشطة السورية طل الملوحي بتهمة افشاء معلومات لدولة اجنبية، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
واعلن المرصد في بيان وصل لكل وسائل الاعلام السورية ان "محكمة امن الدولة العليا بدمشق اصدرت الاثنين حكما بالسجن لمدة خمس سنوات بحق الناشطة السورية طل الملوحي بتهمة افشاء معلومات لدولة اجنبية (الولايات المتحدة) يجب ان تبقى مكتومة".
واشار البيان الى ان الملوحي "من مواليد الرابع من تشرين الثاني 1991 وهي حفيدة محمد ضيا الملوحي الذي شغل منصب وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد اعتقلت في 27 كانون الاول 2009".
الغريب ان المواقع السورية خرجت عن صمتها " بتأكيد الخبر " - بعد ان اعلنته وكالات الانباء - المواقع السورية الشبه حكومية.
لا تتطرق المواقع السورية في العادة لأي من هذه الأخبار أو المواضيع لا بالتلميح ولا بالتفصيل وخرجت هذه المواقع البارح كما اليوم عن الصمت على غير العادة، فبعد سنة تقريباً من اعتقال طل (كانون الأول 2009) يقوم موقع "دي برس" و "سيريانيوز" بذكر تفاصيل القصة بالكامل " بحسب الرواية الرسمية " ، كيف تم تجنيد طل وكيف أدت معلوماتها الحساسة إلى الاعتداء على ضابط سوري ، بل وذكرت المواقع تفاصيل سجنها وحسن معاملتها بحسب ما صرحت به كالعادة مصادر مطلعة لا تحب كشف اسمها ،وذلك بغض النظر عن نفي الأشخاص أصحاب العلاقة أو عدم تعليقهم (أمريكا - مصر).
جرت العادة أن يتم الحصول عن المعلومات حول أي متهم من جهة الدفاع ولكن في هذه القضية لا نعرف من هو الدفاع ، فالشابة طل يعتبرها البعض متهمة بدون دفاع ، وحتى لو وجد دفاع حقوقي فالتهمة تم تثبيتها إعلاميا بغياب أي تعاطف أو دفاع إعلامي محلي، وحتى لو تداركت المواقع الشبه حكومية عن المصادر المطلعة المجهولة ذلك وذكرت اسم الدفاع وتعاطفت ، فهل نستطيع أن نستأنف في القضية ؟ أو حتى يوكل لها محامي خاص ؟
حتى والد طل الذي التقته سيريانيوز صرح بعد ما يقرب من سنة أن كل الأمور بخير وأنه سيوكل محامي للدفاع وأن ابنته اعترفت بجرائمها " قبل توكيل المحامي وقبل صدور الحكم " !
وبعيدا عن ما يقال عن سوء معاملتها وعدم عدالة محاكمتها وهي أمور يعرفها أي مواطن سوري ولن يوجد من ينكر ذلك وقد تجد من يدافع عنه بحكم المكان والزمان وأنه ليس بالإمكان أبدع مما كان ، لكن يعكر ادعاءات سوء المعاملة وانعدام العدالة أن الجهات التي تستغل القضية قد تتمادى وبعضها يخطئ حتى في صورة الشابة طل ليضع صورة مدونة شابة أخرى مجهولة المصير ،بشكل عام معظم الجهات التي تكلمت عن القضية (أمريكا – ما يسمى بالمعارضة السورية في الخارج) لا يحق لها الكلام لأن هناك تضارب في المصالح بين إطلاق سراحها لمجرد أنها طفلة وبين مآرب سياسية أخرى ،وهذه الجهات لا تتورع في استخدام أي قضية لا لذات القضية بل للمساومة عليها سياسياً.
من المفارقات المضحكة المبكية أن المدونات ومنها مدونة طل كانت محجوبة في سوريا قبل الحكم على طل واليوم بعد أن تم رفع الحجب بأقل من أسبوع حُكمت طل لـ 5 سنوات، في غياب لأي تعاطف إعلامي محلي لشابة بعمر 19 سنة وتجاهل للنفي الأمريكي الرسمي للرواية الشبه رسمية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية