يتحدث الكثير عن الشر,حتى وصل بالبعض أن يتحدث عن دول شر ومحور شر.
وتطاول البعض بوقاحة وسفاهة ليتهم بعض الأديان السماوية على أنها عقائد شر, وعلى أن معتنقيها أشرار.
وهذا حكم جائر مخالف لشريعة الله, والمنطق وكافة الشرائع, ولا تستساغ من أي فكر وعقل.وحين يدقق المرء بأفعال وأقوال هؤلاء البعض يراها تعج بالشر,ولا ينتهجها سوى الأشرار. وما من أحد من عباد الله إلا ويدعو الله سبحانه وتعالى كل وقت أن يطهر نفسه من الشر ويدرأ عنه خطر الأشرار, وان يحفظ وطنه وقيادته ورئيسه من أخطار إدارة الرئيس جورج بوش وصقوره ومحافظيه والصهيونية وإسرائيل. وحتى أنه يتضرع إلى الله في صلواته أن ينصر فصائل المقاومة الوطنية في كل مكان, وأن يحمي دول الصمود والممانعة في مواجهتهم للغطرسة الأميركية والإسرائيلية, راجيا الله العلي القدير أن ينصرهم, ويسدد خطى رؤسائهم الكرام البررة, الذين يتصدون بحزم لأخطار الشر والأشرار المحدقة بالعالم وأوطانهم وشعوبهم وقضاياهم المصيرية.وكثير ممن صام شهر رمضان المبارك وقرأ القران الكريم, مر على هذه الآيات التي تحدد من هم الأشرار. وما هو الشر الواجب اجتنابه. حيث وردت لفظة الشر في عدد من آيات القرآن الكريم هي:
1. سورة البقرة – الآية216:كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
2. سورة آل عمران – الآية180:ولا يحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير.
3. سورة المائدة – الآية 60: قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل.
4. سورة الأنفال – الآية 22:إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون.
5. سورة الأنفال – الآية 55: إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون.
6. سورة يونس -- الآية 11: ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون.
7. سورة يوسف – الآية77: قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون.
8. سورة الإسراء -- الآية 11: ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا.
9. سورة الإسراء – الآية 83: وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا.
10. سورة مريم – الآية 75: قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا.
11. سورة الأنبياءــ الآية 35: كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون.
12. سورة الحج – الآية 72: وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير.
13. سورة النورــ الآية11: إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل أمريء منهم ما أكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم.
14. سورة الفرقان ــ الآية 34: الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا.
15. سورة ص ــ الآية 55: هذا وإن للطاغين لشر مآب.
16. سورة ص ــ الآية62: وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار.
17. سورة فصلت ــ الآية 49: لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط.
18. سورة فصلت ــ الآية51: وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض.
19. سورة المعارج ــ الآية20: إن الإنسان خلق هلوعا(19) إذا مسه الشر جزوعا (20).
20. سورة الجن ــ الآية10: وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا.
21. سورة الإنسان ــ الآية7: يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا.
22. سورة الإنسان ــ الآية 11: فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا.
23. سورة البينة ــ الآية6: إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية.
24. سورة الزلزلة ــ الآية 8: ومن يعمل مثقال ذرة شرا يرى.
25. سورة الفلق: قل أعوذ برب الفلق(1) من شر ما خلق(2)ومن شر غاسق إذا وقب(3)ومن شر النفاثات في العقد(4)ومن شر حاسد إذا حسد(5).
26. سورة الناس ــ الآية4: من شر الوسواس الخناس.
وقد ورد في أحاديث محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم تحديدا مفصلا للشر والأشرار. حيث روي عنه في بعض الأحاديث النبوية قوله: ألا أنبئكم بشرار الناس؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال: من نزل وحده, ومنع رفده, وجلد عبده. ثم قال: ألا أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا بلى يا رسول الله.قال: من لا يقيل عثرة, ولا يقبل معذرة, ولا يغفر ذنبا. ثم قال ألا أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال: من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره.ثم قال ألا أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا بلى يا رسول الله.قال: من يبغض الناس ويبغضونه. وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: أن شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه, وهؤلاء بوجه. وروي عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه قوله: أحذروا من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره.وجاء في الحديث الشريف: ويل لعبد جعل مفتاحا للشر مغلاقا للخير. وجاء في الحديث الشريف أيضا: من أراد الله به سوءا منحه خلقا سيئا.
والخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أكثر الناس جهلا بالخير أعلاهم صوتا في طلب الأجر عليه.
وعمر بن العاص قال: ليس العاقل من يعرف الخير من الشر, ولكنه الذي يعرف خير الشرين.
والأحنف بن قيس قال: إن ذا الوجهين لا يكون وجيها. وقول أبن الدنيا: لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا عند الله عز وجل.وقالوا أيضا: شر الناس من يتقيه الناس مخافة شره. وقولهم أيضا: شر الناس من يعين على المظلوم. وقولهم أيضا: شر الناس من لا يبالي أن يراه الناس.وقالوا: شر الناس من داره الناس لاتقاء شره.
ويقول محمد غانم بن الوليد المالقي:
إذا المرء لم يكفف عن الناس شره فليس له ما عاش منهم مصالح
إذا ضاق صدر المرء لم يصف عيشه وما يستطيب العيش إلا المسامح
وقول شاعر أيضا: من يزرع الخير يحصد ما يسر به وزارع الشر منكوس على الرأس
والدعجاء بنت المنتشر تقول: فإن جزعنا فإن الشر أجزعنا وإن صبرنا فإنا معشر صبر
وآخر قال: عزمت الشر لا للشر لكن لتوقيه,ومن لم يعرف الخير من الشر يقع فيه.
وقالوا: شر ما في الكريم أن يمنعك خيره, وخير في اللئيم أن يكف عنا شره.
وقال أفلاطون :الأشرار يتقربون إلى الملوك بمساوئ الناس. وقالوا: العالم مليء بالقتلة, وشرهم قتلة الوقت.وسقراط يقول: خير من الخير من عمل به, وشر من الشر من عمل به. وغاندي قال: لا أريد أن أؤذي أحدا, أريد أن أصنع الخير دائما.وتولستوي قال: لا تقاوم الشر بالشر, وإلا اشتركت مع الشرير في شره فماتت الفضيلة.وهو كيم ووشنج قال:إذا أحببت أنسانا بغير سبب فأرج خيره, وإذا أبغضت أنسانا بغير سبب فتوق شره, فخير الأصحاب من يدلك على الخير. وحكيم قال: أعتزل الشر بعزلك الشر,فإن الشر يسرع إلى الشر.
وهنالك من حدد جوامع الشر بست هي: حب الدنيا, وحب الرئاسة, وحب الثناء , وحب الشبع, وحب النوم , وحب الراحة. وبعض الحكماء قالوا بأن الشرور خمسة هي: المال الذي لا ينفق منه, والصديق الخاذل, والسلطان الذي يخافه البريء, والبلاد الذي ليس فيها خصب وليس فيها أمن, والإنسان الذي لا يبالي إن يراه الناس. وقالوا ثلاثة على الإنسان أن لا يقربها وهي : دور أشرار, ومجالس أشرار, وعيون يتطاير منها الشرر.وجبران خليل جبران قال: الخير إذا جاع ألتمس الطعام ولو في الكهوف المظلمة, وإذا شر روى ظمأه ولو من الماء الآسن. فالشر هو خير أضناه الجوع والعطش. ويصف جبران الخير والشر بقوله:
الخير في الناس مصنوع إذا جبلوا والشر في الناس لا يفنى وإن قبروا.
والأديب ميخائيل نعيمة يقول: إن الخير والشر في طبيعة الإنسان مثلما المد والجذر في طبيعة البحار. ويعتبر براتداند رسل : أن الأشرار دائما يتحدون, ويلتفون حول بعضهم البعض, ويقفون صفا واحدا, رغم ما في نفوسهم من كراهية وحقد لبعضهم البعض .أما دعاة الخير, فهم متفرقون, وتلك هي نقطة ضعف الخير والأخيار. والأديب توفيق الحكيم يعتبر: أن الخير والشر لا دخل لهما بالإنسان الفرد, ولا وجود لهما إلا في المجتمع.
والشاعر ألياس فرحات فيقول: أن أبن آدم لا يعطيك نعجته إلا ليأخذ منك الثور والحملا
لو يعلم الكبش أن القائمين على تسمينه يضمرون الشر ما أكلا
أما أدمون بورك فيقول: كلما تحتاج إليه قوى الشر لتنتصر هو أن يلبث أنصار الخير مكتوفي الأيدي دون القيام بأي عمل. والمثل الانكليزي يقول: أن من يبلل يديه بالدم سيغسلها بالدموع. وحكيم قال: إذا تحدث المرء فأمن شره, وإذا صمت أحذر غدره. وهوراس مان قال: أعلم بأن العقاب قد يمنع الاندفاع إلى الشر, ولكنه لا يدفع أبدا إلى الخير.
وقد عزي الشر لأسباب عديدة أهمها:
• قالوا أربع تغضب الرب وتتعس القلب: معاشرة الأشرار, ومرافقة الجهال, ومجالسة السفهاء, وتراكم الذنوب.
• وقالوا أربع لا بقاء لها :مودة الأشرار, والبيت الذي ليس فيه تقدير,والمال الحرام,والكسب الذي ليس معه تدبير.
• وقالوا ستة لا ثبات لها: ظل الغمامة, وخلة الأشرار, وعشق النساء, والثناء الكاذب, والمال الكثير,والسلطان الجائر.
• النميمة. فقالوا: الشر نبتة النميمة الكريهة.لأنها توغر الصدور,وتنعش الشرور,وتظهر البذاءة, وتخلق العداوة. فالنميمة دناءة, والنميمة أساس الشر.ومخالطة أهلها شر, كما مخالطة أهل الفسق ريبة.
• الجهل: وقالوا رأس الجهل معاداة الناس, ومن عادة الأشرار معاداة الأخيار.
• الإعجاب بالنفس.وقيل: شر ما شغلت به عقلك, وضيعت به عمرك, إعجابك بنفسك.
• وقالوا: يسلم من معاداة الناس من لم يظهر منه خير ولا شر. لأنه إذا ظهر منه خير عاداه الأشرار, وإذا ظهر منه شر عاداه الأخيار.
• وقالوا: من الشر البطالة والكسل. والأديان السماوية تحض على العمل والجد والاجتهاد في العمل.
• وقالوا أيضا: السيئات منابع الشر. والسيئات والمساوئ يكفر عنها و يستعيذ ويستغفر منها الأخيار.
• وقالوا أيضا:الكذب جماع كل شر وأصل كل ذم لسوء عواقبه وخبث نتائجه.والكذب لا يقربه الأخيار.
• وقالوا أيضا : أن الفتنة هي مفتاح الشرور ,ومبعث كل شر
وهنالك من قال: أن الخير هو القاعدة , والشر هو الاستثناء. في حين فسر البعض الشر بقولهم: وجد الشر ليكشف عن الخير كما يكشف الإناء المعتم ضوء الشمس اللامع.ولذلك قال البعض: العجب كل العجب لمن قيل فيه الخير وليس فيه كيف يفرح؟ وعجبا لمن قيل فيه الشر وليس فيه كيف يغضب؟. بينما اعتبر البعض أن الشر هو النقيض للخير, كما هي البرودة نقيض الحرارة, والظلمة نقيض الضوء,والليل نقيض النهار. وكل نقيض يكشف حسنات وإيجابيات وسلبيات نقيضه, ويتمم سنة الكون وسنة الحياة.
وحتى الشر لا يطفأ بالشر, ولا يقتلع بأفعال ونوايا شريرة, وحتى لا يعالج بشر. ولذلك قالوا:
1. والإمام علي كرم الله وجهه قال:من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع. وقوله أيضا رضي الله عنه:أحصد الشر من صدر غيرك بقلعه من صدرك. وقوله أيضا: عزيمة الخير تطفئ نار الشر. وقوله أيضا: متقي الشر كفاعل الخير.
2. ولقمان عليه السلام قال لأبنه: يا بني كذب من قال أن الشر بالشر يطفئ . وإنما يطفئ الخير الشر كما يطفئ الماء النار,فكن خيرا أبدا. وقالوا: الجهاد في سبيل الخير أفضل من الاستهزاء بالشر.
3. والإمام الشافعي رحمه الله قال: إني أحيي عدوي عند رؤيته لأدفع الشر عني بالتحيات
4. ويقول قاسم أمين:معاقبة الشر بالشر إضافة شر إلى شر.
من يتمعن في آيات القرآن الكريم وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنتج الكثير. ومنها على الأقل:
• أن الله سبحانه وتعالى خلق العباد ليعمروا الأرض. لا ليخربوها بالأسلحة التدميرية الذكية والغبية. كما فعلت وتفعل كل من إسرائيل والأميركية في أفغانستان ولبنان وفلسطين والعراق.
• ونهى الله ورسله وأنبيائه عن الكذب والرياء والنفاق والسطو والسرقة والظلم والعدوان والغيبة والنميمة والجور والطمع والطغيان والاستكبار والحقد والحسد والبخل واللؤم والحقد والحسد, لأنهم أفعال لا تليق بالعبد, وصفات تتنافى والإيمان, وينتج عنها الشر, وتنعش الشرور. وتكسب مقترفيها السيئات والآثام. وقد أثبت علم النفس أن هذه الآفات إن أستوطن بعضها في النفس أو العقل فأنها تصيب النفس البشرية وشخصية الإنسان بظواهر مرضية وتدفع بسلوكه ليصبح غير سوي.
• والشر يتنافى ويتضاد ويتعارض مع كل الديانات ومع الإسلام , ومع طباع المسلم والمؤمن بالله.
• والشر مطبوع في عقول ونفوس وعادات وسلوك البخلاء, والذين لا يعقلون,والذين لا يؤمنون,والذين كفروا بالله,وبأنعم الله, وقتلوا أو أساءوا للرسل والأنبياء, والمنافقين والكذابين و دهاقنة الفساد.
• والأنبياء والرسل جاءوا ليعلموا الناس مكارم الأخلاق,ويؤاخوا بينهم بغض النظر عن اللون والمعتقد والمكان.وكان نهج المسلمين في حروبهم مقيدا بوصايا وتعليمات رسول الله صلى الله عليه وسلم, والخلفاء الراشدين من بعده. والتي تنص: على أن لا يقطعوا شجرة, ولا يرعبوا طفلا وامرأة وشيخ وطاعن في السن, وأن لا يهدموا, أو يخربوا زرعا أو طريقا أو بيتا, وأن يحموا الكنائس والصوامع وبيوت العبادة, ويدعوا أصحابها وشأنهم, وأن يصونوا أعراض وشرف وكرامات من يطئون أرضهم. وأن لا يدعوا عتادهم الحربي وسلاحهم ورماحهم وأقواسهم تصيب أحدا ممن لم يخرج شاهرا وسيفه لمحاربتهم.وصنع أسلحة الدمار الشامل أبتكرها واقتناها البعض لفرض إرادته على العالم , وأجبر بعض خصومه على اقتنائها للحد من حريته في استخدامها, أو في تكرار استخدامها.بعد أن دمر بقنبلتين منها صغيرتي الحجم والوزن مدينتي هيروشيما وناغازاكي. والولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها الإستراتيجية إسرائيل,هم من استخدما اليورانيوم المنضد والذخائر المحرمة دوليا, والقنابل العنقودية في حروبهما مع العرب, وفي عدوانها على لبنان والفلسطينيين, وفي غزوهما وعدوانهما على العراق وأفغانستان. وفي حروب الإدارات الأمريكية في فيتنام. ولو دققت إدارة الرئيس جورج بوش وحكومات إسرائيل أعمالهم لوجدوا أنها ممقوتة من جميع الأخيار.
لا نريد أن نتجنى على أحد, أو نتهم البعض على أنهم أشرار, كما فعل البعض بحماقة حين تجنى ويتجنى على العرب والمسلمين ويتهم بأن منهم أشرار, وأن بعض دولهم دول شر. وكذلك لا نريد أن نضفي صفة الأخيار بمزاجية على من نشاء, كما فعلها البعض بجهل ووقاحة حين اعتبر نفسه وبلاده وحلفائه أخيار ومعسكر أخيار. ولكن نترك الحكم لمن قرأ القرآن الكريم وأحاديث رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام , أن يجري من بعدها محاكمة عقلية ليستنتج ويحدد بنفسه: من هم الأخيار, ومن هم الأشرار؟. وما هو سر الإساءات التي يوجهها البعض للرسول محمد عليه الصلاة والسلام الذي جاء ليعلم الناس مكارم الأخلاق ويهديهم إلى طريق الرشاد, و يلغي الرق والعبودية, وينشر الحرية والتعاون والتعاضد والإخاء والمساواة في أرجاء الأرض, ويوقر ويأمر الناس بتوقير كافة الرسل والأنبياء,واحترام الأديان السماوية قاطبة,بأفضل معاملة مع التقدير والاحترام؟
ثم هل الرئيس جورج بوش وصقوره ومحافظيه بعد اعترافهم بأكاذيبهم , وافتضاح ما ألحقوه بالعراق من خراب و دمار وإرهاب وإجرام, وما قام به جنودهم من تدنيس للمصحف الشريف, وخطف وتنكيل وتعذيب للسجناء والمعتقلين في سجونهم ومعتقلاتهم انتهجوا نهج أخيار أم أشرار؟ وهل ما قامت وتقوم به إسرائيل منذ سطوها على فلسطين, وتشريد شعبها, وارتكابها المجازر وكذلك حروبها العدوانية على العرب والمسلمين, ثم عدوانها الغاشم على لبنان وتدمير بناه التحتية والبيوت على سكان قاطنيها, واستهداف الفلسطيني المجرد من السلاح, والذي يسعى لذكر ربه وتأمين لقمة العيش لأسرته وأطفاله بقتله وزهق روحه بصواريخ أو بقنابل الطائرات عمل أخيار أم أشرار؟ وهل من شريف وخير ووجداني وحر وصاحب ضمير من يقوم بتدمير مخيم جنين وقانا والفلوجة وضاحية بيروت,أو يرسل شركات المرتزقة لترتكب المجازر وتعيث فسادا كما تشاء؟
وهل يفاوض محمود عباس أشرار ليحمي الأخيار والأقصى من سطوتهم, أم يفاوض أخيارا يحققون حلمهم التوراتي ليدفع ويدرأ عنهم إرهاب بني جلدته. أم أنه المكر والخداع والنفاق؟ وكيف يستقيم إيمان وإسلام من يدعي الأيمان أو الإسلام حين يتحالف مع أعداء وطنه للتآمر على وطنه وقيادته وشعبه, ويشارك في تفتيت وطنه وتقسيمه, وتعذيب واعتقال وقتل مواطنيه مع قوات الاحتلال. أو يفخر بتعاونه ومحبته وصداقته لإسرائيل وإدارة الرئيس جورج بوش الذين أقروا بأنهم كذابين ومجرمين وإرهابيين ومعتدين وحلفاء الصهيونية وإسرائيل الاستراتيجيين ويعتقلون مواطني وطنه. وينصاع ليكون عبدا ذليلا لديهم ينفذ كل ما يأمرونه به, من فبركة التهم الكاذبة بحق الأبرياء والشرفاء, ليدرأ التهمة عن أسياده القتلة والمجرمين والإرهابيين والغزاة والمعتدين, وهم يعلم علم اليقين أن هذا الأعمال تغضب الله؟ أم أنها العمالة والحقد والشر والأشرار والكراهية والخيانة واللؤم تحالفوا جميعا للتآمر على الإنسانية والشعوب والأديان السماوية والعرب والمسلمين والإسلام ؟
الأربعاء 17/10/2007م
البريد الإلكتروني: [email protected]
: [email protected]
:
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية