أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السوريون يتوقعون تغيراً وزارياً .... ويعتبرون أن غداً لناظره لقريب... د . فؤاد شربجي

منذ مساء الثلاثاء والسوريون يتهامسون عن تغيير حكومي في بلادهم يقولون إنه سيطول عددا من الوزراء في الوزارات الهامة...

صحيح أن أنباء التغيير أو التعديل الوزاري تتردد منذ خطاب القسم، ولكن اليوم للأنباء مستند ومرجع يعتمد عليه الخبر، هذا المستند هو اتصال الرئيس الأسد بالعاهل الأردني و الاتفاق على تأجيل اجتماعات اللجنة العليا السورية الأردنية، ويستنتج الميالون للتغيير الحكومي أن الرئيس يريد أن يرسل الوزراء الجدد للحوار في اللجنة السورية الأردنية ، لذلك فقد أجل اجتماعاتها بعد ما كانت محددة بدايتها يوم   الأربعاء، وبعد أ ن  قضت اللجان الفنية أكثر من ثلاثة أيام في عمان وهي تحضر للاجتماع.

التغيير الحكومي، أو التعديل الحكومي، وحسب المتابعين يأتي بسبب تقصير بعض الوزراء أو بسبب العمل على تفعيل بعض الوزرات. لأن القيادة السورية ترى أنه لا بد للحكومة من أن تبذل جهوداً أكثر نجاعة في خدمة المواطن وتوفير مستلزمات الحياة وحل الصعوبات المعيشية التي تواجه الفئات الفقيرة و المتوسطة من المجتمع السوري. ولأن المجتمع السوري لا يمارس السياسة فقط كمتلق، فإن الأحاديث في أوساط المسيسين و الحزبيين و أصدقاء المسؤوليين و المستوزرين المتعمشقين على الوزراء و المستوزرين ، الحديث يدور حول من سيطوله التغيير من الوزراء ومن سيبقى، وهذه الأحاديث  تستشهد بمدى الاعتماد على هذا الوزير أو بمدى عدم الارتياح لأدائه . وهكذا تسمع من يقول إن وزير الأوقاف غير مرضي عنه، ثم تسمع أنه معتمد لدى القيادة القطرية وبعض مراكز القرار، وقد تسمع أن لرئيس الوزراء ملاحظات جوهرية و أساسية على وزير الإعلام، ثم تسمع أنه  (وزير الإعلام) على اتصال دائم مع الرئيس و لا يحتاج لتزكية أحد آخر، كما أن وزير الاقتصاد تدور حوله روايات متناقضة، كذلك وزير الثقافة، أما الداخلية فتارة يروى أنه زاهد في المنصب وغير معتاد على (حرتقات) الوزراء، وتارة نسمع أنه حقق أمناً نزيهاً لم يسبق لوزارة الداخلية أن عايشته. في خضم الحديث عن الحكومة و التغييرات نكتشف أن الناس، ورغم غياب إعلام محلي يغطي العلاقات الشخصية للحكومة ،تعرف أن رئيس الحكومة يعتمد على الوزير الفلاني (مثل الوزير الشعار) و أن لسكريتره الخاص مثلاً تأثيرا خاصا ..

ومن الخصوصيات التي بتناقلها  الناس عدم الانسجام  مثلاً بين الدردري  وبين رئيس الوزراء .... و توافق وزير المالية ورئيس الحكومة  بالصف المقابل للفريق الاقتصادي الذي يرأسه الدردري. ومن الخصوصيات أيضاً الحساسية القائمة بين وزيرة المغتربين ووزير الإعلام حيث ينقل عن الكتورة بثينة شعبان لأنها تعتير أن وزير الإعلام ينشط في مجال المغتربين و يهمل في مجال الإعلام ... وأنه مهتم بالشؤون الخارجية أكثر من اهتمامه بالشؤون الإعلامية .... كما أن وزير الإعلام يعتبر الدكتورة شعبان تتمدد نحو الإعلام  وتحاول التأثير فيه لشغفها بالإعلام  و الوسائل الإعلامية ...

وبناء على مثل هذه الخصوصيات يبني الشارع توقعاته للتغيير أو للتعديل الوزاري ، فمثلاً هناك من يضع بثينة شعبان في الإعلام وينقل محسن بلال إلى المغتربين لأنهاء المشاكل بينهما ...وهناك من يبالغ أكثر ويضع محسن بلال في وزارة الخارجية ... كما أن البعض يعتبر أن من الممكن وضع وزير الثقافة في وزارة الإعلام لخبرته الإعلامية، وتسليم الدكتورة شعبان الثقافة لكونها كاتبة وأديبة ....

الشارع السوري سياسياً يميل إلى التغيير آملاً في كفاءة أكبر في حل المشكلات الحياتية للمجتمع السوري ، وطبعاً الفطرة السياسية للمجتمع تمتاز بذكاء يجعل بعض توقعاته أو بعض ترتيباته  للوزارة القادمة تتحقق في الواقع وتصدر في قرارات. ولأن المجتمع السوري يميل إلى التغيير ،لا إلى التعديل، فإن التوقعات الشعبية والسياسية في حال التغيير وهم يرون الأمل فيه ضئيل، تذهب إلى تعيين الدكتور  محمد الحسيني رئيساً للحكومة مع إسناد وظيفة سفير للسيد الدردري ..

أما الأوساط التي تتمنى انفتاحاً اقتصادياً واسعاً فإنها تقترح رئيساً للوزراء ليس بعثياً وينتمي إلى الليبرالية  الاقتصادية والسياسية، وهنا يطرح سامي الخيمي كرئيس للحكومة  ضمن السياسيين والحزبيين ومن ينخرطون  منذ خطاب القسم في جملة علاقات عامة مع أصحاب النفوذ والقرار، ضمن هؤلاء تجري ترشيحات لشخصيات جديدة أو شابة لا حتلال مواقع  وزارية، فمثلاً لا يخفى على أحد أن عدنان محمود مدير سانا يجهد باتجاه كرسي وزارة الإعلام

كذلك هناك مساع حثيثة لمدير مدينة المعارض عماد الزعبي  باتجاه كرسي الاقتصاد ربما أو غيره ... كما أن ديانا جبور مديرة التلفزيون وزوجة المخرج باسل الخطيب تردد أن كثيرا من المراكز النافذة ترشحها كوزيرة للثقافة أو الشؤون الاجتماعية على الأقل، وجبور تعتمد على تزكية وزير الإعلام إضافة إلى المراكز التي ترشحها

بعد كل ذلك، هل  ننتظر تعديلا وزارياً ام إننا أمام تغيير حكومي؟ والسؤال هل ستصح توقعات المسيسين والحزبيين والمستوزرين أم إن حاجات الشعب هي التي ستحكم الآتي الحكومي؟؟

رحم الله من قال إن كل سوري هو سياسي وكل سوري يطالب ويلح ليكون لرأيه صدى في الفعالية السياسية  وفي القرار السياسي

ربما ينتظر السوريون التغيير الحكومي لأنهم يريدون حكومة تفهم استراتيجية سوريا تجاه قضايا الشعب وتعمل لخدمة حاضره ومستقبله

والسوريون يقولون اليوم :

                                 إن غــداً لـناظـره قــريـب.. آمـيـن

(141)    هل أعجبتك المقالة (120)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي