أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ونسأل السيدين مسعود البرازاني وجلال الطالباني .. العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

وعلى ما يبدوا للعيان, فالقيادة التركية حزمت أمرها على حسم الموضوع مع السادة مسعود وجلال.
وقررت انتهاج الخيار العسكري رغم الأجواء المكفهرة , لمعالجة الموضوع بالكي, باعتباره آخر الدواء.
وكأني بها تصرخ: طاب الموت أيها الأتراك, لتبقى تركيا طليقة اليد في كل ما يضمن لها الأمن والاستقرار. فلو تركنا هؤلاء يعبثون بالقضايا المصيرية فسيصيب تركيا والشعب التركي ما أصاب العراق وشعب العراق.
والحقيقة أن القيادة التركية استخدمت ما بحوزتها من أوراق بكل ذكاء, مستغلة أخطاء و تجاوزات خصومها, وسخرتهم بمنتهى الحكمة مع عنجهية مسعود وجلال, لطي ما طال أمده من أحزان لهذا الصراع والسجال.
وحزب العمال الكردستاني ذو الـ3 ربيعا,وكأنه يريد هو الآخر أن تسقط الأقفال التي تحجب الكثير من الأسرار.
والسيد مسعود البرازني الذي يريد من أن يحقق وينجز حلمه ومبتغاه. لم يفطن بعد أن أوراق تركيا رابحة, وأوراقه, وأوراق الرئيس جلال والحكومة العراقية, ودول التحالف المحتلة للعراق محروقة أو ممزقة وبالية.
ولكي لا يكون هذا الكلام مجرد أحاجي والغاز.علينا التذكر أن كثير من الرؤساء الأمريكيين تصرفوا بشكل منفرد,وخارج إطار الأمم المتحدة,وبشكل مناقض ومخالف للقانون الدولي والشرعية الدولية. وكثيرا ما أغتصبوا مهام مجلس الأمن الدولي. من خلال إنزال فاشل في صحراء لوط من قبل كارتر,وقصف للجبل والبقاع في لبنان بالطائرات والمدمرة نيوجرسي بأوامر من ريغان, وقصف جوي لمعاقل القاعدة في أفغانستان, ومعمل دواء في السودان بأوامر من كلينتون, واحتلال أفغانستان والعراق بأوامر الرئيس جورج بوش. بذرائع متعددة, كمحاربة الإرهاب, وتخليص الرهائن, والانتقام لضحايا تفجير السفارة الأمريكية في بيروت, وتفجير المدمرة كول في ميناء عدن,وضمان الأمن الأمريكي, ومحاربة الإرهاب وكسب ود خليلتهم الستينية إسرائيل.
وهذه التصرفات مع تحالف مسعود وجلال مع الإدارة الأمريكية في حربها على الإرهاب يسقط مشروعية حزب العمال الكردستاني,ويحرمه من أي غطاء.ويعطي كامل الحق لتركيا أن تفعل مع حزب العمال الكردستاني الموصف من أمريكا ودول الغرب ومجلس الأمن على انه منظمة إرهابية والمؤيد لهم في هذا الموقف جلال ومسعود. وهي بذلك لا تفعل سوى جزء زهيد مما فعلوه ويفعلونه.ويعطيها الحق بغزو واجتياح إقليم كردستان وإسقاط نظامه, وحتى محاكمتهم مع الحكام الحاليين للعراق. وهي بذلك لم تكن تفعل سوى بعض مما فعلته إدارة الرئيس جورج بوش ومسعود وجلال وحلفائها في العراق وأفغانستان.والذي شرعه وأقره مسعود وغيره أثناء مؤتمرهم في أربيل برعاية أمريكية من سفيرها زلماي خليل زاد. واعتبروه قانون ملزم ليجيزوا لأنفسهم التحالف الكامل مع الإدارة الأمريكية وإسرائيل, ومشاركتهم التامة من خلال وضع أنفسهم وميلشياتهم بإمرة القوات الأمريكية في محاربة الإرهاب والمنظمات الإرهابية واحتلال العراق وإسقاط النظام بذرائع كاذبة ومفبركة عديدة. منها صلاته بالإرهاب, وتوفيره الحماية لهم,وتهديد أمن دول الجوار, وتركيا من دول الجوار.وتركيا بإعلانها الحرب على منظمة أقر جميع هؤلاء على أنها إرهابية, وقواعدها موجودة في إقليم كردستان.تتطابق بموقفها مع مواقفهم. وهذا يفرض على مسعود وجلال وعملاء العراق وحكومة نوري المالكي وجورج بوش والدول الأوروبية المتحالفة مع بوش الانضواء بإمرة القيادة التركية وبجهودها في هذا المجال, ومساعدتها في الاجتياح.وخاصة أنهم من أقروا هذا الأسلوب, وتعاونوا لانجازه لأبعد الحدود بكل مجال. كما يتحالفون حاليا مع الإدارة الأميركية في احتلالها للعراق وأفغانستان. والحكومة التركية تكون قد حصرتهم في الزاوية عراة حفاة لا قدرة لهم على الحركة, ولا حول لهم ولا قوة. مما منحها حرية الحركة والقرار, والمناورة لأبعد الحدود في كل الاتجاهات. للدفاع عن أمنها ووحدة ترابها. وحتى محاسبة الآخرين على فعل اقترفوه وحاسبوا غيرهم عليه, رغم أنه لم يقترفوه, أو ثبتت مسئوليتهم عنه. ومصيبة هؤلاء أنهم خائفين ومرعوبين لأن الرئيس صدام حسين ومعاونيه حظوا باحترام الجميع حين راحوا يحاكمونهم, وينفذون فيهم حكم الإعدام. في حين لو حاكمتهم تركيا فستعتبرهم الشعوب أنهم تصرفوا كإرهابيين,وأساءا للأكراد وباقي الطوائف ووطنهم العراق وشعوب العالم ودول الجوار, فاستحقوا العقاب ونالوا جزائهم العادل على ما اقترفوه. وهذا ما أعطى الحكومة التركية لوحدها فقط حق ركلات ترجيحية لانهائية في مباراة انتهى وقتها بالتعادل السلبي, والمشاهدون مصرون على حسمها وتحديد الفائز,والتلذذ بخصم مشاغب ليس له الحق بمثل هذه الركلات, وأختصر بحارس مرمى عليه أن يتصدى بيديه لكل الركلات. وحزب العمال الكردستاني يبدو هو الآخر بأنه يشكك بموقف وسلوك كل من مسعود وجلال منه, وغير مطمئن لسلوكهم ومواقفهم ,وقرر وضعهم على المحك, ودفعهم بعنف إلى حرف الهاوية ليتحرر من ضغوطهم , ويختبر صدق ظنونه وشكوكه. ويتأكد مما يبيت من نوايا تجاهه. ليهتدي الحزب للحقيقة كي لا يخدع ويضل. ومنها على سبيل المثال:
1. هل يوظف مسعود وجلال الأكراد في تركيا وكل مكان ليكونوا بمثابة عمق الاستراتيجي وقوى إسناد ودعم وتأييد وصوت إعلامي لمساعيه في إحكام قبضته على إقليم كردستان لا أقل ولا أكثر؟
2. وهل كل ما يريده مسعود فقط, هو إنهاك تركيا بعمليات حزب العمال الكردستاني كي لا تعيق مشروعه الانفصالي في العراق أولا,وتجبرها على الرضوخ لمطالبه فيما يختص بكركوك والتركمان؟
3. وهل ما يسعى إليه كل من مسعود وجلال إنما يتلخص بإلهاء وإنهاك حزب العمال الكردستاني في عملياته ضد تركيا.بحيث يخطفون النصر ويسجلونه في صحائفهم لفرض مسعود البرازني زعيما عليهم أيضا بذريعة ما قدمه من دعم للحزب. و يجيرون الهزيمة ويسجلونها في صحيفة حزب العمال وأكراد تركيا فقط. بحيث يخرج مسعود وجلال بريئين من دم الأكراد, ويحملون الحزب والأكراد في تركيا مسئولية الفشل, والتقاعس في ثورتهم,برفضهم التعاون مع إسرائيل وأعداء العروبة والإسلام ضد وطنهم التركي.ويجبرونهم إلى اللجؤ لمسعود وجلال للتفاوض نيابة عنهم مع الأتراك؟
4. وهل مسعود البرزاني على نفس خطى أجداده حين فاوضوا الدولة العثمانية, وحصلوا منها على كثير من الامتيازات والأعطيات. وراحوا يبدلوا ولائهم من تركيا إلى إيران وبالعكس. ويوظفوا علاقاتهم مع طرف ضد طرف وحتى مع الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل.متاجرين بالقضية الكردية لتحقيق مكاسبهم الذاتية,وضمان ديمومة حكمهم لإقليم كردستان؟
5. وهل أن مسعود وجلال مستعدان أن يسلما زعماء الحزب لتركيا لو فاوضتهم تركيا سرا, ليرتاحوا منهم. ويبرروا فعلتهم على أن تركيا هي من خطفتهم ليسيئوا للإسلام والعرب والأتراك. ولكن تركيا حرمتهم هذا الهدف والغطاء, وقررت أن تنزع القناع عن وجوههم وتفضحهم على أعين الملأ؟
6. وهل حقق تحالف جلال ومسعود مع الإدارة الأمريكية وإسرائيل والعملاء, وتوطيد صداقتهم, معهم سوى الإساءة للأكراد,وبث بذور الشقاق والشكوك فيما بينهم وبين محيطهم من الدول؟
7. وكيف تتطابق دعوات كل من مسعود وجلال في إقامة دولة كردية وتحالفهم مع الإدارة الأمريكية, التي تسعى لنشر الفوضى الخلاقة. بحيث تتقزم وتتشرذم وتقسم وتشتت الدول والقوميات والمجتمعات, بحيث يصبح لكل قومية ودين وطائفة عدة دول تتنازع وتتقاتل فيما بينها ومع محيطها إلى الأبد؟
8. وهل كل من مسعود وجلال متواطئين بالتآمر على الأكراد, كما تآمرا على العراق والإسلام والعرب, وما سر صراعهم الدموي وتحالفاتهم المريبة, ومواقفهم الحمراء والسوداء والرمادية؟
9. وهل من سبب لتهرب مسعود البرازاني من طلب الغالبية لترشيحه لرئاسة العراق, والتنازل عن هذا الترشيح لجلال ,سوى تشويه سمعة جلال بمجرى محاكمة وإعدام الرئيس صدام حسين. بحيث يخلصه من الرئيس صدام الذي قدم له العون في نزاعه الدموي معه,ويتخلص من جلال بتشويه صورته لدى العرب والعراقيين والأكراد والأمريكيين والأوروبيين.وبذلك يكون تخلص من الاثنين؟
10. وهل من هدف لمسعود وجلال من خلال إصرارهم على بقاء قوات الاحتلال في العراق, وتشجيع كل من الإدارة الأمريكية وإسرائيل على بناء قواعد عسكرية في إقليم كردستان سوى جعل الإقليم على شكل إمارة محمية من هؤلاء, يسترق ويستعبد فيها الأكراد ويستزلمون لصالح كل من مسعود أو جلال. وقاعدة متقدمة تهدد روسيا والهند وتركيا وإيران والعرب والصين ودول الجوار, وتتيح للثنائي التفرد بسرقة نفط العراق مع عائداته, وتوزيعها على أسرهم ومحاسيبهم وأزلامهم فقط وبمزاجية؟
11. ثم لمصلحة من يشارك كل من مسعود وجلال في إذكاء نار الفتنة بين العراقيين وحمام الدم العراقي؟
12. وهل من سبب لتحالف مسعود وجلال مع إسرائيل,وكل من يحارب العرب والمسلمين ,سوى فك لعرى تحالف وثيق وقديم,والإساءة لتاريخ الأكراد الذين تصدوا لدحر الغزاة والصليبيين والمعتدين؟
حتى الآن مازال يتهرب كل من مسعود وجلال من تبديد هذه الظنون والشكوك. فمسعود البرازاني يأسف لتأييد الرئيس بشار الأسد تركيا في موقفها ورغم نفي وزير الإعلام السوري, ورغم اعتراف المترجم بأنه اخطأ الترجمة. معتبرا أن الرئيس بشار يقف مع أجنبي ضد قطر عربي.وينسى انه وقف ضد وطنه وضد من حماه من أنياب ومخالب خصمه سابقا وحليفيه حاليا جلال, ومع كل مغتصب لأرض العرب وعدو للعروبة والإسلام. ويتهم سوريا بأنها هي من أوت عبد الله أوجلان, ويتجاهل أن حليفه جلال وحتى المقربين منه, ومن يتعاون معهم في حكم العراق هربوا إلى سوريا ليظفروا بالأمان,وكما هو حاصل الآن. نتيجة إجرام قوات الاحتلال والمليشيات وفساد الحاكمين في العراق والأقاليم العراقية. وكأن مسعود كان يتمنى لو سلمتهم سوريا للعراق ليقتلوا, وكأنه يعشق السباحة في بحار وأنهار الدم كما يفهم من كلامه. ومتى يتعلم مسعود أن سوريا دائما أبوابها مفتوحة لكل عربي مهدد في وطنه,أو فارا من جحيم لا يطاق؟ ونذكر مسعود بأن الأتراك حين أحبطت ثورتهم في العشرينيات من القرن الماضي بزعامة الشيخ سعيد في تركيا فروا إلى سوريا ولم يجرؤ جده ووالده حتى على تقديم المعونات الغذائية الملحة لهم وهم في طريق هروبهم إلى سوريا وإيران والعراق. وأنهم عاشوا معززين مكرمين في هذه الدول, حتى صدر العفو العام في نهاية الستينيات من القرن الماضي, وعاد كثير منهم إلى موطنهم تركيا. وهو يعرف تمام المعرفة أن من حصل على الجنسية السورية أو العراقية أو الإيرانية وآثر البقاء, يعاملون بكل محبة وتقدير واحترام في هذه الدول. وهذه لم ولن يفقه كنها مسعود,لأنه يحصر تعامله بقوى الاستعمار والهيمنة.وليدقق هذا الكلام بسؤال أبناء وأحفاد هؤلاء الكرام البررة, ومنهم كثير من العلماء.
ويتفاخر مسعود بأنه مسلم.ويتناسى أنه لا الإسلام ولا المسيحية ولا حتى أي شرع ودين يقر أو يرضى بما تقوم به المليشيات وقوات الاحتلال وأجهزة الأمن في العراق. من قتل وإرهاب وخطف وتعذيب. وهو يعرف أن الأديان جميعها تحرم ما تعانيه المرأة العراقية,التي تفتقد الزوج أو الأهل أو الأبناء أو الوطن. بسبب هذه الأعمال الإجرامية والإرهابية,أو نتيجة الهرب طلبا للنجاة. وكيف يسكت مسعود على هذا الإذلال والمهانة والاستغلال الذي تعانيه المرأة العراقية.وهو يعتبر نفسه أحد أعمدة الحرية والديمقراطية في العراق وإقليم كردستان.والذي يفاخر ببناه الديمقراطية.والتي بظنه يجب أن يقتدي بها البقية من دول العرب والجوار, ويتناسى أن مليون عراقي قتلوا بوحشية.وستة ملايين عراقي فروا خارج العراق,ومئات الألوف من المعتقلين والمخطوفين في أمكنة مجهولة,وربما يعرفها مسعود.وما من أحد إلا والقناعة لديه أن مسعود يحكم إقليم كردستان مع أبنائه وعمومه وأخواله, وباقي أسرته.وهم الحكام والوزراء والنواب والمتنفذين ,وطواقم كاملة لبعض السفارات العراقية, والقنصليات والدوائر المحلية والمركزية وقيادات قوى الأمن والجيش. ويؤكد لنا أنه يحترم القضاء ويحترم أحكامه ولا يتدخل بشؤونه, وهو من يصمت على الضغوط التي تمارس على القضاة, وعلى عملية إبدال قاض شريف من إقليمه بقاض من أزلامه فاسد كرءوف رشيد. ولم يحرك ساكنا وكثير منهم يفر خارج العراق وإقليم كردستان. وفرار الراضي ليس ببعيد. وهذا الاحترام الذي يظهره للسلطة القضائية لا يشمل به السلطتين التشريعية والتنفيذية. فهو من ينتقد موقف رئيسي الجمهورية والوزراء وحتى النواب والضباط والوزراء. وينتقد إيران وكان الحليف الوثيق للشاه. ويعلن أنه لن يسلم كردي لأي دولة ونظام وجيش. مبررا سلوكه ورفضه على أن فعل التسليم . فعل لا يليق بأخلاق وطباع وعادات الأكراد. ويتجاهل أنه من سلم طه ياسين رمضان للأمريكيين. وينفي أي إعمال تعذيب في إقليم كردستان. ووجه وجسد كل من ألقت عليه القبض ميلشياته وسلموه للأمريكان محفورة وبادية عليه آثار التعذيب الوحشية وكل صفحات الإهانة والإذلال. وينفي مسعود علاقاته بإسرائيل وإسرائيل تنفي نفيه وتؤكد على علاقاته الوطيدة معه ومع أبيه.والشكوك تلاحق الثنائي مسعود وجلال في زرع الفتنة, وتأجيج الأحقاد, ولا من جواب.والفتنة وإثارة الأحقاد سلوك نفس أمارة بالسوء, يأباهم الأكراد والمسيحية والإسلام وباقي الشعوب والأديان على السواء.
ورغم أن كل من مسعود وجلال يرون بأم أعينهم تراجع كثير من حلفائهم عن خطأهم, وندمهم على تعاونهم مع أعداء وطنهم , أو وقوفهم لفترة في صف العملاء, إلا أن مسعود وجلال مصرين على هذا العمل وهذا الخطأ, واقتراف الخطأ رغم خسارتهم لمحبة وتعاطف واحترام وتقدير ودعم الكثير من الشعوب والعرب والأكراد.
وينهمك مسعود بتسجيل مواقف و نقاط وأهداف على جلال طالباني, برفض ونقض ما يطرحه جلال. وينسى انه بتصريحاته وتصرفاته أنما يتمرد على الحكومة العراقية.التي من المفروض أن يكون لها تبعا. وربما ينسى انه بذلك يقطع كثير من الخيوط التي تربطه بإدارة الرئيس جورج بوش, لأنه يعرض الكثير من تحالفات الإدارات الأمريكية,ومعها القوات الأمريكية لكثير من الأخطار التي لا طاقة للرئيس بوش وإدارته عليها.كما أن تصريحاته وتصرفاته ترى فيها الكثير من دول الجوار وباقي الدول الكبرى تصرفات تمس بمصالحها وأمنها. وينسى مسعود وجلال أن عبد الله أوجلان مازال حيا في سجنه, وأن تركيا لو سمحت له بكشف بعض المستور لربما زلزل الأرض من تحت أقدامهما,حين ينطق بما لا يسرهم, وعندها لا حل إلا بالهرب طلبا للنجاة.
وللسيدين الرئيسين مسعود البرازاني وجلال الطالباني نقول , ونلفت انتباههم لبعض الأمور:
• فأنا ممن أحب ويحب كثيرا وحتى زائدا عن الحد الأخوة الأكراد.وحبي لهم كحبي لآبائي وأخوتي. لأنني ترعرعت فيما بينهم ,وتربطني بالبعض الأخوة بالرضاعة,وبالبعض الآخر أواصر الصداقة. وحبي لهم يتفوق على حبهم لهم بعشرات المرات, وحب غيري يتفوق على حبي لهم بمئات المرات.
• وانتقاد الرئيس بشار حافظ الأسد أو سوريا شعبا أو قيادة,أو بعض القلة من القادة والزعماء, سيرد عليه ردا قاسيا ومؤلما.لأنه مجرد انتقادهم يجرح شعور من يحبونهم. ومن يحبونهم مؤمنين وشرفاء ووطنيين ونظيفي الكف واللسان.وهؤلاء أحرار بحبهم للرئيس بشار وسوريا وغيرهم, لأن هؤلاء يستحقون الحب والمحبة لإخلاصهم ووطنيتهم وإيمانهم بالله ودفاعهم عن قضايا الإنسانية وحقوق الشعوب . كما هو حر بحبه وهيامه بإدارة بوش وصقورها الذين يمارسون الإجرام والإرهاب.
• ونذكر مسعود بان سوريا كانت ومازالت مدرسة الوطنية والوفاء والتعاون والتسامح والإخاء.وجهل المرء بهذه المدرسة يلزمه السكوت, والتعلم قبل أن يترك العنان للسانه ليكون طليقا ويقول ما يشاء.
• ونذكره أيضا أن الأخوة الأكراد في ظل الخلافة الإسلامية والأمويين والعباسيين وغيرهم وحتى أثناء الحكم العثماني, كان منهم أئمة وقادة سياسيين وعسكريين, وحكاما على كثير من الأقطار العربية والأقاليم, وكان العرب في هذه الأقطار يحترمونهم ويجلونهم ويقدرونهم ويحترمونهم , ولم يكن هنالك أية خلافات فيما بينهم.وتمت ومازالت تتم فيما بينهم الكثير من أواصر القربى والنسب والحسب, وأوطد أواصر الأخوة والصداقة والشراكة في الوطن. وأنهم كانوا ممن هزم الصليبيين دفاعا عن العرب والمسلمين. والذي يفعل مسعود وجلال الآن عكس ما فعله القائد البطل صلاح الدين الأيوبي.
• ويتجاهل مسعود أن من مزق الوطن العربي هو الاستعمار الذي يتحالف معه هو وجلال.وان هذا التمزيق للوطن العربي.تم باتفاقية سايكس بيكوا, التي مزقت حتى العشائر والقبائل والقوميات وباقي الأثينيات والطوائف وحتى الأسر , بحيث جعل الجميع مشتتين في أكثر من قطر ودولة. ولو كان صادقا في حبه للأكراد وإقامة دولة لهم لحاسب الجلاد بدل أن يحاسب الضحايا من العرب والأكراد والأتراك.ومع ذلك يقف معهم من جديد لتحقيق مشروعهم الشرق أوسطي الجديد.لتفتيت وتجزئة المجزأ. وهذا دليل على انه لا يريد دولة كردية. وإنما يلهث خلفهم ليتسول أن يعطوه إمارة كردية صغيرة, تختصر بإقليم كردستان فقط, لتكون مزرعة ملكيتها وسلطتها له ولأولاده وأحفاده من بعده.
• وربما يجهل مسعود الكثير عن الأتراك. ولا يعلم أن الدولة العثمانية حين هزمت في الحرب العالمية الأولى وانسحبت إلى حدودها, تابع الفرنسيين والبريطانيين عملياتهم العسكرية بهدف احتلالها. وحاولوا مساومة بعض الضباط بدعمه ليكون حاكما ويرضخ لمطالبهم. ويتخلص من السلطان العثماني بتحميله مسئولية الهزيمة. ولكنهم رفضوا العروض أو العمالة والخيانة لوطنهم , وبايعوا حتى مع السلطان مصطفى كمال للدفاع عن وطنهم. وتصدى مصطفى كمال للمحتلين من قيادته في أنقرة يحترم السلطان المقيم في استانبول, ولا يسمح أن يمس بسوء. وفعلا هزم المحتلين وأجبرهم على الجلاء والفرار, وحتى فرض عليهم الحدود الحالية ومن بعدها ألغى السلطنة. ولذلك سماه الشعب التركي كمال أتاتورك أو أبو الأتراك. ومازال الفرنسيين والأمريكيين والبريطانيين يأخذون ما فعله كمال أتاتورك بعين الاعتبار, ولم يحاولوا تكراره مع تركيا,حتى وإن كان بالضغط أو التهديد.بل سعوا للتعاون معها. وشتان بين ما فعله كمال أتاتورك من مواقف بطولة وإباء, وما فعله ويفعله مسعود وجلال ومحمود عباس وعملاء العراق,بالتآمر على رؤسائهم والمشاركة في قتلهم ,والتذلل للأعداء.
• ونذكره بما كتب برايمر في مذكراته بأن أعضاء مجلس الحكم الذي شكله في العراق والسيد ين مسعود وجلال من أعضائه, لم يطرحوا عليه شيئا مفيدا للعراق وشعب العراق والأقليات.وإنما شغلوه وصدعوا رأسه برواتبهم وامتيازاتهم ومكاسبهم الشخصية. ولم يجرأ احد منهم بالرد على برايمر.
• وأخيرا نسأل مسعود: ما هو سر هذا الهيام والحب الفجائي بينه وبين بعض زعماء الأكثرية في لبنان وأنهم باتوا ضيوفه,وبأنه يمول ويدرب ويسلح بعض مليشيات أحزابهم من جديد؟
ثم إلا متى سيستمر هذا الحال من التلاعب بقضايا العراقيين والأكراد, وهدر الوقت, وهل منه من خلاص؟
وكيف سيتغلبان على الأزمة الحالية وينزعان فتيلها بسلام, ويوفقان بين ما فعلوه ويفعلون ضده ونقيضه الآن؟
الثلاثاء 30 /10/2007م

البريد الإلكتروني: [email protected]
: [email protected]
: [email protected]

(119)    هل أعجبتك المقالة (126)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي