نفت الحاجة "حسنة الحريري" الملقبة بـ "خنساء حوران" المعلومات التي راجت على مواقع التواصل عن منعها من دخول سوريا بسبب عقوبات مزعومة فرضت عليها.
وقالت "أم قاسم" في حديث لـ"زمان الوصل" من مكان لجوئها في كندا أنها من الأشخاص الذين قتلهم الشوق للعودة إلى سوريا، ولكن للآن لا تملك للأسف جواز سفر كندي.
وكشفت الحريري 64 عاماً أنها قدمت أوراقها لوزارة الهجرة واللجوء والمواطنة الكندية.
بانتظار الموافقة على منحها الجواز، أضافت أنها منذ 1-1-2025 أمضت المدة المطلوبة للحصول على جواز السفر، ولكن كانت هناك أمور في ملفها احتاجت لوقت حتى تم تضبيطها، ومضى شهر على تقديمها، وبحسب موظفي الهجرة فإن الحصول على الجواز يستغرق من شهر إلى ستة أشهر.
ويُمكّن حامل جواز السفر الكندي من السفر إلى أكثر من 180 دولة بدون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة.
وقالت الستينية التي تحولت إلى أيقونة من أيقونات الثورة السورية أن سوريا التي ضحينا بكل شيء من أجلها هل أغلى شيء على قلوبنا، ولا نبدلها بجنان الأرض
وأصبحت الحريري تحمل لقب "خنساء حوران" نسبة للصحابية الجليلة الخنساء بعدما قتل ثلاثة من أبنائها وزوجها وإخوتها الأربعة وأزواج بناتها الأربع على يد قوات النظام السوري البائد منذ بداية الثورة السورية عام 2011.
وهرّبت الحاجة حسنة الطعام والإمدادات الطبية للمدنيين والثوار، وبينما كانت مدينتها التي اندلعت منها شرارة الثورة الأولى ضد نظام الأسد البائد تحت الحصار، سارت عبر الحقول والمزارع لتقدم المساعدة والإغاثة للثوار تحت جنح الظلام، وشاهدت أحد أبنائها يُقتل على بُعد عشرين مترًا منها، بينما سقط عدد لا يُحصى من الشباب بين ذراعيها. دفنت عشرات الجثث، بمفردها، بيديها.
وتم اعتقالها من قبل قوات النظام المخلوع مع ابنتها وابنة عمها في كمين غادر وجرى احتجازهم في مراكز الأمن لتشاهد فضائع التعذيب بحق المعتقلين، وتعرضت الحاجة حسنة نفسها للتعذيب، رغم أنها كانت في الخمسينيات من عمرها آنذاك. وكانت شاهدة على الانتهاكات بحق المعتقلات، وفي خضم كل هذا، ظلت سندًا لكل من حولها، وخاصة مئات النساء اللواتي سُجنّ واغتصبن جماعيًا وعُذّبن.
14 كسراً وطعنتين
وبعد أكثر من ثمانية أشهر، وبعد أربعة عشر كسرًا في عظامها وطعنتين، أفرج عنها في صفقة تبادل أسرى بين قوات النظام والمعارضة السورية في عام2013. وذهبت إلى مدينتها درعا لتجد اثنين من أبنائها وزوجها وأزواج بناتها قضوا إما في معتقلات النظام أو في معارك ريف درعا،
وتمكنت تحت جنح الظلام من اللجوء إلى الأردن للحاق بابنها الأصغر، وهناك رفضت الصمت. بدلاً من ذلك، حرضت على المظاهرات والاحتجاجات ضد النظام السوري، ودعمت الثورة بكل ما أوتيت من قوة.
وبعد سنوات من العيش في الأردن غادرتها مطلع عام 2022 بعد حصولها على تأشيرة لجوء إنساني فيها.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية