أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

غياب أبطال «الجزء الأول» دفع إلى الاهتمام بالتفاصيل «المملة» ...

«الإدعشري» ... الدفة «المفقودة» لباب الحارة

لم تتوقف متواليات الأسئلة النقدية لتشريح الظاهرة الرمضانية «باب الحارة»، إذ لم يحصد مسلسل رمضاني شعبية مثل التي حصدها الجزء الثاني من هذا المسلسل.

ولم يتوقف الأمر على المتابعة فقط إذ بات المسلسل، الذي يتحدث عن أحداث حارة دمشقية قديمة، حديث المجالس في مختلف الدول العربية، ليصل تأثيره الاجتماعي إلى حدٍّ دفع إحدى المحطات الفضائية إلى عمل «ريبورتاج» عن المسلسل وشعبيته ركز على أن الشوارع وقت العرض تعيش حالة أشبه بـ «حظر للتجوال».

والغريب أن «باب الحارة» في جزئه الأول، لم يلق القبول العام نفسه، على رغم تأكيدات المتابعين أن جزءه الأول كان أفضل بكثير، إلى درجة أن بعضهم اعتبر الجزء الثاني منه «حكي نسوان»، في حين اتهمه آخرون بأنه حُصر في ساحة منزل بطله «أبو عصام» الذي يقوم بدوره الممثل السوري عباس النوري.

تقديرات غالبية المحللين أكدت أن الجزء الثاني لم يرتقِ إلى مستوى الجزء الأول من ناحية التمثيل و«حبكة» القصة والسيناريو وجودة المشاهد. وتشارك في هذا الرأي كثر من متابعيه، لكن أحداً منهم لم يجد تفسيراً لما يجري، إذ اكتفى معظمهم بترداد أسباب مكرورة كأن يقولوا ان المسلسل لم يستحق أكثر من 40 حلقة، محتجين بوجود مشاهد يومية لا لزوم لها من وجهة نظرهم.

لكن ما لم يخطر على بال الكثر من المحللين والمتابعين أن الجزء الأول كان «جذاباً» وذات نكهة خاصة كونه كان يحمل بطلين رئيسيين واثنين مساعدين. فعند العودة إلى الوراء، والنظر بتركيز إلى حلقات المسلسل القديم، كانت الشخصيتان الأساسيتان (بطلا القصة) هما «الإدعشري» و «أبو عصام». وحازت الشخصيتان معظم مشاهد المسلسل، بترجيح لكفة الشخصية التي أداها الفنان بسام كوسا بإبداع أذهل النقاد والمشاهدين.

وعند تسليط الضوء مجدداً على اللاعبين الرئيسيين في الجزء الأول، يجد المشاهد أنه، إضافة إلى الشخصيتين الرئيستين، ظهرت شخصيتا «الزعيم» و «العقيد» بقوة، جعلت منهما في أحيان كثيرة منافسين للبطلين الرئيسين.

وعند الرجوع إلى الجزء الثاني نجد أن شخصية «الإدعشري» المفقودة أفقدت المسلسل ومشاهده النكهة المميزة التي كان يجلبها الأخير ببراعة، إضافة إلى فقدان «الزعيم» الذي لعب «التخلص منه» دوراً «سلبياً» في المسلسل، مع أن الهدف من ذلك كان رفع جرعة الإثارة في أحداثه، من دون التغاضي عما حصل من تهميش لدور «العقيد» تفادياً لكسر «هيبته»، ما قلل من ظهوره في المشاهد.

أجبرت الأسباب السابقة المخرج السوري بسام الملا على التركيز على المشاكل الثانوية في الحارة، وتحديداً ما يحدث وسط بيت «أبو عصام»، ما وسم المسلسل بنوع من «الملل»، لكن الجميل أن المسلسل بتفاصيله هذه استطاع أن يجعل المشاهدين ينتظرون نهايته حتى اللحظة الأخيرة من دون أن ينال من قدرتهم على الصبر.

غياب «الإدعشري» باعتراف جميع «المتحمسين» للمسلسل كان «نكسة» كبيرة في أحداث القصة، الأمر الذي جعل باب الحارة في رأيهم بـ«دفة» واحدة.

 

حسّان أبو صلاح - الحياة
(1197)    هل أعجبتك المقالة (1405)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي