في يوم خريفي من عام 2012، خرج الطفل عدي محمد عوده، ابن الخمسة عشر عامًا، من منزله في حي الحجر الأسود جنوب دمشق، متوجهًا إلى فرن الزاهرة القريب، دون أن يعلم أن خطواته تلك ستكون الأخيرة التي يُرى فيها.
بحسب والدته، سهام عوده، فقد اختفى عدي بتاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر 2012، من أمام الفرن الواقع في منطقة الزاهرة، وهي منطقة كانت تخضع آنذاك لسيطرة ميليشيات محلية موالية للنظام، يُعرف أبرزها باسم ميليشيا فادي صقر. ومنذ ذلك التاريخ، لم يُعثر له على أي أثر، ولم تتلق العائلة أي معلومة مؤكدة عن مصيره.
عدي من مواليد 1997، ينتمي إلى عائلة من نازحي الجولان، لجأت إلى دمشق منذ احتلاله عام 1967، واستقرت في الحجر الأسود قبل أن تعصف بها الحرب مجددًا. تقول والدته في رسالة مؤلمة وجهتها عبر منصتنا: "إذا كان بالإمكان المساعدة، فأنا أم تنتظر خبراً منذ أكثر من 12 عامًا. يكفيني أن أعرف مصير ولدي، حتى لو كان مريراً".
تفتح قضية عدي الباب على ملف بالغ التعقيد، يتمثل في الاختفاء القسري جنوب دمشق، حيث لعبت الميليشيات دورًا مركزيًا في عمليات الخطف والإخفاء، وسط غياب كامل للمساءلة أو التحقيقات الرسمية.
لا تزال آلاف العائلات السورية تعيش على أمل ضعيف بأن يتكشف مصير أحبائها، في وقتٍ تُمنع فيه.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية