حادثة هزت المجتمع السوري بكل أطيافه , و طغت بظلها الثقيل على أحاديث أهالي مدينة ادلب و غيرها من المدن السورية ..
الحادثة و باختصار "جريمة انسانية" (أب يسجن طفلته /13/ عاماً في كهف مهجور) , طعامها بقايا الفتات و ألعابها الصمت و العتمة و القهر ....!
بدأت الحكاية عندما اسعفت الى أحدى مشافي أدلب فتاة فى التاسعة عشرة من عمرها وهى فى حالة صحية سيئة اوصلتها اليها سنوات السجن الثلاث عشر التى قضتها فى سجن ابيها دون تهمة اومحاكمة .
وكشفت فصول الحكاية السوداء ان الزنزانة التى قضت فيها الفتاة كل هذه السنين هى عبارة عن كهف مهجور بجوار منزل الاب جهزت بشكل جيد لاستقبال الطفلة السجينة التى اختطفت من حضن امها وهى فى السادسة من عمرها حيث اقتصر اساس زنزانتها على قطعة من الخيش وطعامها على بقايا الطعام التى كان يقدمها لها سجانها بين الحين والاخر من نافذة ضيقة صممت على باب المغارة لهذا الغرض .
وتروى الام معاناة الابنة لمراسل الوكالة السورية للانباء (سانا) فتقول ان ابنتها من مواليد 1988 وانها قامت بتربيتها عند بيت جدها بعد انفصالها عن زوجها وزواجها من رجل اخر حيث بقيت الطفلة لدى بيت جدها الى ان اتمت السادسة وتم تسجيلها فى احدى المدارس الابتدائية فى مدينة أرمناز .
وتواصل الام سرد القصة فتقول ان زوجها السابق اخذ الطفلة عند بلوغها السادسة ولكنها عادت من عنده بعد عام الى بيت جدها مشوهة ومحروقة بالنار فى مواضع كثيرة من جسمها ليعود الاب ويأخذها مجددا بحجة انه يريد ان يتولى رعايتها بنفسه وكانت نتيجة هذه الرعاية حبسها كل هذه الفترة فى شروط لا يمكن لاى كائن حى العيش فيها.
وتضيف الام أنها ومنذ ذلك الحين لم تر ابنتها بسبب غياب الامل لديها بأن ابنتها لاتزال على قيد الحياة لان البعض كان يقول لها ان ابنتها قد فارقت الحياة .
وفور وصول المعتقلة البريئة الى مشفى ابن سينا اجريت لها مجموعة من الفحوصات الطبية الضرورية وأشار الطبيب الذى أشرف على وضعها الصحى الى أن الفتاة وصلت المشفى بحالة توحش رثة المنظر ذات شعر طويل ورائحة نتنة وأظافر طويلة .
واوضح الطبيب المعالج انه بالرغم من ان الحالة الصحية العامة للفتاة قد تحسنت الا انها مازالت غير قادرة على الكلام أو المشى أو التعبير عن أي حالة شعورية معللا ذلك بفترة الحبس الطويلة التى تسببت لها باضطرابات نفسية ونوبات عصبية شديدة مع قصور نظر وخاصة فى الضوء .
وعلى الفور تم القاء القبض على الوالد لمعرفة ملابسات هذه القضية التى لقيت استنكارا اجتماعيا واسعا بسبب قسوتها وغرابتها وشذوذها عن عادات وقيم المجتمع السورى الاصيل .
و تتناثر الكهوف بكثرة على امتداد مدينة أدلب و ريفها و التي تعود غالى العصور الحجرية....
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية