أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ومن نماذج حرية وسياسة بوش ما يحزن ويضحك ... العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

من يراقب تصرفات الإدارة الأمريكية التي تدعي بأنها المنتج والموزع والناشر للحرية ينتابه الحزن والضحك.
وأكثر ما يؤلمه هو غباء أو مكر البعض حين يعتبرونها على أنها الحصن الحصين لقيم الحرية والديمقراطية. وأشد ما يثير الضحك هو ترويج البعض لفكرة أن الولايات المتحدة الأمريكية أضحت جنة الناس في الأرض.
فحين يدقق المرء في تصرفات إداراتها يبصر السلوك المعوج والإنسانية العرجاء, والحرية والديمقراطية الجوفاء.
فالشرطي تشارلز جونز طرد من وظيفته في شرطة كارولينا الشمالية بسبب إساءته لكلب,لأن القانون الأمريكي يعتبر الإساءة لكلب جنحة. أما تدمير العراق بأكمله وتهجير وقتل الملايين من شعبه فموضوع لا يستحق حتى مجرد النظر. والجرائم التي تقترفها قوات الاحتلال بأوامر من الرئيس جورج بوش ووزراء دفاعه. لم تحاسب عليها الإدارة ورأس الهرم أو كبار الضباط كما هو مفروض ومتبع, وإنما حملت مسئوليتها لجنود ومجندات, وحتى الأحكام كانت في منتهى الهزل و المسخرة والسخرية. وفي نفس الوقت حمل بوش جنونه وحماقته ولجوئه لغزو العراق وحتى هزيمته للرئيس صدام حسين على أنه كان هو السبب. بينما أدينت القيادة العراقية والدولة وكافة الموظفين والأجهزة بتهم وجرائم كاذبة ومفبركة ولا دليل أو أساس لها, وحتى للجنود والضباط من كافة الرتب. وصدرت بحقهم أحكام جائرة من قبل محاكم غير قانونية أو شرعية , أو تم تصفيتهم بمنتهى الوحشية من عناصر المليشيات والمرتزقة بعيدا عن أعين القضاء. وأف وألف أف على نموذج حرية بوش المزيفة. ورغم إعلان الرئيس العراقي عن مسئوليته عن كل تصرفات جميع عناصر إدارته وكافة الأجهزة والضباط والجنود في المحكمة القراقوشية التي رأسها القاضي رءوف رشيد,والذي فر من العراق.أن ما نفذوه إنما تم بأوامر شخصية ونظامية منه, إلا أن القضاة العملاء وبإيعاز من إدارة جورج بوش أدانوهم وحملوهم المسئولية , وأصدروا بحقهم أحكاما إرهابية. وينفذونها بوحشية على مسمع ومرأى الرئيس جورج بوش الذي يدعي أنه المدافع والناشر لقيم الحرية والديمقراطية وتعممهم في كافة أرجاء الأرض. وأف على مثل هذه الحرية المزيفة.
ورغم ظهور وباء الكوليرا,ووجود أكثر من 7000مصاب, أكثرهم في كركوك وأربيل والسليمانية, نتيجة المياه الملوثة حسب تقرير منظمة الصحة العالمية. ونزوح أكثر من ربع سكان العراق إلى دول الجوار وشتى الأصقاع, ورغم مقتل ما يزيد عن المليون عراقي منذ غزو العراق والاحتلال, واعتقال واختفاء وخطف مئات الألوف في سجون ومتاهات وأنفاق وقبور جماعية لا يعلمها إلا الله العلي العظيم. فالوضع حاليا في العراق أفضل بملايين المرات من الوضع قبل الغزو والاحتلال , حسب مشيئة الرئيس جورج بوش ونائبه ومعاونيه ووزرائه وصقوره ومحافظيه وعملائه المجرمين.
أما قتل واعتقال رجال الصحافة والإعلام من قبل القوات الأمريكية وإسرائيل فحدث ولا حرج, وأعداد هم تفوق المئات. والصحافة والإعلام مطاردين إن سولت لأحد منهم نفسه في دولة ومكان يهم الإدارة الأمريكية وإسرائيل استمرار وديمومة نظامه أو حكومته في أن يبحث عن الحقيقة ويكتب عنها ,بعكس ما تمليه عليه قوات الاحتلال, أو قواعدها العسكرية, أو مرتزقتها أو حلفائها من الخونة والعملاء. وخير مثال مقتل أطوار بهجت ومراسل الجزيرة. واعتقال سامي الحاج, أو كما حدث لفراس حاطوم وزميليه حين زج بهم في السجن كي تبقى الحقيقة طي الكتمان ويبقى الصديق بأمان.
والكونغرس الأمريكي بات يشرع قوانين, ويقر قوانين محاسبة وتقسيم وحصار بحق بعض الدول ,وهي ليس من صلاحيته. بينما يقر قوانين غير ملزمة لإدارته. وحتى الملزمة ينقضها الرئيس جورج بوش. وكان الكونغرس سطا على دور المجالس النيابية الأخرى.أو يقزم نفسه, أو يتهرب من مسئولياته الأساسية. فهذه السوابق يشهدها العالم لأول مرة.
والانتخابات الأمريكية تسلك طريقا جديدا من جانب المؤيدين لكلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي. حين رأى كل حزب أن أفضل طريقة لجذب عدد أكبر من الأصوات لتحقيق الفوز هو الاعتماد بشكل رئيسي على نجوم هوليوود. وهذا دليل على أن برامج المرشحين لم تعد تلاقي رواجا لها, وشهاداتهم ومراكزهم لن تفيدهم بشيء, فالناخب الأمريكي لم تعد الحيل والأكاذيب لتنطلي عليه. ويقال أن النجمة الأمريكية شارون ستون أعلنت أنها ستقف مع حملة الديمقراطيين.
ورئيس أركان الجيش الأمريكي السابق الجنرال بنيكر صرح بأنه صدم لنشر صحيفة أمريكية صورة كاريكاتورية لجندي فقد ذراعه, بينما لم تصدمه صور مشاهد إعدام الرئيس صدام حسين, ولا صور المجازر وأعمال القتل والتعذيب والاغتيالات التي تقوم بها قوات بلاده في العراق, وقوات حليفتهم الإستراتيجية إسرائيل في عدوانها على فلسطين, وفي عدوانها عام 2006م على لبنان.ولا مناظر جثث الأطفال التي فتت أجسادهم طائرات وقنابل وصواريخ قوات بلاده. وطل علينا مراسل فضائية العربية السيد ماجد حميد, ليفتي لنا بأنه بعد أن قام بعدة جولات على سجون العراق. وجد أنها بحال لا تقارن ولا تقاس بحالها في ظل النظام السابق.وراح يصورها على أنها أشبه بفنادق خمس نجوم, لما تحويه وتوفره رفاهية فائقة للسجناء. والسجناء(عفوا النزلاء) محاطون بالمحبة والرعاية والاحترام. ومن يدري فربما قد توجه إليه الدعوة من إسرائيل لزيارة سجونها. ويطل علينا من بعدها, ليقول لنا أن سجون إسرائيل تفوق جنة الرضوان.وهذا المراسل يكذب ويناقض تقارير كل مؤسسات الإعلام ولجان حقوق الإنسان,وجمعيات المجتمع المدني, ومحاموا المعتقلين والقضاء الأمريكي, ويدحض اعترافات رموز الإدارة الأمريكية بأنهم يعاملون السجناء على أنهم ليسوا من البشر.
ووزير التخطيط العراقي علي بابان ضغط على حلفائه في جبهة التوافق العراقي لتقاطع وتنسحب من حكومة نوري المالكي, وإلا فأنه سينفرد باتخاذ قراره لدواعي دينية ووطنية , وحين أذعنت لطلبه ,أعلن انسحابه من الجبهة, ونكص على عقبيه وألتحق بحكومة نوري المالكي وراح يشيد بها وبجهودها ووجودها ورئيسها صباح مساء بدون خجل أو حياء.
ورئيس مفوضية النزاهة في العراق السيد راضي الراضي, فر من العراق إلى الولايات المتحدة الأمريكية طالبا اللجوء السياسي. وأدلى بشهادته إمام أعضاء الكونغرس من أن حجم السرقات الذي أحيط به علما, وحقق فيها فقط يزيد عن الثماني مليارات. أن ما عرفه وحقق فيه جزء بسيط صغير , وما أخفي عنه ومنع من الوصول إليه او التحقيق فيه كبير. وأن السرقات وحجم الفساد أكثر بكثير مما يتصوره عقل الإنسان. وان رجال الفساد لا يطالهم القانون, و سيخسر حياته وتزهق روحه إن فكر هو أو غيره بذكر أسم أي منهم. وأن النظام الحاكم برمته فاسد من أعلى القمة إلى قاعدة الهرم.
وجلال الطالباني مرة يمدح سوريا ويشيد فيها ومرة ينتقدها, ويعلم أن سوريا ليس لها ولا بغيره بهم من حاجة ,وإنما هو والباقين من هم بأشد الحاجة إليها.فسوريا تشرف كل من يحترمها أو يمدحها أو يصادقها أو ينسق ويتعاون معها, وترفع من قدرهم ومكانتهم وعزهم.ولا يغبنها حقها أو يعاديها أو يقاطعها أو يسيء إليها أو إلى رئيسها وقيادتها إلا كل جاهل, أو عدو لدينه وعروبته ووطنيته, أو ضال أو عميل وخائن, أو مغلوب على أمره بعد أن وظفه بوش ككلب مهمته العواء.
وبين الفينة والفينة يطل علينا بومي الشؤم موفق الربيعي ومنال الألوسي لاتهام دول جوار العراق بتوريد الإرهابيين إلى العراق.ولا يجرأن على نفي ما صرحت به الطبيبة البيطرية إسرائيليا ابنة مردخاي غور بالتبني, وهي تعلن للملأ أن موفق الربيعي أسمه الحقيقي كريم شاهبور, وانه هندوسي الأصل والديانة, وصديق حميم لوالدها, وسكن في حيفا عام 1966م حتى مغادرته إلى لندن. وانه زار والدها بصحبة منال الألوسي في إسرائيل عام 2005م. حيث استضافهم والدها لأربعة أيام في مزرعته بطبريا, وأن الربيعي حدثها بأن من عاداته الرقص على الأموات. وأنها أي الطبيبة إسرائيليا ذات ال25 ربيعا قضت أحلى وأمتع الأوقات في أشهر نادي ليلي بريطاني في لندن في منطقة تسمى mak-intosh.st. وأن النادي المذكور تديره امرأة في العقد الثالث من العمر تدعى أيمي ,وهي أحد زوجات أحمد الجلبي. وأن إسرائيليا باتت تكره والدها مردخاي حين حدثها عن بطولاته في تعذيب وترويع وقتل عشرات الألوف من الأسرى العرب أثناء وبعد حرب الخامس من حزيران عام , لأنها تعتبره جلاد ومجرم وإرهابي1967م.والعميل موفق الربيعي له صلات كبيرة باللصوص والمجرمين والمهربين. ودفع للمهربين مليون دولار ليهربوا له جلد الغزال الذي عليه كتابات العهد القديم للدين اليهودي من العراق, وطرد حتى من حزب الدعوة لعلاقاته مع أطراف مشبوهة وشخصيات مجهولة الهوية. ويرتبط بصلات وثيقة مع السفير الأمريكي في القاهرة ريتشارد دوني. والذي عين فيما بعد سفيرا للمعارضة العراقية العميلة. والسفير المذكور كان يبيت أكثر الأحيان في منزل الربيعي في لندن لأسباب مازالت طي الكتمان. حيث كان العميل موفق الربيعي يقيم لهم في منزله بلندن حفلات للسهر والمجون وتناول السمك المسكوف والفسنجون والكبة والبرياني والكباب العراقي وجميع المشروبات. وهو من يقود الكثير من عمليات السطو والقتل والإجرام في العراق. وهو من فبرك أن خليفة الزرقاوي هو المهاجر, رغم أن المهاجر رجل مسجون في مصر. وهو من قدم نفسه إلى شيخ مشايخ ربيعة الأمير محمد علي على انه من عشيرة ربيعة,إلا أن الشيخ طرده بعد أن اكتشف أكاذيبه. وقال له أن أسرته ليست من ربيعة, ولكنها كانت أسرة جراشة تجرش الحبوب عندنا, وكرافة تكرف السمك من الأهواز. ولينتقم منه, فبرك لقائد القوات الأمريكية تهمة كاذبة عن دعم قبائل ربيعة للإرهابيين,فقصفت مضارب ربيعة بالطائرات وقتل منهم الكثيرين.
ومن الولايات المتحدة الأمريكية يصرخ بأعلى صوته السيد لي ويفر المرافق والحارس الشخصي للنجمة الشابة الممثلة ليندسي لوهان. أن منزل الممثلة نيكول ريتشي جنة بالنسبة لمدمني المخدرات, ومحبي الحفلات الصاخبة. ولا من أحد يسمع أو يدقق.بل أن زراعة المخدرات ازدهرت من جديد بدعم من عملاء أفغانستان , وبعض زعماء الأكثرية في لبنان.
وتكاليف الحرب على الإرهاب تخطت حاجز ال510 مليار دولار, وكذلك تكاليف الغزو والاحتلال للعراق تخطت حاجز ال500مليار دولار. ولو أجرى كل منا حسابا, لو جد أن هذه الأموال لو وزعت على سكان العالم لكان أفضل للشعب الأمريكي والإنسانية والبشر,ولطرقت السعادة باب كل أسرة وبيت.
ورغم أن مشروع الشرق الأوسط الجديد اغتيل وأصبح جثة هامدة فارقت الحياة.إلا أن جورج بوش ورايس مصران على نفخ الروح فيه من جديد. بتوظيف المحاصصة في العراق وغيره من الدول, وتحويل الصراع بين الجماهير والشعوب إلى صراعات طائفية وقبلية وعرقية, والسيطرة على العالم من خلال سياسة فرق تسد. وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ. والاتكاء على القوة العسكرية والبنك الدولي كعصا يهشون بها الأحرار والوطنيين, ليحموا مصالح الامبريالية والصهيونية ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وأنظمة العمالة والتواطؤ والفساد, وقطعان الخونة والعملاء. والولايات المتحدة الأمريكية باتت أشبه بقطعة النقود ذات وجهين: وجه تمثله الإمبريالية والصهيونية وصنيعتهم الإدارة الأمريكية.ويسعيان للسيطرة على العالم ,واستعماره من جديد. إما بأنظمة طغيان وفساد .تكون مهمتهم أشبه بمهام النواطير ومخافر الدرك فقط. وإسقاط كل نظام يعصي أوامرهم ,واحتلال بلاده, ومن ثم ينصبون عليه حكاما من النخب التي أعدوها في دوائر المخابرات الأمريكية والإسرائيلية من الخونة والعملاء والفاسدين من جميع الدول, بعد أن جرى إعدادهم في دوائر المخابرات الأميركية أو الإسرائيلية. ومنحوا الجنسية الأمريكية والشهادات الجامعية, ولهم ماض تليد في الإجرام والإرهاب والفساد. وحشروا في مراكز دراسات وبحوث كوليد فارس الذي شارك بفعالية في الحرب الأهلية اللبنانية كقواتي. ليسهل قيادتهم ومحاسبتهم إن انحرفوا عما هو مرسوم لهم . ويكونوا بمثابة حكاما أمريكيين على شعوبهم.
والوجه الثاني يمثله الشعب الأمريكي. وهو يعيش حالة من الرعب الذي تسرف إدارته بترويجه . وخائف من أن لا يكون أمام بلاده سوى العزلة,أو التشظي والانقسام. بعد أن هزمت في كل مكان.وتخطت ديونها حاجز الستة تريليون دولار. وبعد أن أغرقتها إدارته في الو حول والمستنقعات , وكشفت عن تصرفات قبيحة ولا أخلاقية وصمت فيها كل مواطن أمريكي بالعار. وشوهت وجه بلاده, وصبغت تاريخها وحاضرها ومستقبلها بالسواد.وبعد أن ضيقت عليه كثيرا من مساحة الحرية المعتاد عليها بقوانين عرفية وطوارئ بحجة مكافحة الإرهاب وضمان الأمن الأميركي, وحماية بلاده من خطر المنظمات الإرهابية. وكذلك من هول ما جرى في السجون والمعتقلات والمحاكم والمحاكمات ومعتقل بوكا وغوانتانامو وسجون أفغانستان, والسجون الطائرة والعائمة, وتصرفات شركات فلول المرتزقة , كشركة بلاك ووتر.
و شركات المرتزقة أرسلت إلى العراق 180000مرتزق من جميع الأصقاع , وتمارس عملها بحرية لا تتوافر حتى للقوات والشركات الأمريكية. وهي من تتكفل بحماية السفير الأمريكي وقائد القوات الأمريكية في العراق والخونة والعملاء في العراق وفي كل مكان.وأن رواتب شركة بلاك ووتر تصل إلى 500 مليون دولار شهريا. أي أن ميزانيتها السنوية تفوق ميزانية دولة من دول العالم, وحتى أكثر من ميزانية ولاية من الولايات الأمريكية. و باتت هذه الشركات أشبه بطفيليات وقوارض تنهك قيم وتاريخ وميزانية الولايات المتحدة الأمريكية والعراق, وناشر جيد للجريمة والفساد. بعد أن ساهمت مع العملاء بسرقة معظم أموال كلف الحرب والأعمار في العراق وأفغانستان. فالسفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد التي أقيمت على مساحة من الأرض تفوق مساحة دولة الفاتيكان, والمقدرة كلفتها ب500مليون دولار احتاجت لنفقات جديدة تخطت حاجز المليار دولار.وربما لبعض رموز الإدارة الأمريكية نصيب من هذه السرقات.
والرئيس جورج بوش الذي طل على العالم بغطرسته وعجرفته واستكباره وجوره وتكبره يمشي كالطاووس, ويتوعد القيادة العراقية وبعض دول العالم ككوريا الشمالية بسوء المصير. ويوجه إنذاره الشهير للقيادة العراقية عام 2003م. تحول إلى شحاذ ومتسول يستجدي الدعم والتأييد والإحسان في الحالة العراقية والأفغانية, وموضوع المشروع النووي الإيراني.ويهيج دول العالم للضغط على إيران أو معاداتها وحصارها, كي لا يفقد صوابه ويعلن الحرب العالمية الثالثة.
قصدت من ذكر هذه الحوادث أن أنبه الإدارة الأمريكية بأنها إن كانت مازالت تظن أن حيلها في الخداع والعهر والشعوذة مازالت مستترة وخافية ورائجة, فهي إنما مخدوعة و تخدع نفسها فقط. فالإدارات الأمريكية فقدت كل مهابة وبر وتقدير واحترام. وإذا ما بقيت هذه الإدارات مستمرة على هذا المنوال, فستكون الولايات المتحدة الأمريكية حاضرا ومستقبلا هي الخاسر الأكبر. وأن استبدال بللير البريطاني ببللير فرنسي على شاكلة ساركوزي, لن يغير شيئا من واقع الحال. فالشعوب جميعها فهمت واستوعبت الكثير من الأهداف والأسباب المستورة للعدوان على العراق, وربما فسرت الأمور على نحو سيء, لم ولن تفطن له الإدارة الأمريكية بعد. بحيث سيكون مستحيلا على أي إدارة أمريكية أن تعالج نتائجه وإبعاده. فتصرفات الإدارة الأمريكية وقواتها وعملائها,فسر على أن الإدارة الأمريكية إنما تنتهج طريق الاستعمار بأرذل وأسوأ أشكاله وصوره ومضامينه. من خلال نشر فكر جديد. تحله بدلا مما كان هو السائد لقرون. ويتلخص باستئصال الوطنية وحب الوطن والبر بالأديان والأوطان والأسرة والمجتمع ,والتزام القيم والأخلاق والتراث والعقائد والأفكار التي ثبت صوابيتها وصحتها والتي يعتز فيها كل شعب من الشعوب. والفتك بكل حر وشريف ووطني ويسعى للتنمية والإصلاح وإحقاق حقوق الإنسان ومحاربة الفساد والديكتاتورية والجور والظلم والطغيان ويؤمن بالله. واستبدالهم بالعمالة والخيانة والكذب والفساد والسطو والإجرام والإرهاب والشذوذ والانحراف والفساد, والعداء لله, واعتبار مثل هذه الرموز العفنة والفاسدة والمجرمة وعديمة الوجدان والشرف والضمير والأخلاق على أنها نخب مختارة لمجتمعاتهم من آخر طراز.
وعلى الرئيس جورج بوجه المهزوم واليائس والمحبط والمكفهر أن يعي أنه لم يعد يخيف أحد بتهديده بإعلان الحرب العالمية الثالثة من جديد. لأن أي حرب جديدة سيشنها ستحمل في طياتها بذور تدمير بلاده. فمنطقة النفط التي هي وقود الحضارة العالمية ملتهبة, وستشتعل وتلتهب بأقل عود ثقاب. وستنير حرائق حربه الليل وتحيله إلى نهار. وستتوقف عجلات التنمية والاقتصاد والتجارة في جميع دول العالم. وهذا ما لا يوافقه ويؤيده فيه أي من الدول, بما فيهم حليفته بريطانيا. فلا الصين والهند وروسيا يقبلون بحروب مدمرة في منطقة تعتبر خواصرهم الهامة. ولا الحكومات الأوروبية ترضى بحرب مقامرة تخسر فيها النفط حتما, الذي هو دم الحضارة ووقود الصناعة, وعصب الحياة. ولا المجتمعات قادرة على تحمل ولو 1% من حماقة ترومان في هيروشيما وناغازاكي. ولا الشعوب مستعدة لتحمل ولو 1% من أي عهر من عهر الإدارة الأمريكية وإسرائيل وقوى الاستعمار. فالجميع مضغوط ومتوتر , ومثل هذه الحرب التي يهدد بها جورج بوش ستكون حماقة تفجر الوضع وتشظيه وتحرق اليابس والخضر ولن تكون منه الولايات المتحدة الأمريكية رغم بعد قارتها عن باقي القارات بمأمن. حيث ستدفع بالشعوب لمقاومتها و محاسبتها والاقتصاص منها. وتصفية حسابات قديمة وجديدة معها. وإنهاء غطرستها ودورها على اعتبارها أنها باتت وحش كاسر, يهدد الحضارة والإنسانية ويجب تحطيم رأسه و إطرافه, وطرده من على خشبة المسرح. وضغط اولمرت والصهاينة عليه لشن الحرب على إيران. ستكون فيها إسرائيل أول المتضررين, بحيث سيدفعها إلى حتفها بأسرع مما يتوقع المجرم والإرهابيين بيرس وأولمرت.
صدق السيد ألكسي دوتوكفيل حين قال: لم يعد معنى للسياسة والحذلقة السياسية أي معنى أمام تلال المشكلات وجبال الشك والانتظار المربك والحزين ووجع الناس وقهرهم وجلجلتهم. وعلى الرئيس بوش وإدارته أن يفهموا كنه هذا القول.
لذلك على الرئيس جورج بوش وإدارته معالجة موضوع الملف الإيراني النووي بحكمة. والإسراع بإيجاد حل عادل لقضية الصراع العربي الإسرائيلي . وترك السودان والصومال وشأنهم يعالجون مشاكلهم بأنفسهم.وترك الشعب اللبناني يختار رئيسه وحكومته ووزرائه بمنتهى الحرية , ودون أي تدخل منه أومن نائبه ووزيرته رايس وسفيره, أو أي تدخل من بعض حلفائه. وابتعاد الجميع عن فرض رئيس تربطهم به صلة علاقة أو صداقة. وإصدار الأوامر المشددة لعملائه ومحبيه وأحبابه وعشاقه وحلفائه بضرورة التزام الصمت وكأنهم خشب مسندة. وإيجاد حلول سريعة لمعظم المشاكل والقضايا الدولية. وتبريد بؤر التوتر. والتعامل مع المشكلات بمنتهى التروي والعقلانية والمنطق والحكمة. وأن يتذكر:
1. أن ضجيج وتهديدات من سبقوه على الأسلحة النووية لروسيا وفرنسا والصين والهند لم يفلح في شيء, وأقروا بعدها صاغرين م بكامل حقوقهم في امتلاك السلاح النووي. وإيران مشروعها النووي للأغراض السلمية فقط.
2. أن الحرب العالمية الأولى لم تحسمها قوات بلاده وحلفائه. وإن من حسمها تضحيات العرب والشريف حسين.
3. وأن الحرب العالمية الثانية لم تكن لتنتصر فيها بلاده وحلفائه لولا جهود الاتحاد السوفيتي و تضحيات شعوبه.
4. وان بلاده لم تحصد سوى الهزيمة في حروبها الكورية والفيتنامي. وجرت عليهم وعليها الكثير من المآسي.
5. وأنه شخصيا تراجع عن مواقفه بخصوص المشروع النووي الكوري. والذي حل المشكل جهود روسيا والصين.
6. و لو أن الرئيس جورج بوش شاور أباه عن أضل الطرق والأساليب في التعامل مع الجمهورية الإيرانية الإسلامية لأجابه من تجاربه وتجارب من سبقوه بأن التهديد والوعيد والعنجهية غير مجدي ولا مفيد.
أما إذا ما أستمر في الاستماع إلى نصائح وتوجيهات ديك تشيني وأولمرت فأنها ستكون حربا لن يكون بأحد قادر على إطفائها,إلا بعد أن تلتهم كل شيء من يبس وأخضر, بحيث لا تبقي شيئا في هذا العالم إلا بات بعد أن احترق أكوام رماد.
الخميس 25/10/2007م

 

 

البريد الإلكتروني: [email protected]
: [email protected]
: [email protected]

(126)    هل أعجبتك المقالة (130)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي