أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"زياد إلياس مسوح" في قبضة الأمن: هل يُكشف الغطاء عن جرائم وادي النصارى وقلعة الحصن؟

توقيف "ذراع الزوبعة" يعيد فتح جراح المقابر الجماعية

أوقف جهاز الأمن العام  السبت الشاب زياد إلياس مسوح في بلدة مرمريتا بريف حمص الغربي، وذلك على خلفية تورطه في أنشطة ميليشياوية خلال سنوات الحرب السورية، وارتباطه المباشر بالمدعو بشر اليازجي، أحد أبرز قادة "الدفاع الوطني" في منطقة وادي النصارى.

بحسب مصادر محلية، فإن مسوح كان يُعرف بأنه "اليد اليمنى" لليازجي، وقد فرّ من المنطقة مع الأخير عقب سقوط النظام البائد في الوادي، ليعود مؤخراً بعد أن لاحظ التساهل في تطبيق العدالة الإنتقالية، خاصة من نالوا غطاء سياسياً من بعض الأطراف.

من "نسور الزوبعة" إلى المقابر الجماعية
زياد مسوح هو أحد الأعضاء البارزين في الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي دعم نظام الأسد عسكرياً عبر ميليشيا "نسور الزوبعة"، وهي تشكيل مسلح تتهمه منظمات حقوقية وناشطون بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ريف حمص الغربي، تحديداً في مناطق الحصن، الزارة، وتلكلخ، خلال الفترة ما بين 2013 و2024.

ومن أبرز الجرائم المنسوبة لهذه الميليشيا، عمليات خطف ممنهجة طالت أكثر من 20 فتاة من محيط قلعة الحصن، لا تزال مصائرهن مجهولة حتى اليوم. كما لا تزال فرق تطوعية توثق، حتى اللحظة، العثور على مقابر جماعية في المنطقة يُعتقد أن مسوح ورفاقه يقفون خلفها، آخرها اكتشاف 25 هيكلاً عظمياً في خزان ماء مهجور داخل بلدة الحصن.

معلومات "زمان الوصل"
بحسب ما علمته زمان الوصل من مصادر ميدانية موثوقة، فإن الحزب السوري القومي الاجتماعي – المسؤول المباشر عن مقتل المئات في منطقة وادي النصارى – لا يزال يعقد اجتماعاته بشكل دوري في "منفذياته" المنتشرة في المنطقة، أبرزها منفذية تلكلخ. ورغم الأدلة المتزايدة حول تورط ميليشيا "نسور الزوبعة" في سلسلة من الجرائم والانتهاكات، لم يصدر أي قرار رسمي من الحزب بحلها أو حتى التحقيق في ممارساتها.

والأخطر، أن قيادات هذه الميليشيا لا يزالون يعيشون بين الأهالي دون أي مساءلة قانونية أو اجتماعية، وعلى رأسهم جورج سليم، أحد أبرز المتهمين بارتكاب انتهاكات جسيمة خلال ذروة الصراع.

الدين كذريعة للإفلات من العقاب
ما أثار سخطاً واسعاً بين الأهالي، هو محاولة بعض الجهات من ضمنهم أعضاء في حزب البعث المنحل والقومي السوري؛ تبرير سلوك مسوح بالقول إنه "دافع عن حق المسيحيين"، في توظيف صارخ للهوية الدينية بغرض التغطية على الجرائم. هذا الخطاب الطائفي قوبل برفض حازم من عائلات الضحايا، حيث قال أحدهم لـزمان الوصل:
"هل تعتقد أنه إذا كنت مسيحياً لن تُحاسب؟ كلنا أمام القانون سواسية، لا تستخدم دينك للهروب من جرائمك".

بيانات دعم مقابل صمت عن الدماء
ورغم كل المعطيات، أصدرت شخصيات سياسية ومحلية محسوبة على الحزب القومي وحزب البعث المنحل بيانات تطالب بالإفراج عن زياد مسوح، متجاهلة الاتهامات الجسيمة الموجهة إليه، وعلى رأسها التورط المباشر في تصفيات ميدانية ومقابر جماعية لا تزال شواهدها قائمة.

الفيديو المرفق يوثّق مشهداً مؤلماً من خزان الماء المهجور في بلدة الحصن، حيث تُشاهد بقايا الهياكل العظمية، في مشهد يعكس وحشية الجرائم المرتكبة، ويعيد فتح ملف العدالة المؤجل في وادي النصارى.

الحسين الشيشكلي - زمان الوصل
(15)    هل أعجبتك المقالة (13)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي