أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

انباء عن نية الحكومة السورية إغلاق "كازينو دمشق"

تشهد بعض الدول العربية حربا يومية حول كيفية التعامل مع التيار العلماني وناشطي التيار الاسلامي في الكثير من النواحي المعيشية، حيث افادت معلومات موثوقة بأن الحكومة السورية تتجه لإغلاق كازينو دمشق الذي افتتح منذ أسابيع مجاوراً لمطار دمشق الدولي، وتبلغ ملاك الكازينو إنذارات بالإغلاق تحت حجج ذات منحى ترخيصي.
جاء ذلك في الوقت الذي اتخذ فيه ناشطو التيار الاسلامي في النقابات المهنية الاردنية قرارات مفاجئة خلال اليومين الاخيرين تحت عنوان 'فعاليات شعبية' لاسقاط النوادي والملاهي الليلية عموما في البلاد وبصورة حصرية في شارعين من اهم شوارع العاصمة عمان هما شارع مكة المكرمة وشارع المدينة المنورة لانه 'يحصل فيها ما يغضب وجه الله تعالى'.
وتتردد أنباء في دمشق عن نية عدد من رجال الأعمال إنشاء ثلاثة كازينوهات مماثلة تتوزع بين منطقة يعفور الراقية في ريف دمشق التي يمتلك فيها معظم رجال الأعمال السوريين فيلات ومزارع خاصة، كما يقطنها عدد كبير من السفراء المعتمدين في سورية، أما الثاني فكان من المنوي إنشاؤه في مدينة تدمر السياحية وسط سورية على أن تكون عاصمة الشمال حلب مقراً للكازينو الثالث، فإن الاتجاه لإغلاق كازينو دمشق سيطيح بالتأكيد ببقية الكازينوهات التي كان من المفترض إقامتها لتبقى سورية خالية من صالات القمار، كما ترغب الأوساط الإسلامية المحافظة على وجه التحديد.
وتأتي نية الحكومة السورية تلك في إغلاق الكازينو لتطرح تساؤلاً جوهرياً حول عزمها على تبني سياسات علمانية بعيدة عن التأطر الديني في سورية، ولتضع رغبة الحكومة في التوجه العلماني الحقيقي في اختبار ملموس يتجاوز ما كانت قد اتخذته من إجراءات علمانية تطال الممارسات الدينية وما شابه، فيــــما يرد الدعاة الدينيــون بأن الكازينوهات ليست شكلاً من أشكال العلمانية وهو ما قاله الداعية الإسلامي محمد حبش لـ 'القدس العربي' عندما قال انه شخص علماني، لكنه يرفض تماماً وجود صالات للعب القمار، مضيفاً أن الكازينو مخالف للقانون أصلاً الذي يمنع وجود نواد لممارسة القمار في سورية.
وزاد حبش 'وجود الكازينو ليس جزءاً من العلمانية بل جزء من خطة تدميرية'،
وكانت الجهات المعنية في سورية أصدرت تعليمات حاسمة في الآونة الأخيرة تطال سلوكيات دينية متعددة في سياق تثبيت علمانية الدولة السورية وفصل الدين عن الدولة بجزء كبير من تفاصيل الحياة اليومية والعامة، منها تنظيم الارتياد إلى الجوامع ومنع الاعتكاف فيها، وطالت أيضاً تنظيم المآدب الرمضانية، والتأكيد على ممارسة الشعائر الدينية في دور العبادة فقط، ومنع إبراز الأفراد لشعاراتهم التي توحي بانتمائهم الديني أيا كان هذا الانتماء، علماً أن هذا التوجه شمل معتقدي الديانتين الإسلامية والمسيحية وجميع المذاهب والطوائف والأقليات من دون استثناء، وهي إجراءات لم تنفصل عما سبقها من توجيهات ذات صلة، ومنها منع دخول المنقبات لحرم الجامعات السورية والحكومية والخاصة من قبل وزارة التعليم العالي، وإبعاد وزارة التربية لمئات المعلمات المنقبات عن حقل التعليم والتربية إلى قطاعات إدارية خارج هذا السلك، وإعداد مناهج تعليمية تبتعد عن التعليم الإيديولوجي.
وفي الاردن لم يوضح الاسلاميون في النقابات المهنية دوافع اهتمامهم المفاجئ بالتصدي للنوادي والملاهي الليلية القليلة عموما في العاصمة عمان، لكن الاضواء تسلطت عموما على الموضوع بعد ان اقترح احد النواب الشهر الماضي على الاقل ترحيل الاندية الليلية من الشوارع التي تحمل اسماء مقدسة وعزيزة من طراز شارع مكة وشارع المدينة المنورة.
ولم تسلم حتى وزارة الاوقاف من هذا الجدل فقد سألت صحيفة 'السبيل' التابعة لحزب جبهة العمل الاسلامي الوزير عبد السلام العبادي عن الاندية الليلية وما يحصل فيها من ممارسات مرخصة مثل 'الدعارة' فطالب الوزير العبادي هو ايضا الجهة التي ترخص الاندية الليلية وهي امانة عمان بوقف التراخيص الجديدة وسحب القديمة.
الوزير العبادي قال بأن الدعارة غير مرخصة في البلاد، لكنه اعترف بأن بعض المرافق المرخصة مثل الاندية والملاهي الليلية يحصل فيها ما يغضب وجه الله تعالى، ملمحا الى ان وزارته ستطالب المؤسسات الرسمية بوقف تراخيص هذه المرافق والغاء الاندية الليلية خصوصا في شارعي مكة والمدينة.
وعموما لا تنتشر الكثير من الاندية الليلية والملاهي في العاصمة الاردنية، لكن مرافقها يراهن عليها في استثمار المئات من السياح الخليجيين والعراقيين في فترات الصيف.
ولم يسبق للاسلاميين ان ركزوا على هذا الجانب خصوصا في ظل عراقة بعض المرافق السياحية المخصصة للسهر حتى الفجر، لكن نشطاء الاخوان في النقابات المهنية ركبوا موجة الجدل حول الموضوع الذي يثير المزيد من الجدل في صفوف المجتمع الاردني.

القدس العربي
(108)    هل أعجبتك المقالة (104)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي