إن المزاج يبنى على ما لدى الفرد من الطاقة الانفعالية التي يتزود بها من بداية طفولته والتي تعد أساساً وراثياً ويمكن أن تلاحظ الحالة المزاجية للفرد في طباعه ، ومشاعره ونوع انفعالاته أو بطئها..
ولما كان المزاج يحدد سلوك الفرد فإن هذا السلوك هو الأداء الذي يعطينا ما نريد ،ويتغير نتيجة محاولته في أحداث التوافق أو التكيف في البيئة ومواجهة الظروف الجديدة.
يتفاخر العديد من الناس بصفة نفسية تتعلق بشخصيتهم الفنية أو الأدبية وهي المزاجية
وحتى نفهم ماذا تعني هذه الكلمة وما تعنيه من انفعالات وطقوس وتقلبات نفسية علينا إن نغلق قليلا صفحات الكتب النفسية والفلسفية ونؤجل البحوث التي أجريت بهذا الشأن وننزل إلى الشارع وندخل إلى البيوت ونراقب هؤلاء المزاجيين عن قرب ونلاحظ تغيراتهم.
يظن البعض من أصحاب الفنون كالممثلين أو الراسمين أو الشعراء بأن صفة المزاجية يجب أن تأتي مع الإبداع أو أن شرط الإبداع هو إن يكون الشخص مزاجي وإلى هنا لم نعرف كيف يكون الفرد مزاجيا.
المزاجي شخص يرى أحيانا أن عليه الاكتئاب عندما يكون الناس فرحين ويظن انه يرى مالا يرى في الصورة وإذا كان في رحلة ما مثلا يجلس وحيدا ويصفن في الأفق ( وتكون هذه فترة تعذيب وجلد نفسي له ) لكنه يفعل ذلك إيمانا منه انه شخص مميز وعليه دائما أن ينتظر ما يفعله الآخرون حتى يفعل هو عكسهم.
المزاجية عند الفنانين قد لا تكون سلبية كاملة لكنها في بعض الأحيان مؤذية لنفسية الآخرين. مثلا المزاجي الذي يحب أن يستمع لأم كلثوم صباحا ويشرب قهوته في الحمام ويرسم على السطح.. هذا لا يؤذي أحدا، أما الذي يستقبل الضيوف في مناسباته هو، ثم يقول: أنا لا أذهب لعند أحد! كمخالفة للتقاليد الاجتماعية، فإنه بذلك يحاول التميز بمزاجية سلبية.
وأن أي قائد في أي مكان، سواء بفرقة موسيقية أو فرقة حربية.. عليه أن يحفظ نفسه من الانفعالات الأولى وان يتعامل مع مشروعه على انه حياة كاملة ويرتبط بعمل من آمن به وبمشروعه ورأى مشروعه الشخصي ضمن هذا المشروع الكبير.
فمن غير المبرر للفرد القيادي أن يتعامل بمزاجية مع الأفراد. وأن يقرر وحده ويتحدث باسم المجموعة.
المزاجية يمكن أن تقع بالحب أيضاً. فلابد أن يتعبد أحد الطرفين الأخر ويأسره بطقوسه وعاداته لاغيا أي وجود للطرف الثاني.
أن تحب شخصا مزاجيا عليك أن تقتنع معه أن الشمس تشرق من الغرب لو أحب هو ذلك.. وأن تمضي بقية النهار تعتذر له عن جهلك أمامه بقواعد الجغرافيا!
وأن يحبك شخص مزاجي يعني أن عليك التمرد على كل ما عداه وان تمارس عبودية سادية بحضرته! وحين ينتهي من تعذيبك تسهر طوال الليل وأنت تشكره على أنه رآك! فأوقدك وأشعلك! ومن ثم أذابك بكامل حريتك!!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية