أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الغشاشون - أسعارهم وأساليبهم رخيصة

أدت التطورات الاقتصادية والاجتماعية والانفتاح العالمي وتحرير التجارة إلى انتشار ظاهرة الغش التجاري والتقليد بعد ازدياد شدة المنافسة بين المنتجات الوطنية والأجنبية.

 

وتقدر الإحصائيات حجم خسائر الغش التجاري والتقليد بحدود 780 مليار دولار سنوياً منها 50 مليار دولار في الدول العربية وما يهمنا هنا الغش في المواد الغذائية لما يشكله من أضرار وأخطار صحية على الإنسان ويؤدي إلى فقدان ثقة المستهلك بالسلعة الأصلية ويؤثر سلباً في الاقتصاد الوطني.‏

والمادة الأكثر تعرضاً للتلاعب والغش هي اللحوم الحمراء وتتركز عمليات الغش بها على تبديل النوعية فبدل لحم العجل البلدي.. هناك لحم الجاموس المستورد أو المهرب .. إلخ.‏

والقضية الأخرى هي الغش والتلاعب في مشتقات الحليب كاللبن بإضافة مواد وماء ومواد كيماوية تضر بالجسم وقضية اللبنة المغشوشة وصلت إلى مجلس الشعب والملاحظ أن هذه المواد تباع أرخص من مثيلاتها بنسبة 30 - 50٪.‏

وتشمل قائمة المواد المغشوشة العصائر الطبيعية المعبأة والطازجة والتي تخلط بعصائر اصطناعية غير معروفة التركيب والمصدر وما نراه من أظرفة للعصائر المكثفة على الأرصفة والبسطات إلا دليل على ذلك و3 بعشر ليرات.‏

وتعرضت المعلبات الغذائية لمحاولات غش كثيرة بدءاً من المرتديلا والطون والمربيات بأنواعها فبعض أنواع المرتديلا وزن قريب من 2 كغ تباع بأقل من 200 ل.س علماً أن سعر كيلو الفروج وسطياً 120 ل.س وقس على ذلك.‏

والعسل هو الآخر مستهدف بالغش ويخلط بمواد سكرية وأصبغة غير صحية وأحياناً لا يكون من العسل إلا اسمه والمادة بعض المربيات السيئة النوعية.‏

وأغرب حادثة بها كانت البيض البلدي حيث توضع على بيض مزارع مادة لاصقة تحمل بعض القش والريش وروث الدجاج وأحد المواطنين اشترى بطاطا مشوية على أنها كمه جيدة, وآخرون يغشون الفستق الحلبي ويبدلونه بالفول السوداني ويضعون عليه أصبغة ومنكهات غير صحية ويستخدم في صنع الحلويات مع ملاحظة فرق السعر.‏

هذه القصص معقولة أما أن يصل الغش والتلاعب إلى الماء المعبأ والمستورد من الخارج والذي تبين احتواءه على جراثيم ضارة ويفوق الحد المسموح به والشيء بالشيء يذكر فبائعو الماء الجوالون يبيعون مياه آبار على أنها مياه فيجة ونقية والعطش مسؤول عن ذلك.‏

وبعيداً عن الغذاء وشجونه وبمناسبة قدوم الشتاء وعلى ارتفاع أسعار المازوت يعمد الباعة إلى غشه بخلطه بالماء أو التلاعب بالعداد واتقوا الله يا شباب.‏

أما الدخان والمعسل وفي ارتفاع أسعاره من جديد فقد كشفت دوريات حماية المستهلك مستودعات وورشاً خاصة تقوم بغش المعسل بخلطه بنشارة الخشب وملونات ومنكهات غير صحية وهناك الدخان والمعسل المهرب ويباع بأرخص من النظامي بحدود 20 - 40٪ ولا يعرف أحد مصدره.‏

وروى أحد المهتمين أن كل المواد الغذائية قابلة للغش مع وجود أقراص صغيرة ذات نكهات مختلفة تعطي نفس الشكل والطعم للمواد المقلدة مثل زيت الزيتون - اللبن - الجبن - العصائر وتكبر القائمة.. كان الله بعوننا وعون عناصر حماية المستهلك والتي تتحمل مسؤوليات كبيرة في قمع هذه الظاهرة والتي تهدد سلامة المستهلكين صحياً ومادياً, ومحدودو الدخل هم الشريحة الأكثر تضرراً بسبب أسعار المواد المغشوشة المتدنية والدور الأهم يقع على المستهلك نفسه من ناحية الإبلاغ عن حالات الغش والتأكد من مصدر وصلاحية المادة قبل شرائها.‏

يذكر أن جامعة الدول العربية أقامت عام 2008 في السعودية المنتدى العربي الأول لحماية المستهلك من الغش والمواد المقلدة

الثورة
(128)    هل أعجبتك المقالة (127)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي