أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دورة حياة المسؤول العربي .... مازن كم الماز

أتيحت لنا فرصة "تاريخية" لنكون شهودا مباشرين على غياب بعض "كبار الشخصيات" التي طالما تصدرت نشرات الأخبار و الصفحات الأولى من الجرائد و بالتالي أن نراقب صعود خلفائهم و نكتشف مباشرة دورة حياة المسؤول العربي دون ضرورة للعودة إلى التاريخ القريب أو القديم , هذا المسؤول حاكما كان أو زعيم طائفة أو زعيما سياسيا "ابنا عن أب عن جد" و ما إلى ذلك من جنس آخر يستوطن هذه الأرض إلى جانبنا نحن البشر العاديين..اكتشفنا ببساطة مثلا أن المسؤول العربي في لحظة ولادته "التاريخية" عبر القفز إلى موقع السلطة أو رياسة الطائفة أو الحزب القائد أو الجماعة يبدأ حياته السياسية في "خدمة" ما ذكرت بمرحلة من التهتهة و التأتأة الكلامية و السياسية و الفكرية يعتمد خلالها بشكل أساسي على مستشاريه لمحاولة إخراج أفضل صورة ممكنة عنه و التي تستفز ردا واحدا من كل من يراه : العبيط أهوه !..في أول الأمر يكون هؤلاء المستشارين هم مستشاري والده الراحل أو رفاق الدرب الطويل إلى كرسي السلطة أو القيادة أو الزعامة قبل أن تبدأ عملية استبدالهم تدريجيا بأولاد العم و الخال و في النهاية بالابن و إذا مد الله بعمر القائد أو المسؤول : الحفيد ! )..ثم ينتقل المسؤول إلى مرحلة يتقن فيها الابتسام أمام الكاميرات و يتغلب على تأتأته فيبدأ بالكلام بطلاقة ممارسا الكذب و الخداع و الشتم و السب ضد من لا يعجبه "بأعذب العبارات" , كان على الكثير منهم أن يتعلموا حتى الكلام أول الأمر و لما فتح الله عليهم و أصبحوا يتكلمون بطلاقة كم تمنينا لو أنهم بقوا كما كانوا..قبل أن يبلغ مسؤولنا العتيد الذروة حينها يصبح فرعونا صغيرا متوجا , و يحيط نفسه بمجموعة من المنافقين الكذابين المنتفعين من "تمسيح الجوخ" لسعادته أو سيادته , و قد ينتقل بعدها ليصبح فرعونا بدرجة قراقوش حسب مؤهلاته , أما إذا كان في موقع يسمح له بتقرير مصائر الناس الذين "يتبعونه" فقد يتحول أخيرا إلى هتلر صغير..هذه المرحلة الأخيرة عادة ما تكون الأبشع بالنسبة للناس الذين يخصون هذا المسؤول قبل غيرهم لأنه عندها يكون أكثر خطورة و استعدادا لارتكاب أي شيء بعدما تجرد نهائيا من أي وازع أخلاقي و من أية مشاعر و تحول نهائيا إلى شخصية سيكوباتية تسيرها لذة الحكم و شهوة السلطة و السيطرة على الناس و الانقضاض على أرزاقهم..مع هذا التحول الذي يعرض للمسؤول يتطور رد فعل الناس "أمثالي" على المسؤولين أمثاله من "العبيط أهوه !" إلى "أعوذ بالله..!"..أما حياتنا ذاتها أو دورة حياتنا إن شئتم فهي مختلفة تماما..إنها حياة من فصلين فقط , يمكن تمثيل فصلها الأول ب"لا حول و لا قوة إلا بالله" قبل أن نصل بسرعة إلى فصلها الأخير الذي قد يطول بالمناسبة أعواما طويلة يمكن التعبير عنها ببساطة ب"إنا لله و إنا إليه راجعون"......

(117)    هل أعجبتك المقالة (128)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي