تشهد الشبكات الاجتماعية على الانترنت اقبال كبير من الشباب في العالم العربي، خاصة بعد نجاحها في تغيير المجتمع في كل من تونس ومصر، حيث يسعى الشباب من خلالها إلى التعارف مع أقرانهم من الجنسين وتبادل الافكار لتكوين شبكة كبيرة من الاصدقاء المشتركين في الصفات والاهداف.
ونجحت الشبكات الاجتماعية في تكوين علاقات حميمية بين الشباب العربي من المقيمين في البلدان الأوربية وغيرهم من الشباب في بلدانهم الاصلية بعد تبادل الثقافات والافكار بينهم، والتفافهم حول ضرورة تغيير بلدانهم للأفضل.
وتطورت الدردشة بين الشباب إلى رغبة الكثير منهم في تطوير علاقات الصداقة إلى علاقات زوجية، خاصة وان الكثير من الشباب يعانون من العنوسة وعدم وجود فرصة مناسبة للزواج سواء كانوا من الشباب المقيم في البلدان الأوربية أو في البلدان العربية.
وتكونت مجموعات على الشبكات الاجتماعية، خاصة "الفيس بوك" و"التويتر" متخصصة في التعارف بهدف الزواج لاستثمار التواجد والتفاعل الكبير للشباب العربي، وامكانية التواصل بينهم بشرط الجدية في الزواج.
ووضعت كل مجموعة قوانين خاصة بها لضم شباب جدد من الجنسين معظمهم من الباحثين عن شريكات وشركاء حياة، حيث قالت مجموعة "لانميز الناس بسبب الدين. ستجد ما تبحث عنه بيننا. ندعم الباحثين عن شريك حقيقي للحياة ولا ندعم من يهتمون بالتعارف فقط او التلاعب بمشاعر الآخرين".
وتختلف كل مجموعة في عدد المشتركين فيها، فهناك مجموعة تضم أكثر من 12 الف مشترك من الجنسين معظمهم ملتزمين بمبادىء الدين الإسلامي، ومجموعة أخرى تضم 8 ألاف مشترك معظمهم من الباحثين عن الصفات الانسانية دون الإكتراث بالدين ويعلنون ان الدين لله وانه لن يقف عائقا بين الحب والمشاعر والاختيار الصائب.
وتعلن مجموعة يديرها شباب عرب مقيميين في البلدان الأوروبية ان قانونها هو التعارف بغرض الزواج ولا يسمح باستخدام المجموعة لأي غرض آخر لا يكون هدفه تكوين أسرة، وتضم شباب مسلمين ومسيحين في كل من ألمانيا وهولندا والنمسا وسويسرا، بالإضافة إلى الشباب من بلدان شمال افريقيا والسعودية.
وتطالب مجموعات الزواج الشباب المشتركين بوضع بيانات اساسية عنهم من بينها معلومات حول الدين ومدى الالتزام بالدين وممارسته لتعاليمه كالصلاة والصوم، وطريقة اللبس والطباع الشخصية، لكن الغريب ان بعض المجموعات تطالب بوضع بيانات عن الحالة الصحية لكل مشترك وإن كان يعاني من مرض مزمن، وكذلك حالته الاقتصادية والاجتماعية ودرجته العلمية وبعد وضع كل البيانات يمكن للمشارك ان يضع صورته ويبدأ بالدردشة والتعارف مع الآخر.
وتقول وفاء محمد في البيانات التي وضعتها في متناول المشتركين في احدى المجموعات انها بلغت 35 عاما، وانها حاصلة على شهادة جامعية وتنتمي لاسرة من الطبقة المتوسطة في مصر وانها مسلمة ملتزمة، وترغب في الزواج من مسلم، وان طلبها الوحيد ان يكون شريك الحياة ملتزم بتعاليم الدين الاسلامي دون ان تعطي لحالته الاقتصادية او الدرجة العلمية اهمية في الاختيار.
وتؤكد جانا (33 عاما) انها مولوده في ألمانيا، وانها وحيدة ابويها، وتعمل في شركة قطاع خاص تصدر غالبية منتجاتها إلى الشرق الأوسط وان اتقانها اللغة العربية ساهم بشكل كبير في الحصول على فرصة العمل في الشركة، وانها ترغب في الزواج من مسلم ملتزم بتعاليم الدين الاسلامي.
ويقول سالم انه مهندس ميكانيكي ناجح في السويد وانه جاء من مصر باحثا عن فرصة عمل مناسبة وتحقيق أحلامه وطموحاته إلا انه فوجىء بان العمر يجري ولا يجد شريك للحياة مناسب.
واضاف انه يرفض الزواج بالطريقة التقليدية من خلال الاهل اثناء زياراته السنوية ويبحث عن فتاة تفهمه وتتصف بالذكاء والجمال وان تكون مسلمة ملتزمة بتعاليم الدين الاسلامي.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية