أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حتى عير الحي مسيس يا فيصل القاسم !! ... عمر عبد اللطيف

قلتها بلسانك يا أستاذ فيصل ، نجحت الدراما في تلميع الصورة، بغض النظر لمن تكون هذه الصورة ، المهم أنها نجحت في التلميع ، والتلميع في بلادنا كما هو معروف كتمسيح الجوخ ، بل هو أشد وبالا.
نعم ، نجحت الدراما السورية في جعل أطفالنا يتقمصون شخصيات مسلسل باب الحارة ، ويتشربون ثقافته إلى درجة أنهم باتوا يحملون السكاكين والخناجر لضرب بعضهم البعض ، على أن كل حارة تشكل عصابة معينة تطلق على نفسها أسماء من قبيل : عصابة حارة الضبع ، وعصابة حارة أبو النار ...الخ .
لست هنا في معرض التهكم ، فهذه حقيقة ما يجري في حاراتنا وشوارعنا ، فأمس قتل طالب زميله بإحدى ثانويات مدينة حمص، كما جرح طفل آخر زميله- وزميله هو ابن خالتي- وأصابه بجروح خطيرة في رقبته بإحدى إعداديات الميدان بدمشق وهما يتشاجران بالسكاكين على طريقة أبو شهاب وأبو النار .
ثم من قال إن الحكومة لم تشكر الدراما ، لقد شكرتها وكرمتها أرفع تكريم ، حتى وزارة الإعلام ورجال الدين أجلهم الله كرموا الفن والفنانين ، وأقاموا لهم الولائم ، وأهدوهم الدروع والنياشين ، طبعا فالتلميع يقابله التكريم ، وهل شهدنا يوما أن كرموا مثلا أحد الصحفيين لجهوده في فضح وتعرية بؤر الفساد ، ربما كرموه بسجنه أو بإغلاق صحيفته !
من المثير للدهشة أن يستشهد الأستاذ فيصل بمقال للكاتب مروان قبلان حول الإعلام الذي يشكل عبئا على السياسة ، فالفن ليس بعيدا عن السياسة أو مستقلا عنها - فهو أحد أذرعها المؤثرة جدا - والسياسة هنا في بلاد العٌرب تتدخل في توافه الأمور وصغائرها ، ولا يوجد ما يشكل عبئا عليها إلا الحقيقة والمناخ الحر، فكيف يطرح الأستاذ مروان هكذا سؤال وهو خريج بريطانيا ،العالم بخوافي الأمور وبواطنها ، و أحد أساتذتي يوم كنت طالبا في قسم الإعلام بجامعة دمشق ، لاحظوا معي قسم الإعلام وليس كلية كما بقية أهل الأرض ، قسم صغير جدا يتخرج منه الطالب ولا يعرف ما هو الاستديو أو الكاميرا ، ولا يفقه حتى ألف باء الصحافة .
يدعو الأستاذ فيصل الحكومة لصرف ملايين الليرات على الدراما بدل أن تصرفها على الإعلام. أليس من العار أن تصرف ملايين الليرات على المسلسلات ، في حين ننعم والحمد لله باقتصاد هش متآكل ( كقميص اللكس ) . بحيث لا ينقصنا إلا الدراما لنرفه عن أنفسنا. ثم أين هي تلك الملايين التي صرفت على الإعلام ، وطلاب قسم الإعلام يحلمون إلى الآن باستديو خاص بهم ،عساهم يكتسبون منه بعض الخبرة العملية التي تؤهلهم لدخول ميدان الإعلام بدون وجل أو تملق لأحد ممن يدعون أنهم أرباب الصحافة وروادها .
لسنا ضد الفن وما يقدمه من قيم المروءة والشهامة ، لكننا لسنا مع وضع هذه القيم في قالب درامي أبعد مايكون عن الواقع ، يحاكي الماضي ويرتد إليه هاربا أو خائفا من معالجة الواقع و الحالي ، ما يزيد من بلادة الجماهير وتعاستها وشل قدرتها حتى على التفكير . وقد يدهش القارئ عندما يعلم أن سوريا وفي عام 1930 تحديدا لم يكن فيها أي ثورة تذكر لا ضد الفرنسيين ولا ضد غيرهم ، على عكس ما جاء في مسلسل باب الحارة الذي تضمن الكثير من المغالطات التاريخية التي لاتغتفر .
حدثني أحد زملائي الصحفيين عن حوار أجراه مع بطل من أبطال باب الحارة – أظنه العكيد - سأله خلاله حول مخاطبة المسلسل لعواطف الناس قبل عقولهم ،بابتعاده عن الأحداث الهامة التي حدثت في تلك المرحلة ،ومرَ عليها المسلسل مرور الكرام ، فكان جواب الممثل أن قال لزميلي وبالحرف : ( انتي إنسان مغرض كاره للعمل ، شو مفكر الشعب العربي حمار ما بيفهم ...؟ )
عندما انتهى زميلي من حديثه خطر لي المتلمس الضبعي وهو يقول :
لا يقيم على ضيم يراد بــــــه إلا الأذلان عير الحي والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته وذا يشج فلا يرثي لـــــه أحد
أما عير الحي: فهو الحمار الذي يستخدمه أهل الحي في نقل المياه والمتاع وما إلى ذلك، أعزكم الله..!!!

(129)    هل أعجبتك المقالة (137)

?

2007-10-29

شكرا للشرح في النهاية عمر بس عم تشرح من ايدك .


احمد

2007-10-29

فيصل القاسم ؟؟؟ هل نعتبر كلام الرجل منزل حتى نبدئ بانتقاده ثانيا الحكومة السورية لا تسمع ولا صوت من الـ عشرين مليون ستسمع نصائح القاسم القادم من المريخ والله عجب والله يعزك ؟.


الحمصي

2007-10-29

ليش عنا فن او اعلام،بعدين واضحة فيصل القاسم مروق بقطر وعميحكي وهوي متفضي ، بينزل من سيارة البي ام وبيطلع بالطيارة ،مو هكلان هم حدا ، وما بيعرف شوصاير هون او بيعرف وما بدو وجع راس.


همام التركي

2007-10-29

انت يا عمر بدك الحكومة تكرم واحد صحفي لك لو بصيرلها تعيش من دون صحفيين كانت ما بتقصر بس وحياتك نحنا شوكة .


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي