أعربت مفوضة التوسيع في الاتحاد الأوروبي مارتا كوس عن اعتقادها بأن حدوث موجة جديدة من توسيع الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030 يمثل "منظورا واقعيا للغاية"، ليس فقط للدول المرشحة للانضمام إلى التكتل (ألبانيا والجبل الأسود)، ولكن أيضا لمولدوفا وأوكرانيا.
وفي مقابلة أجرتها غرفة الأخبار الأوروبية ( إي إن آر) مع كوس، قالت مفوضة التوسيع إنها تأمل في أن تتمكن مولدوفا وأوكرانيا من فتح المجموعة الأولى من فصول المفاوضات بحلول نهاية شهر يونيو/حزيران، في ظل الرئاسة البولندية الدورية الحالية للاتحاد الأوروبي.
وانطلقت محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي مع مولدوفا وأوكرانيا بشكل رسمي في شهر يونيو/حزيران الماضي، في إطار عملية متسارعة أعقبت بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، والذي انطلق في فبراير/شباط عام 2022.
ورغم ذلك، هناك حاجة الآن إلى عمل تفصيلي كي تتوافق العملية مع معايير الاتحاد الأوروبي في 35 مجالا- وهو ما يعرف بفصول التفاوض.
وأعربت كوس عن تفاؤلها بشأن إيجاد حل في مواجهة استخدام المجر حق النقض (الفيتو) ضد انضمام كييف للاتحاد الأوروبي، بسبب المعاملة التي تتلقاها الأقلية المجرية في أوكرانيا.
هل العملية ذات سرعتين متباينتين؟ وفي الوقت الذي تحرز فيه أوكرانيا ومولدوفا تقدما سريعا على طريق الانضمام للاتحاد الأوروبي، تنتظر دول غرب البلقان دورها منذ عقود.
وكانت مقدونيا الشمالية واحدة من أوائل دول يوغوسلافيا السابقة التي شرعت في طريق الاندماج الأوروبي، ولكنها لم تحقق تقدما يذكر بسبب المشاكل الداخلية ومعارضة الدول المجاورة الأعضاء في التكتل الأوروبي.
وقالت كوس في المقابلة إنها تتفهم مشاعر الإحباط لدى مقدونيا الشمالية، دون أن تتطرق إلى مطالب سكوبي بضمان عدم وضع مزيد من العقبات في سبيلها.
وعلى سبيل المقارنة، قالت المفوضة كوس إن المفاوضات مع الجبل الأسود قد تنتهي بحلول نهاية عام 2026، في حين تهدف ألبانيا إلى استكمال المفاوضات بحلول عام 2027.
وفي حين لا يزال الاتحاد الأوروبي ملتزما تجاه جمهورية البوسنة والهرسك، يعرب مسؤولو البلاد عن قلق متزايد بشأن العراقيل السياسية الداخلية التي تعطل إجراء إصلاحات وتهدد مستقبل البلاد على المسار الأوروبي.
وأكدت مفوضة التوسيع: "ربما سأكون أكثر الناس سعادة عندما نستطيع بدء التفاوض مع البوسنة. إنهم يستحقون ذلك حقا... شعب البوسنة يستحق ذلك"، ودعت السلطات المحلية في البلاد إلى الاضطلاع بالمسؤولية، في هذا الشأن.
الانضمام للاتحاد الأوروبي "قائم على الاستحقاق"
وفي معرض ردها على سؤال بشأن ما إذا كان من الممكن ضمان اتباع نهج متوازن بشأن التوسيع، تجاه دول غرب البلقان من ناحية، وأوكرانيا ومولدوفا من ناحية أخرى، أكدت كوس أن العملية "قائمة على الاستحقاق" في المقام الأول.
وقالت إنه لن يتم تجاهل أي دولة، مضيفة: "نحن ملتزمون بقوة بضمهم إلى الاتحاد الأوروبي. ولكننا بالطبع سنلتزم بالجدارة".
يشار إلى أن كل خطوة في عملية توسيع الاتحاد الأوروبي تتطلب إجماعا من الدول الأعضاء السبع والعشرين. وبالنسبة لكل دولة مرشحة، ثمة حاجة إلى 150 قرار بالإجماع.ووفقا لمفوضة التوسيع، تؤيد 14 من الدول الأعضاء إلغاء مبدأ الإجماع، والتحول إلى تبني قرارات بالأغلبية المؤهلة، وتكمن المعضلة هنا في أنه حتى هذا التغيير يتطلب موافقة بالإجماع من الدول الأعضاء.
وقالت كوس: "سنرى هل من الممكن أن يحدث المزيد قريبا."ضغوط خارجيةوحذرت المفوضة، السلوفينية، من القوى الخارجية التي تسعى إلى عرقلة عملية توسيع التكتل.
وقالت كوس إنه، ولأول مرة في التاريخ، يواجه الاتحاد الأوروبي "قوى خارجية معرقلة تسعى إلى إفشال عملية التوسيع"، مضيفة أن "هذه القوى لا تأتي من الشرق فحسب"، دون التطرق إلى التفاصيل.
ولدى سؤالها بشكل مباشر عن دور موسكو، أو واشنطن في هذا الصدد، أشارت كوس إلى أن المفوضية الأوروبية تراقب صفقات مثل تلك المتعلقة بالمواد المعدنية، والمعادن الأرضية النادرة، التي يجري التفاوض بشأنها بين أمريكا وأوكرانيا.
وحذرت من أنه من الممكن أن يكون لذلك تداعيات على عملية انضمام كييف للاتحاد.وفي إطار المنافسة الجيوسياسية المتعلقة بالنفوذ، قالت كوس إن الاتحاد الأوروبي يتحمل "مسؤولية واسعة" في عملية تضع "مصداقيته" على المحك.
وأوضحت: "لهذا السبب، علينا أن ننجز هذا العمل... وهذا هو السبب في أننا لا يمكن أن نخسر أي دولة مرشحة للانضمام".
التركيز على الأمنوأشارت المفوضة الأوروبية إلى البعد الأمني المتنامي لعضوية الاتحاد الأوروبي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، وقالت "العالم بأكمله في حالة حراك، وأوروبا كاملة في حالة حراك، والجوار بأكمله في حراك. وتزداد أهمية الجانب الأمني أكثر وأكثر".
وأوضحت: "نفهم التوسيع على أنه الذراع السياسية للضمانات الأمنية... يمكن أن تكون عضوية الاتحاد الأوروبي حقا ذراعا سياسية قوية للغاية لهذه الضمانات الأمنية." وتصاعدت المخاطر على خلفية إثارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشكوك، على نحو متكرر، بشأن الضمانات الأمنية لأوروبا عبر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما دفع الأعضاء الأوروبيين في التحالف العسكري إلى البدء في أخذ زمام الأمور بأيديهم.
وفي ظل عدم قدرة أوكرانيا ومولدوفا على الانضمام للحلف حاليا، أشارت كوس إلى أن حصولهما على عضوية الاتحاد الأوروبي سوف يبعث برسالة قوية. وقالت إن "من المثير للاهتمام" أن دول البلقان، مثل الجبل الأسود وألبانيا ومقدونيا الشمالية، وجدت أن الانضمام إلى الناتو "أسهل" من نيل عضوية الاتحاد الأوروبي - وهو وضع قد يكون نقيض ذلك بالنسبة لمولدوفا وأوكرانيا.
د ب أ
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية