يبدو أن تراجع سوق الكاسيت والنجاح الكبير لبعض المسلسلات العربية يدفع عددا كبيرا من نجوم الغناء في العالم العربي لاقتحام مجال الدراما طمعا في استعادة مجدهم السابق أو الحصول على مزيد من الشهرة.
وتؤكد صحيفة "الاتحاد" الإماراتية أن الانتشار الكبير لقرصنة الأعمال الفنية جعل غالبية المطربين يكتفون بتقديم أغنية واحدة ضمن فيديو كليب خلال العام، مع اتجاه بعضهم للتمثيل في محاولة للبقاء في دائرة الضوء والوجود وتحقيق المزيد من الأموال في ظل العروض المالية الكبيرة من منتجي الدراما التي تفوق ما يمكن أن يحققوه من الغناء.
وتعاقد الفنان المصري حمادة هلال مؤخرا على بطولة مسلسل سيعرض خلال رمضان المقبل لم يتم الاستقرار على اسمه النهائي من تأليف محمد الباسوسي وإخراج مجدي أبو عميرة.
وتشارك الفنانة كارول سماحة ببطولة مسلسل "الشحرورة" الذي يتناول قصة حياة المطربة صباح من تأليف فداء الشندويلي وإخراج أحمد شفيق.
ويؤكد الناقد طارق الشناوى لصحيفة "صوت البلد" المصرية أن الساحة الغنائية حاليا اصبحت تذكرة المرور الى الدراما، مؤكدا انه "ليس شرطا ان تكون نجومية المطرب هي الحصان الرابح، خاصة ان التلفزيون تحول لساحة اداء درامى لبعض متوسطى الموهبة ممن استطاعوا تحقيق نجاح ربما على سوق الغناء".
ويستدرك "لكن النجاح على مستوى الدراما اصعب، فالدقائق المعدودة التى يمكن للمطرب ان يقف خلالها امام الكاميرا لتصوير كليب تختلف عن الوقت الذى يجب لتجسيد شخصية درامية بانفعالاتها واضطرابها وسكناتها".
ورشحت الفنانة هيفاء وهبي لبطولة مسلسل "زقاق المدق" عن رواية الكاتب الكبير نجيب محفوظ التي قدمت في الستينيات من القرن الماضي في فيلم من بطولة شادية وإخراج حسن الإمام، وتجسد هيفاء الشخصية التي قدمتها شادية في الفيلم وهي لفتاة تعيش في حي شعبي ويلاحقها شباب الحي للارتباط بها.
ويرى الشاعر عنتر هلال أن الظاهرة ليست جديدة "فهناك العديد من نجوم الطرب قدموا اعمالا درامية ناجحة وعلى رأسهم ام كلثوم وعبد الحليم حافظ وليلى مراد، الا انهم خاضوا التجربة مرات استعداها النجاح، ولكن الحال هذه الايام تختلف فهناك مطربون خاضوا التجربة مرة واحدة وباءت بالفشل وآخرون يقدمون حلقات اخرى للفشل".
ويتكتم الفنان مصطفى قمر عن تفاصيل مسلسل جديد يقوم ببطولته، بعد أن قدم في رمضان الماضي مسلسل "منتهى العشق" مع ديانا كرازون.
ورشح المخرج محمد فاضل الفنان علي الحجار للمشاركة معه بالتمثيل والغناء في مسلسله الجديد "غنيوة للطير"، وهو التعاون الثاني بينهما بعد مسلسل "السائرون نياما" الذي قدم في رمضان الماضي.
ويقول الناقد رؤوف توفيق "ان القلق ليس على الساحة الغنائية ولكن على الساحة الفنية للسينما والتلفزيون فقد يتصور البعض ان الغناء قد يسير للافضل لكن فى الحقيقة يزداد الامر سوءا، اذ ان العديد من الفضائيات تروج لاغانى الاثارة الامر الذى قد ينذر بتمويل ساحة الدراما الى سيرك للرقص مما سضعف سوق الدراما مستقبلا ويضعف الحبكة الدرامية".
ويعتبر بعض نجوم الغناء أن الدراما التلفزيونية "مغامرة مضمونة" وينفون مقولة أن "التلفزيون يحرق الفنان"، مشيرين إلى أنه يتيح لهم تسويق أغانيهم عبر المسلسلات.
وتشير وكالة "الصحافة العربية" أن سوء الحظ يلازم الفنان عمرو دياب في الفترة الأخيرة "فبعد أن أعلن عن نيته تقديم مسلسل تلفزيوني في رمضان القادم خرجت الشركة المنتجة للمسلسل وأخبرته بأن تكلفة المسلسل مرتفعة جداً، وأن التزامها بتقديم المسلسل في رمضان المقبل سيعيقها عن إنتاج بعض المسلسلات التي ستقوم بإنتاجها.
وكان دياب أشار في وقت سابق أنه تعاقد مع شركة "غود نيوز" على مسلسل تلفزيوني جديد من المقرر عرضه خلال رمضان المقبل يجسد خلاله شخصية جديدة ومختلفة قال إنها ستكون مفاجأة للجمهور "خاصة وأن المسلسل يعتمد على الأكشن بشكل أساسي"، وأكد أن الشركة رصدت ميزانية مبدئية للمسلسل تقدر بـ 40 مليون جنيه و"هذا يمنحنا فرصة لتقديم عمل مميز".
ويرى الفنان عادل محمود أن اتجاه المطربين الى التمثيل والتقديم يجب أن يكون "مدروسا لما قد يحمله من نتائج غير حميدة اذ تتطلب هذه المغامرة التركيز الذى يفتقده الفنان رغما عنه اذا خاض تجربة التمثيل".
ويؤكد الفنان محمد فؤاد أنه يشارك بمسلسل جديد بعنوان "تيفة وتومة في أرض الحكومة"، ويقول "التلفزيون دخل حالياً كل البيوت وأهم شيء أن يقدم الفنان قصة قوية متكاملة، بالإضافة إلى ميزانية الإنتاج التي تساعد بشكل أساسي على تقديم عمل جيد".
ويضيف "منذ سنوات طويلة تراودني فكرة الاشتراك في عمل درامي، لكن أعتقد أن حالياً هو أنسب وقت لتقديم مثل هذا العمل خاصة وأنني بدأت الإعداد له منذ ثلاثة أعوام تقريباً".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية