أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السلف الصالح .. والخلف الطالح ،حول ردود الفعل على مقالة نصال نعيسة .... سحبان سواح

أبدأ بالقول إننا ، أقصد الشعوب العربية ، لا نقرأ جيدا حين نقرأ شيئا يخزنا .. أو حقيقة نتجاهلها ، أو مقدسا نؤمن به ، فنبدأ وقبل أن ننهي المقالة أو الكتاب بردود الفعل الداخلية غضب انفعال كراهية للكاتب .. تمني أن يكون أمامنا لنطلق عليه الرصاص أو نغرز سكينا في ظهره .. لذلك جاءت ردود الفعل الغاضبة على مقالة الزميل نضال نعيسة السلف الصالح التي نشرها " أحد المواقع السورية " وسحبها الموقع بعد ساعات من نشرها تحت ضغط المتأسلمين ، والغوعاء .. والمتشديدين الجهلة ، فمن استطاع أن يتابع المادة لحظة نزولها .. ونزول أول تعليق عليها لعرف أو لتأكد أن المعلق الأول والثاني والثالث لم يقرأوا المادة كاملة .. بل توقفوا عند جملة بعينها .. واعتبروا أن القيامة قامت ولا بد من قطع رأس الزميل نعيسة على ما كتبه . فكتبوا ردودهم قبل أن يكملوا قراءة المادة.
ولكن فيما لو أنهم قرأوا ما كتبه الزميل نضال بتمعن لاكتشفوا بساطة ما أراد قوله .. ولعرفوا أنه لم

يقصد الإساءة إلى أحد ممن لا يمكن لمؤمن أو ملحد أو متدين بدين آخر أن يسيء إليهم وهم النبي .. والخلفاء الراشدين والصحابة الأول في تلك الفترة .. وأنه قصد فيما قصد بعض الصحابة صغار السن من الجيل الثاني والذين هيأوا لمعاوية الخلافة والوصول إلى الحكم .. وكل من جاء بعدهم إلى الخلافة باستثناءات قليلة لأن كل من هؤلاء يحمل ذنبا بحق الإسلام وحق الدولة الإسلامية .
من جهة أخرى  فإن ردود الفعل المتسرعة غالبا ما تسيء إلى القائمين عليها .. وتضر بهم بدلا أن تفيدهم .. وحول ذلك أسوق مثلا: فموضوع الرسوم المسيئة للنبي في الدانيمارك .. لو أن المسلمين تجاهلوها وقد نشرت في جريدة يومية في بلد لاأحد يقرأ لغته أو يرى صحافته .. لمرت الرسوم بحد أدنى من الإساءة للرسول لأن من بطلع عليها لا يتعدى حدود الدانيمارك .. وهؤلاء لا يشكلون نسبة يمكن أن تسيء إلى النبي كما أساء إليه الذين نشروا تلك الرسوم بعد تدخل المتشددين الإسلاميين الغاضبين الذين هبوا للدفاع عن نبيهم فانتشرت الرسوم في كل مكان عبر الإنترنت وقامت بعض الصحف الأخرى بنشرها ونشر الموضوع على المستوى العالمي مما زاد من الإساءة للرسول. ولو ترك الأمر للطرق الدبلوماسية لظل الأمر طي الكتمان وكان عدد المطلعين على تلك الإساءة الفاجرة أقل بكثير من الذين أطلعوا عليها بعدها وهم بالميارات.
نعود إلى موضوعنا .. فإذا كان من يقصده نضال نعيسة هو معاوية الذي يعتبره جزء كبير من المسلمين مغتصبا للسلطة .. ومن جاء بعده من الخلفاء الأمويين .. وإذا كان من قصدهم هم أيضا الخلفاء العباسيين ومن لف لفهم ..والذين من وجهة نظرهم استعادوا حقهم في السلطة وإذا كان من يقصدهم هم من قسموا الديانة إلى ديانات .. ومن قسموا الديانات إلى مذاهب .. وكل مذهب يفسر القرآن بطريقته والحديث النبوي حيث تصب مصلحته فهو محق في ما كتب ..
تصورا إسلاما متحضرا .. لم يوقف الاجتهاد فيه .. ولم يمنع أولي الأمر من تعديل ما يجب التعديل فيه كما فعل عمر بن الخطاب في فترة خلافته حيث قام بتغيير ما يقارب من أربعين مسألة كانت متبعة في عهد الرسول وعهد أبي بكرالصديق، وذلك حسب إجتهاده ولم يعترض عليه أحد. ومن هذه الإجتهادات : حرم عمر زواج المتعة بشكل عام ومتعة الحج وألغى حصة المؤلفة قلوبهم من غنائم الحرب.. وأوقف حد قطع اليد في عام المجاعة أو مايسمى بالرمادي.. وألغى من الأذان جملة حيّا على خير العمل حتى لاتترك الناس أعمالها وتذهب للصلاة . من جانب آخر نرى  علي بن أبي طالب يؤكد على مسايرة العصر: (لا تربوا أبناءكم على عادات زمانكم لأنهم جاءوا لزمان غير زمانكم.) . من كل ذلك نفهم أن الإسلام أعترف بالتطور الحاصل في المجتمعات البشرية وأباح لأئمة المسلمين إجراء التغييرات حسب متطلبات المرحلة. ولكن الكارثة حصلت بعد غلق باب الاجتهاد والإبقاء على ما كان وجعل كل تغيير بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة صاحبها في النار.

ثم أضاف إلى كل ذلك  حرمان المسلمين من النقد. فالنقد في الإسلام محرّم وكذلك سارت الحكومات العربية والإسلامية على منع الشعوب الإسلامية من ممارسة النقد وحرية التفكير والتعبير.  
كثر هم علماء المسلمين المتنورين الذين طالبوا ومازالوا يطالبون بالعودة إلى فتح باب الاجتهاد الذي أقف لمصلحة حكام البلاد الإسلامية حينها .. ولكن المتشددين من الاسلاميين والأصوليين .. والذين أوصلوا عددا كبيرا من المسلمين إلى مرحلة التحول إلى إرهابيين وقفوا ضد هذه الدعوات لفتح باب الاجتهاد مجددا ..
من هذا المنطلق فإن ما جاء في مقالة الزميل نضال نعيسة لم يتعد الحديث عن هذا السلف الذي حول الإسلام إلى قيد بدل أن يحول إلى حرية .. ومع أن العصر فرض نفسه في كثير من الحالات ولم يستطع المتأسلمون منع هذا الفرض .. إلا أن كثيرا من الأمور مازالت بحاجة إلى تعديل .. وأمثال هؤلاء الطالحون الذين يتبعون السلف الصالح الذي تحدث عنه نضال نعيسة هم وراء ذلك .. وهم الذين جعلونا في نهاية الركب من العالم المتحضر .. فقد بدأ الزميل نضال حديثه بعمر خالد الداعية المتحضر الذي يستخدم شاشة التلفزيون التي يجب أن تكون ممنوعة حسب الشريعة الإسلامية ونتذكر أنا آراء إسلامية كثيرة نادت بمنعها كما نادت بمنع الكثير من أدوات الحضارة المعاصرة .. وهو يستخدم حيلا بلاغية فيها الكثير من الدجل للوصول والتأثير على مستمعيه .. والأهم من كل ذلك أن جميع هؤلاء من أتباع السعودية .. أي الحركة الوهابية التي قامت في العصر الحديث وبنيت على مغالطات دينية وغير واضحة الأصول.
إلى أولئك الذين هاجموا الزميل نضال بهذه الفجاجة وقلة الذوق .. واستخدموا كلمات بذيئة نقول .. أن كل كلمة كتبوها محرمة في الإسلام الذين يدافعون عنه .. ولا يرضى السلف الصالح الذين ثارت ثائرتهم من أجلهم. وإلى هؤلاء نقول وجد الإسلام لمزيد من الحضارة والتفكير السليم وليس للتخلف والبذاءة والإساءة للآخرين.

عن " الف "
(131)    هل أعجبتك المقالة (142)

الاغر

2007-10-26

بدل ان تحاسبو من هم تعتبرونهم السلف الذي خرب الاسلام حاسبو من هم الان بموقع الموجود ولكن كلنا يعرف انكم غير قادرين على الكتابة عن من هم في هذا الزمان لانكم سوف تقطع ايديكم ان كتبتو عنهم واذا كنت تعتبر ان في الاسلام شاشة التلفاز هذة من المنحرمات فانت مخطء لانك تعد من الناس الذين يروجون للارهابين وانك تصطاد في الماء العكر لان الاسلام غير ما انتم تكتبون عنة وتروجون لهؤلاء الارهابين ولكن ليس لنا الا ان نقول لا حولا وا قوة الا بالله عليكم انتم الكتاب المتحضرون بحضارة الغرب والفسق بحضارة جورج بوش واعوانه.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي