أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الجفاف يدفع السوريين نحو خانة 'الفقر المدقع'

تكثف الحكومة السورية والمنظمات الدولية جهودها من أجل مكافحة عمالة الأطفال في سوريا، وسط مخاوف من ارتفاع معدلات هذه الظاهرة في البلاد.

وفي هذا الإطار، قالت شهرزاد بوعليا، ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" في سوريا إن "عمالة الأطفال تعد مشكلة خطيرة في سوريا ولذلك تنظر كل من الحكومة واليونيسف ومنظمة العمل الدولية إليها كمسألة مثيرة للقلق".

وكان أوليفيه دي شوتر، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء قد حذر في سبتمبر/أيلول الماضي من أن الجفاف يدفع الناس نحو خانة "الفقر المدقع" ـ الذي يعد السبب الرئيسي وراء عمالة الأطفال.

وأضاف شوتر أن 1.3 مليون سوري قد تضرروا جراء الجفاف خاصة صغار المزارعين.

وأوضحت بوعليا أن "العامل الرئيسي وراء عمالة الأطفال هو حاجة الطفل للمساهمة في دخل الأسرة...وتشمل العوامل الأخرى التقاليد ونظام التعليم".

وقد وقعت سوريا على اتفاقيات منظمة العمل الدولية بشأن عمالة الأطفال في الوقت الذي تفرض فيه البلاد التعليم الإلزامي حتى سن 15 عاماً.

غير أن بوعليا أوضحت أنه حتى الآن، لم يتم تطبيق سوى القليل من التدابير العملية كمنع التسرب من المدارس.

ووفقاً لمنظمة العمل الدولية، ينخرط 215 مليون طفل في عمالة الأطفال على الصعيد العالمي، وقد انخفض هذا العدد منذ عام 2006.

ولكن تبقى الإحصاءات حول عمالة الأطفال في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط ككل غير مكتملة.

وأشارت دراسة أجرتها اليونيسف عام 2006 أن 4 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عاماً منخرطون بالعمل في سوريا، ولكن الخبراء يرون أنه هذا العدد ربما قد ارتفع منذ ذلك العام.

كما رفع تواجد اللاجئين العراقيين الفقراء عدد الأطفال العاملين في البلاد.

وفي مقابل المكاسب المادية القصيرة الأجل التي قد تجنيها هذه الأسر من عمل أطفالها ـ على الرغم من صغرها، هناك أيضاً آثار سلبية طويلة الأجل على الطفل والبلاد.

من جهتها، قالت تشاريتا كاسترو، وهي خبيرة في مجال عمالة الأطفال في جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة إنه "عندما يصبح عمل الطفل بديلاً لتعليمه، فإن ذلك يحد من قدرته على الأداء الجيد في العمل...فهناك دراسات صغيرة تربط بين عمالة الأطفال وانخفاض الدخل المتوقع والناتج المحلي الإجمالي. ولذلك إذا لم تقم الدول بتعليم مواطنيها، فإنها قد تخسر في مجال القوى العاملة المنتجة".

الاستجابة

وتتمثل استجابة الحكومة السورية ووكالات الأمم المتحدة في عقد ورش العمل وإجراء الدراسات لجمع البيانات وتصميم البرامج لإبقاء الأطفال في المدارس.

وستقوم منظمة العمل الدولية في الشهرين المقبلين بنشر دراسة حول أسوأ أشكال عمالة الأطفال في الوقت الذي تعمل فيه اليونسيف على تحسين التعليم والمباني المدرسية وتنمية الطفولة المبكرة.

وأضافت كاسترو أنه لا بد أن تأكد هذه الحلول على أن الأطفال غير العاملين سيتمتعون بفوائد تكون معروفة لدى أسرهم أو أن يتم تنفيذ تدابير مثل المكاسب النقدية المشروطة لتشجيع الأطفال على البقاء في المدارس".

ولكن دون شك هناك حاجة ملحة لمكافحة الفقر، حيث قالت فرح دخل الله، المتحدثة باسم المكتب الإقليمي لمنظمة العمل الدولية للدول العربية إن "البلدان التي خفضت عمالة الأطفال بشكل كبير، تمكنت أيضاً من معالجة الفقر بطريقة حاسمة. إذ يمكن للحكومات مكافحة عمالة الأطفال بشكل فعال من خلال معالجة فقر الأسر وضمان الوظائف الكريمة للبالغين وتوفير التعليم الجيد للأطفال"

ايرين
(103)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي