أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جريدة البعث ترفع السقف وتكتب عن الوزير المعارض ؟

تابع الزميل عدنان عبد الرزاق سلسلة زوارياه الانتقادية في الصفحة الأخيرة في جريدة البعث ولكن هذه المرة "استلام الحكومة " ودونما استهلال هذا نص الزاوية

 طبيعي أن تعلّق وزيرة الشؤون الاجتماعية على البنى التحتية التي عرّتها الأمطار والثلوج، كما من الطبيعي أن ينتقد كل من محافظ دمشق ووزير الإدارة المحلية زيادة حالات التسول وعمل القاصرين.
 
 
طبيعي جداً أن ينتقد وزير الزراعة أداء الإعلاميين ، كما من الطبيعي جداً أن يتساءل وزير الإعلام عن عدم كفاءة استثمار مواردنا الزراعية وانتقالنا من الوفرة والتصدير إلى الندرة والاستيراد .
عادي أن يتذمر وزير الكهرباء من ارتفاع الأسعار وغياب الأذرع التدخلية التي توازن السوق، كما من العادي جداً أن تستغرب وزيرة الاقتصاد انقطاع الكهرباء حتى عن المشافي .
بيد أن غير الطبيعي سماع وزير الزراعة وهو يندهش من سوء المواسم وغياب الروزنامة الزراعية ووزير الكهرباء من الاستهلاك الزائد ووزارة الإقتصاد من الاحتكار.... وكذا لجهة وزيرة الشؤون والمحافظ .
هي حالةٌ ديمقراطيّةٌ، في شكلها على الأكثر ومن الصعب أن تتكرر مرتين، وإن لم تعرفها السياسة منذ أثينا حتى الآن، فما تسمعه عن بعض مسؤولينا يخرجك عن النمط المتداول في تقسيم الحياة السياسية إلى مستويين، مستوى أول مسؤول وثانٍ معارض، وإن وجد من هم في الوسط فلأغراض تكتيكية ريثما يحددون مواقفهم .
بلغة أوضح، ابتكر بعض مسؤولينا نمطاً ثالثاً وهو المسؤول عن المعارض، يشيد بإنجازاته إن تطلّب الأمر، وخاصة في المجالس الرسمية وأمام الإعلام، على اعتبار أن " للنصر آباء "، وينتقد الأداء- إن اقتضت الضرورة - في الندوات وخلف الأبواب الموصدة . أيضاً على اعتبار أن "الهزيمة دائماً يتيمة ".
السؤال وبلغة مباشرة أيضاً: لماذا ينتقد المسؤول أداء قطاعه ومن هم فيه، وهو المعني والمخول والمسؤول، أم تراه ينتظر تصويباً من غيره حتى لما هو ألف باء العمل والمسؤولية .
لا أعتقد الغرق في التوصيف حلاً، كما لا جدوى من الشكائية والتنصل من المسؤولية، بزعم أن الإشارة للخلل هو اكتشاف يستحق براءة اختراع، في حين أن معالجته مشجب للنقد ورمي التهمة للغير.
أم ترى أن مسك العصا من المنتصف ولبس ثوب صاحب الإنجاز حيناً والممتعض والمعارض بقية الأحايين يضمن لمن هم في السلطة التنفيذية إرضاء الجميع .
بهكذا شِعارٍ، يمكنُ لأيٍّ منّا أنْ يتّخذَ له مِنْبراً ويخطُبَ في النّاسِ فيستميلَهم إلى صَفِّه في فُتُوحاته القوليّةِ. بل وله أن يُضيفَ بأنّه مفوه متى مَسَّه سوءٌ مِنْ أحدٍ. ويستطيعُ أن يغزوَ الأرضَ ومَنْ عليها بلفظةٍ. وقد يبيتُ ليلَه يَقِظاً ليحرسَ أحلامَه.

سيريا اول
(110)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي