تعقيباً على تأكيد الرئيس السوري بشار الأسد على حق تركيا في الدفاع عن نفسها ضد حزب العمال الكردستاني وإشارته إلى أهمية الحوار والجهود السياسية في هذا المجال، أكّد المستشار السابق للرئيس السوري أن الوضع "واضح في ذهن الرئيس بشار الأسد الصانع الأول للسياسة الخارجية السورية"، وأشار إلى أن الأسد أوضح أن "السلم يأتي أولاً، والمحاولات السلمية دائماً قبل أي عمل عسكري"
وحول الموقف السوري أوضح جورج جبور المستشار السابق للرئيس السوري في تصريح لـ (آكي) "الموقف السوري كما فهمته هو أن تركيا لها حق الدفاع عن النفس وأن العمليات العسكرية التركية في العراق احتمال موجود لكنه غير مرحب به، وبالتأكيد فإن الوسائل السلمية هي التي ينبغي أن تكون لها الكلمة الأولى"
وأضاف "إذا كان هناك هجوم على تركيا فلتركيا الحق بالدفاع عن نفسها طبعاً، ولكن هذا الحق لتركيا في الدفاع عن نفسها لا يعني الموافقة على عمليات عسكرية تركية تتوغل فيها ضمن الدولة العراقية". وقال "ينبغي أن تكون الحدود التركية محترمة، فإذا كان هناك منظمة لم تحترم الحدود فالرد عليها يمكن أن يكون داخل الحدود التركية، وبالطبع حين نقول أن حق الدفاع التركي ضد الهجمات التي تتعرض لها محترم، فهذا الحق محترم ضمن الحدود التركية فقط"
وأضاف العضو السابق في مجلس الشعب السوري ورئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة "برأيي الشخصي، سيكون لقرار البرلمان التركي أثر كبير في تخفيف الهجمات التي تتعرض لها تركيا أو حتى إنهائها، لأن الذين يقومون بهجمات على تركيا يعرفون أن الجيش التركي قوي ويعرفون أن الموقعة معه لن تكون سهلة، فهم بحسابات معقولة سوف يردعون أنفسهم عن الهجوم على تركيا"
ورداً على سؤال لـ (آكي) حول هدف زيارة الأسد إلى تركيا وتوقيتها قال جبور "العنوان الرئيسي هو تطوير العلاقات، وبالطبع هذا التطوير له أوجه عديدة، لعل من أهمها أن تكون لدول المنطقة القدرة على التحرك الفعال لما فيه خير لأبناء المنطقة، وليكون لأبناء المنطقة دورهم الفاعل في تقرير مصير المنطقة، خاصة مع وجود أطراف دولية تحاول أن تقرر مصير المنطقة عن بُعد، ويتضح هذا في قرار الكونغرس الأمريكي بشأن تقسيم العراق، ولا ريب أنه موضع شجب الجميع في منطقتنا بمن فيهم من يحاول أن يظهر الكونغرس الأمريكي أنه يريد صداقتهم عن طريق تفتيت الدولة العراقية، وهكذا فإن التعاون السوري ـ التركي من الممكن له أن يكون مركز استقطاب للقوى الفاعلة في المنطقة بحيث يكون أبناء منطقة هم من يقررون مصيرهم"
وأضاف جبور "بالمناسبة فإن قرار الكونغرس الأمريكي أتى بعد تسعين سنة بالضبط من قرار آخر اتخذه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور حين وهب أرضاً لا يملكها إلى مجموعة من البشر لا تملكها وإن كانت تدعي ذلك، تسعين سنة على وعد بلفور بدأ بتجاهل الواقع على الأرض وانتهى بمآسي مستمرة معنا"، وقال "لقد تجاهل وعد بلفور وجود الشعب الفلسطيني وأسمى الفلسطينيين وهم 95% من السكان بمجموعات غير يهودية وأنكر أن يكون الفلسطينيون شعباً، بينما أسمى اليهود الذين لم يتجاوز عددهم 2% حين ذاك بالشعب اليهودي، وتسبب ذلك منذ عام 1917 وحتى الآن بمذابح ضد الفلسطينيين، وكان وعد بلفور إعلان هولوكوست صريح ضد الشعب الفلسطيني، وكان هذا الوعد أيضاً القاتل الثاني لليهود بعد هتلر، فليحاذر الكونغرس الأمريكي من إعادة ارتكاب الخطأ الذي ارتكبه بلفور .
المستشار السابق للرئيس السوري لـ (آكي): لتركيا الحق في الدفاع عن نفسها داخل أراضيها فقط
الوكالة الإيطالية للأنباء ( آكي)
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية