أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تعويذات سحرية تنقذ فتيات مصر من العنوسة

تستخدم منى (37 عاما) تعويذة لا تفارقها اينما ذهبت، حيث تقول "لدي ايمان قوي بأن التعويذة هي القوة الخفية التي ستخرجني من شبح العنوسة، وستساعدني في جلب الحب والزوج المناسب".

وتضيف "العنوسة في مصر لم تعد تفرق بين الجميلة والدميمة، أو المتعلمة والأمية، فكلنا إلى نفس المصير، وقد استخدمت كل الحيل لايجاد العريس المناسب ولكن للاسف العمر يتقدم دون شريك للحياة".

وأوضحت أن "التعويذة التي تستخدمها عبارة عن الشكل الخماسي لكوكب الزهرة في مقابل خاتم فينوس أعد أثناء تراجع الهلال عند كوكب الزهرة".

وأشارت إلى أن التعويذة كلفتها 300 جنيه (60 دولار)، وأنها تنتظر تأثيرها في المستقبل القريب وتجد العريس المناسب.

ومنى نموذج لكثير من الفتيات اللاتي تسعى للحب والزواج من خلال التعويذات السحرية بعد فشلهن في ايجاد العريس المناسب بالطرق التقليدية، حيث تقول أمل عثمان (35 عام) "استخدم تعويذة لتحقيق الحب عبارة عن طلسم قوي يستحضر الروح المعنوية لفينوس لإخضاع أي شخص على الطاعة والحب".

وتعتقد أمل أن "التعويذة هي وسيلة من وسائل الإثارة لاجتذاب الإعجاب من الرجال، وأن لها قوة مغناطيسية تفقد الرجل ارادته، فلا تعنيه فوارق اجتماعية أو طبقية أو عمرية أو ثقافية لذلك فهي لا تفارقني طوال اليوم".

وتقول سامية الساعاتي (أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس) في بحث ميداني بعنوان "السحر والمجتمع"، إن السحرة يحرصون على خلط السحر بالدين، فغالبية التعويذات عبارة عن أيات قرآنية بجوار الطلاسم".

وأشارت إلى أن نصف السحرة تقريبا يستخدمون القرآن الكريم في تعويذاتهم، بينما 4.3% منهم يستخدمون الإنجيل، و24.5 يستخدمون كتب السحر، و20.9 منهم لا يستخدمون أي كتب في تعويذاتهم".

ويؤكد رضا السيد (متخصص في عمل التعويذات) أن استعمال التعويذات تساعد في العثور على شريك المستقبل، وليس للإيقاع بالأشخاص الأبرياء في الحب أو لتدمير علاقات الحب بين الشركاء".

ويضيف"أوكد لكل فتاة تشتري التعويذة أن تأثيرها ينحصر في المساعدة وليس لتجنيد جان أو الاضرار بالناس"، مشيرا إلى أن "تعويذاته أصبحت تجد رواجا كبيرا بين الفتيات في مصر، خاصة أن ثمنها في متناول الجميع".

وأوضح أن "التعويذات تخصص فكل طلب له تعويذة خاصة به ولا تستخدم في كل شيء، فهناك تعويذة لجلب الحب والزوج، وأخرى لجلب الرزق، ولجلب الحظ في الحياة بشكل عام، وللتخلص من بعض الصفات البشرية مثل التردد والجبن".

وأضاف السيد أن "التعويذات ليست جديدة على المجتمع المصري فقد عرفها المصريون من قديم الزمان، وتجد قبولا واستحسان عند النساء أكثر من الرجال، خاصة في مراحلهن العمرية التي تسبق الزواج وتكوين الأسرة، حيث تضم كل تعويذة مجموعة من الرموز والمختصرات المقدسة المعروفة باسم رؤوس الكلمات وجرى استعمال هذه المختصرات بشكل شائع في الأعمال اليهودية الدينية كالتلمود والميدراش، كما تم استعمالها ايضا في التمائم اليهودية".

وتابع "لكل مختصر دلالة، حيث يستخدم مختصر (بمت) لطلب حسن الحظ، ومختصر (أرجمن) لاستحضار حماية الملائكة، ويوجد مئات المختصرات التي لكل واحدة منها دلالة".

وتؤكد الساعاتي "أن 61.7% من النساء (من عينة البحث) تترددن على السحرة، وأن82.8% منهن أعمارهن تقل عن 50 عاما، 7.5% تقل أعمارهن عن 20عاما، وأن 55% منهن حصلن على درجات علمية مختلفة".

وحملت سامية خضر (استاذة علم الاجتماع بكلية التربية بجامعة عين شمس) ضعف الخطاب الديني في مصر مسؤولية انتشار السحر بكل صوره، كما أرجعت انتشار الظاهرة إلى الاحباطات الكثيرة التي يعاني منها الناس على مختلف أعمارهم والتي معها يشعرون بالوحدة والعجز عن تحقيق ما يريدون، بالاضافة إلى انتشار الأمية الثقافية في المجتمع بصورة كبيرة، خاصة بين النساء.

ويؤكد الشيخ شوقي عبد اللطيف وكيل وزارة الأوقاف "أن السحر بكل صوره حرمه الله تعالى وجعل القتل حدا لهؤلاء السحرة والدجالين إن لم يتب لأن عمل الساحر فيه ضرر كبير على الأفراد والجماعات والمجتمع بأكمله".

وأضاف "أن القرآن أكد أن السحر من الموبقات السبع"، كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "من أتى عرافا فسأله من شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما".

(756)    هل أعجبتك المقالة (873)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي