أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل سيبقى البعض مشجب للسخرية والمسخرة؟ .. العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

صدق من قال: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
وعلى فصائل المعارضة المحتشدة في الخارج , وبعض قوى الأكثرية وبعض الأنظمة أن تعي جيدا هذا القول.
لأن معظمهم وللأسف يلدغون من جحر واحد مرات ومرات,وهذا ما يبعث على الأسف والاستغراب. لأنهم إما غير مؤمنين بالله ,أو حمقى وغير عاقلين أو جهلة وأغبياء, أو خونة وعملا. وهذا لا يؤهلهم ليكونوا حكاما للعباد وعلى الأوطان والبلاد. ولا يشجع الجماهير على الانضواء بين صفوفهم في أي حال من الأحوال.
فالإدارة الأمريكية ترى دائما أن المعارضة والموالاة والأكثرية والأقلية في كل مكان وزمان ما هم سوى أحد صنفان لا ثالث لهما على الإطلاق: صنف تحارب الطغيان والفساد, وتسعى ليكون وطنها سيدا وحرا ومحررا من كل قيد يسيء لاستقلاله وحرية مواطنيه. وهذا الصنف مرفوض ومحارب ومحاصر ومضطهد. لأنه وطني ووجداني ومؤمن بالله ويعمل ضد مصالح الإدارة الأمريكية وإسرائيل والصهيونية والامبريالية. وصنف أرتضى لنفسه أن يكون فاسد وعميل وعديم شرف ووجدان وضمير وغير وطني, وأجير يخدم مصالح الصهيونية والامبريالية وإسرائيل وقوى الاستعمار, وبذلك حاز على ثقة ومحبة وصداقة الإدارة الأمريكية. ومع كل هذا التذلل والانصياع فالإدارات الأمريكية لا تعتبر هم سوى مجرد بضائع و سلع وأكسسورات معروضة للبيع والتجارة, وهي على أتم الاستعداد والجهوزية لبيعهم ومعهم حقوق الإنسان وقيم الحرية والديمقراطية, وفق قانون العرض والطلب في أي وقت ومكان, طلبا للربح أو درأ لمزيد من الخسارة.
ومن هذا الفهم الغوغائي والمنحرف والقاصر والضال تعاني شعوب العالم الأمرين. وتزيف مفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان, وتحبط جهود الإصلاح والتنمية ومحاربة الفساد وتحقيق الأمن والسلام.
فقرار الكونغرس بتقسيم العراق خير دليل, وجاء ضربة قاتلة للصنف الثاني,حين عراهم حتى من ورقة التوت.
فمصالح الامبريالية وإسرائيل والصهيونية والسيطرة على النفط والعالم هي المصالح المقدسة لكل إدارة أمريكية. وهي التي فرضت على الشعب الأمريكي قسرا لتكون هي المصالح الأمريكية المفروض عليه الدفاع عنها بدماء وأرواح بنيه , و حتى بالضرائب التي يؤديها للخزينة الأمريكية. وهي المرتكزات التي تقوم عليها السياسات الأمريكية. وهي التي يأخذ بها صناع القرار الأمريكي عند رسم السياسة والإستراتيجية وشن الحرب. وهي الأهم والأفضل من كل احترام وتضحيات الصنف الثاني. وحتى من بعض فصائل قوى الأكثرية والتي تضحي بالشرف والضمير و الوجدان والأخلاق والقيم والأوطان والوطنية لخدمة المصالح الأمريكية.
فغباء الإدارة الأمريكية وسياساتها الضالة والمنحرفة وتحالفها مع إسرائيل والصهيونية, إذا ما كتب لهم البقاء
والاستمرار ستعود على بلادها بأوخم العواقب. وخاصة بعد أن افتضح سر ألاعيبها وخبث مساعيها وسؤ نواياها, ودناءة نفوس بعض رموزها وساستها, واتضحت على الملأ ممارستهم الإجرامية وميولهم العدوانية والديكتاتورية, ومهنهم وتخصصاتهم الإرهابية والديكتاتورية. فقد ذاب الثلج وتبددت الغيوم وانقشعت الغشاوة وظهرت جليا الإدارة الأمريكية والامبريالية على حقيقتهم صحراء قاحلة لا عشب ولا ماء ولا كلأ ,وإنما سراب في سراب , وأوهام يعيشها مرضى وحالمين وجهلة وحمقى ومشركين بالله وأغبياء يمنون النفس على حب الإدارة الأمريكية. لعل وعسى تحن عليهم وتساعدهم وتشد من عضدهم وأزرهم وكأنها بنظرهم جمعية خيرية. فحال الإدارة الأمريكية والقوى والدول المتحالفة معها في الغزو والعدوان على العراق. بات للتفكه والسخرية والتندر والمسخرة. وخاصة حين جندت المعارضة العراقية العميلة لتؤثر وتضغط على الشعب الأمريكي بأساليب الخداع والنفاق والمكر والكذب الذي درب عليه رموزها في أروقة وزوايا ودهاليز وكالة المخابرات الأمريكية. ومن ثم تركت لهم الإعلام فسيحا لينشروا الأكاذيب المغرضة عن وجود أسلحة الدمار الشامل. وحين غزت العراق واحتلته شحنتهم في طائرات النقل كالدواب ليوفروا الأمن والأمان لجنودها . فإذا بإمكانياتهم وجهودهم سراب في سراب. وحين تعثر وضعها وتعذر عليها تحقيق أهدافها , راحت تجلدهم كما يجلد السيد عبيده. فتتهمهم بتقديم معلومات خاطئة, وتتذرع بأن معلوماتها الاستخبارية والاستطلاعية كانت خاطئة وضالة ومضللة, وأنهم ضللوها وخدعوها. والهدف من هذا الكذب والتضليل والافتراء هو امتصاص غضبة ونقمة الشعب الأميركي وشعوب العالم أولا , والتهرب من تحمل تبعات الوزر المسئولية وهذه الحيل لا تنطلي على أحد . فدولة عظمى تملك وسائط وأجهزة غاية في التقنية والحداثة ومطورة لديها معلومات صحيحة ودقيقة, ولكن إدارتها تجاوزت هذه المعلومات والمعطيات الاستطلاعية التي لا تبرر لها شن الحرب أو العدوان. ووظفت المعارضة التي قوامها الخونة والعملاء لتستخف بعقول الشعب الأميركي , وتخدع مواطنيها وشعبها كما هي العادة في كل مرة. ولتستمر في الخداع والتضليل والتهرب من تحمل تبعات مسئولية قراراتها الإجرامية والإرهابية, سارعت لتعلن أن الهدف من غزو العراق هو القضاء على نظام ديكتاتوري, وأوعزت للعملاء مرة ثانية ليفبركوا الأكاذيب على النظام العراقي ورموزه, ومدتهم بالسلاح والمال لقتل كل بعثي وعالم وعراقي غير طائفي , وأستئصالحهم من المجتمع العراقي على شاكلة ما فعلته في عشرات الملايين من الهنود الحمر. وحين لم تلاقي هذه الحجة الكاذبة وتلاقي القبول. سارعت لتلحس ما بصقته في كل مرة وتعلن أن الهدف من الغزو والاحتلال إنما هو نشر الحرية والديمقراطية والإصلاح. وأوعزت لإجراء انتخابات بصورة متخلفة وطائفية وسرية للوائح والأسماء وكأنه سحب لوت واو يانصيب. وأوعزت بتشكيل قوائم وتحالفات وكتل طائفية راعت أن تكون هشة وهزيلة وواهنة و قابلة للكسر. ثم سلمتهم دستور ونظام قضائي, فصلوا في دوائرها ومراكز بحوثها ودراساتها بالتعاون والتنسيق مع إسرائيل, واتفقوا على أن يكون حجر عثرة في كل مجال. ويجعل العراق ممزقا ومشتتا ومتخلفا لعشرات العقود. وأوعزت إلى حلفائها في مجلس النواب على أقرارهم بدون مناقشة وسؤال وجواب. وشكلت حكومات ومحاكم , واختارت لهم شخصيات عفنة, فكانوا من أسوأ المحاكم والحكومات, وكثير من هذه الرموز والشخصيات والمسئولين هي من أتفه وأفسد وأسوأ ما عرفها التاريخ. وأوعزوا للخونة والعملاء الذين كانوا في المعارضة وباتوا الآن في الحكم والمولاة ليطنبوا في مدح هذا الدستور وهذا القضاء وهذه الرموز الفاسدة والمجرمة والحمقاء. وفجأة وبدون سابق إنذار غيرت الإدارة الأمريكية طريقتها وتحالفاتها من إنصاف الشيعة واستئصال وإرهاب وقتل واعتقال وتعذيب وتهجير وحصار وعزل السنة إلى إنصاف السنة ومحاصرة الشيعة وقتلهم وتهجيرهم واستئصالهم وعزلهم واعتقالهم وخطفهم وتعذيبهم وإرهابهم. وغيب عن الواجهة أحمد الجلبي ليطل علينا أبوريشة. ولكنها على الدوام ثابتة في موقف واحد هو تسخيرها الخونة والعملاء ليسيئوا للإسلام والسنة أو الشيعة. أما باقي المواقف فتغير وتعدل حسب مقتضيات الموقف وتطور الأحداث. وعلى الدوام كانت ومازالت بعض الفضائيات كالحرة والعربية ,وصحف كالحياة والشرق الأوسط والمستقبل والنهار يروجون لما تريده الإدارة الأمريكية على أكمل وجه. ومع هذه الجوقة بعض رجال الدين الذين يستقبلون الخونة والعملاء والفاسدين ويدعمونهم ويناصرونهم ويشيدون بهم في العلن أو الخفاء, أو يفتون بتحريم الجهاد والمقاومة ضد الغزاة والمحتلين للأوطان. أو يفتون بجلد الصحافيين بتهمة القذف, وتناسوا كم قذفوا الرئيس جمال عبد الناصر والنظام العراق والرئيس صدام حسين, وكيف يصادقون من هو ملاحق من آداب باريس, ويقف مع حلفائه ليفبركوا التهم الكاذبة ويشهدون شهادة الزور, ويقذفون بتهم كاذبة الرئيس بشار حافظ الأسد حفظه الله ورعاه. وكم يظهروا على المسرح لتأجيج الصراع,وكم يكون حينها لسانهم طويل, أما فيما يعانيه العراق فلسطين ولبنان من عدوان ودمار وجور فكأنهم بلا لسان ولا آذان.
ومع كل هذا الكذب والحمق والغباء والتضليل والإرهاب والإجرام يطل علينا الرئيس جورج بوش وصقوره ومحافظيه وعملائه في العراق ليعلنوا أن العراق أصبح في وضع مميز يحسد عليه, وأنه تعافى وبات معقل للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. وبكل وقاحة وسفاهة مع عدم احترام للشعب الأمريكي ومؤسساته الدستورية يقف الرئيس جورج بوش أمام عشاقه ومحبيه على من على شاشات التلفزة ليتبجح بأنه نجح في تحقيق الديمقراطية في العراق. وأنه أستولد دستور وسلطات ديمقراطية حديثة ومتطورة. والعالم يرى بأم عينيه ويسمع بأذنيه صور وأصوات البؤس والفاقة والموت والدمار وفقدان الاستقلال والتشرد والهرب خارج العراق, وانتشار الفساد بحيث أصبح العراق يحتل الدرجة الثانية في الفساد وقد يحوز على الدرجة الأولى خلال أشهر, والدولة قبل الأخيرة في غياب الشفافية.والدستور أقر بحقوق باقي فئات المجتمع العراق في الانفصال والاستقلال وتفكيك العراق, وتوزيع ثرواته على زعماء القبائل والعشائر والطوائف والقوميات. وأقر بحق أن يكون لهؤلاء الزعماء شرطة وجيش ومخابرات وسجون ومعتقلات, وحتى ألقاب ورايات ومجالس محلية وحكومات ووزراء وقضاء. وقزم السلطة المركزية وتركها منزوعة الصلاحيات. وأرسى دعائم قضاء متخلف يصدر القضاة أحكامهم , وبعد فترة يهربون ويفرون خارج العراق طلبا للجوء السياسي.وأجهزة امن وجيش يدربون على أيدي المليشيات وشركات لفلول المرتزقة. وهيئات دبلوماسية وسفارات قوامها الأقارب والمحسوبية. ومن يدري, فربما تتخذ بعض الولايات الأمريكية من هذا الدستور العراقي ذريعة للمطالبة بالانفصال عن الاتحاد الأمريكي وتحقيق الاستقلال وبزوغ دول جديدة. أو يتخذ منه ذريعة للمطالبة بإصلاح الدستور الأمريكي والسلطات ليكونوا على شاكلة ما أقر ونفذ في العراق. وكذلك أعطى الحق لايرلندا الشمالية وشعبا الباسك وبعض المقاطعات الايطالية والأوروبية بالانفصال والاستقلال أسوة بما جسده الغزو والاحتلال الأمريكي من دستور للعراق شاذ ومتخلف.
لا يوجد من تفسير لهذا الغباء والحماقة والجهالة والضلالة التي تسير عليها الإدارة الأمريكية سوى أن الامبريالية مفلسة وعاجزة وواهنة وأصابها الخرف وطريحة الفراش كحال شارون . فكليهما يستعد ليلفظ أنفاسه الأخيرة. ومع ذلك يكابر أتباعهما على أنه مازال لديهما المجال لينعما بعيشهم الرغيد كشباب في هذه الحياة. والعملاء والليبراليين الجدد المتصهينيين يجهدون أنفسهم لإقناع الشعوب بان خيارات الإدارة الأمريكية لا حصر لها ولا عد, وأنها تملك من السلاح مالا يتوفر لغيرها. وأن الواجب يفرض علينا الخوف منها , والانصياع والرضوخ لمشيئتها, وأنها مازالت صاحبة الحل والربط. وعلى مبدأ أن السلاح بيد ال.... بيجرح.
لهذه الفصائل من المعارضة أو الأكثرية أو الموالاة والتي هي الصنف الثاني من الذي ورد ذكرهم في هذا المقال, نسألهم ونتحداهم إن يجيبوا جماهير أوطانهم إن كان لديهم الجرأة , أو كانوا من الرجال:
1. هل نسوا أو يتناسوا ما فعلت بريطانيا مع الشريف حسين رحمه الله حين لم يشفع له تحالفه معها في الحرب , والذي وفر عليها وعلى حلفائها ومنهم الولايات المتحدة الأمريكية الكثير من التضحيات وقصر من أمد الحرب العالمية الأولى , بهدف تحرير الوطن العربي من الحكم العثماني فكافئوه بوعد بلفور وتقسيم الوطن العربي وتفتيته, واحتلاله من جديد, وحتى طرده وأسرته من الحجاز؟
2. وهل يجهلون أو يتجاهلون الحوادث عبر التاريخ, حين تحالف بعض الخلفاء والملوك والسلاطين مع ا الفرنجة والأعاجم لمواجهة بني جلدتهم وأشقائهم وأقاربهم وإخوانهم, فتحولوا إلى أدوات رخيصة بيد هؤلاء الغرباء يقتلون الحاكم منهم في الصباح, وينصبون خلفا وبديلا له عند الظهيرة أو في المساء؟
3. وهل يسرهم ما حل بالعراق من خراب ودمار فقرروا تعميمه على باقي أقطار الوطن العربي؟
4. وهل يسرهم الإساءة للقرآن الكريم والإسلام والنبي محمد عليه الصلاة والسلام من قبل الإدارة الأمريكية وحلفائها, ومطاردة العرب والمسلمين وقتلهم وتعذيبهم بذريعة الحرب على الإرهاب؟
5. وهل يرضيهم أن يهود المسجد الأقصى, وتستمر معاناة الفلسطينيين على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني, بعد إن أعطى الرئيس جورج بوش شارون وأولمرت ضمانات أن تستمر المفاوضات إلى لعقود وقرون حتى يرضخ الشعبين الفلسطيني والعربي لكل ما تطلبه إسرائيل من أرض وتعهدات؟
6. وهل نسي هؤلاء المثل العربي الذي يقول: أنا وأخي على أبن عمي , وأنا وابن عمي على الغريب. فراحوا يتحالفون ويتعاونون مع أعداء وطنهم وعقيدتهم على أخوانهم ومواطنيهم وبني جلدتهم بدون وازع من خجل و ضمير وحياء. ام أنهم بالأساس غير عرب وكنافقين ويتسترون بالعروبة والإسلام؟
7. ولماذا كل هذا التآمر والتواطؤ على مشروع إيران النووي, والترويج للخطر الإيراني والصمت عن الأسلحة النووية الأخرى وعلى المشروع والسلاح النووي الإسرائيلي, وهل يتجاهلون أن السلاح النووي في أي مكان خطرا على مالكيه وعلى العالم قاطبة, أم انه النفاق والمكر والعمالة والخداع؟
حتما لو أن حشود الصنف الثاني التي ذكرتها ووصفتها في هذا المقال على العكس مما قلت, لأنهوا هذا العهر وانتهوا عن هذا الغي والنفاق والضلال. وأنهوا تحالفاتهم مع الإدارة الأمريكية. وأثبتوا لجماهير أوطانهم بأننا نتجنى عليهم , وأنهم شرفاء ووطنيين وهدفهم سام ونبيل, ولكنهم اخطئوا السبيل والقصد والاتجاه, واعتزلوا السياسة والعمل بالشأن العام .أو سارعوا لمصالحة شعوبهم وأنظمتهم وتحاوروا معهم لتحقيق ما يطمحون إليه من هدف ومقصد وطني ونبيل,يحقق رفعة الوطن ومواطنيه, ويعز الإسلام والمسلمين, ويضمن تحرير الأرض المغتصبة.أما إذا كان خونة وعملاء وأعداء للعروبة والعرب والمسلمين والإسلام لحملوا على هذا المقال وكاتبه,واستمروا في عهرهم وضلالهم ونفاقهم وعمالتهم يسرحون ويمرحون إلى ما شاء الله العلي العظيم.
السبت 20/10/2007م

 

 

البريد الإلكتروني: [email protected]
: [email protected]
: [email protected]

(113)    هل أعجبتك المقالة (126)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي